بين الحلم والحقيقة جسرٌ من العمل والتفاني، ولطالما نقلت لنا الأيام قصصًا عمن عبروا هذا الجسر بمزيج من التعب والمعرفة معًا، ومن عالم التقنية وتطوير التطبيقات يتألق (إياد الشبعان) المبتكر السعودي الشاب الذي أطلق فكرة تطبيق (بيتك) المتخصص في الصيانة المنزلية ليحقق نجاحًا ملفتًا، وليقدم نموذجًا يدعو للفخر لشباب المملكة العربية السعودية، الذين بذل لهم وطنهم مناهل المعرفة بسخاء فأعادوه لوطنهم تفوقًا وابتكارًا، في الوقت الذي تشهد فيه المملكة حراكًا غير مسبوق في عالم ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة، ما جعل المملكة أيقونةً في هذا المجال، ومحط اهتمام المستثمرين حول العالم بما تقدمه لأبنائها من دعم معرفي ومادي وتشريعي.
في البداية تعرف إياد على فكرة حديثة في عالم المشروعات الناشئة كفيلة بفتح أفق لا محدود فضلًا عن اختصار الجهد والوقت والمال، والانتقال إلى أول النجاح بطريقة ذكية وفاعلة، وتقوم هذه الفكرة على مفهوم إطلاق المنتج وطرحه في السوق في أبسط صورة وبحد أدنى قابل للتطبيق وفي أسرع وقت، ثم العمل على تطويره من خلال فهم متطلبات السوق وذلك بالاحتكاك المبكر مع العملاء، وهو ما يسمى (MVP) أحد مفاهيم استراتيجية لين (Lean Startup)، فقد تموت الأفكار الخلاقة في مهدها عندما تغرق في بحر من التجارب التطويرية والافتراضات والاستغراق في تحسينها والركض وراء هاجس كمالها قبل إطلاقها، وقد تكون كل دقيقة يتأخر فيها إطلاق المنتج مسمارًا جديدًا في نعش موته قبل أن يرى النور.
كان ذلك في عام 2012، عندما اكتشف إياد على هذا المفهوم في برنامج “مختبر الأفكار” الذي ينظّمه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) كل سنة، البرنامجِ الثري الذي امتد لثمانية أسابيع مكثفة وملأ إياد بالشغف والمعرفة معًا، ومنذ ذلك الحين انطلق إياد في مطاردة حلمه وهو متقد بحماس كبير، ومكتنز بمعرفة متقدمة اكتسبها من مشاركته في البرنامج، وخلال رحلته واجه الكثير من الصعوبات، لتتغير معها الكثير من المعطيات من شركاء العمل إلى ظروفه إلى خطته، شيئان فقط لم يتغيرا في هذه الرحلة: إرادة إياد وفكرته.
تمكن إياد من إطلاق تطبيق (بيتك) وباشر رصد التجربة وتطوير التطبيق والإشراف عليه، وهو التقني المحترف الذي يجيد التطوير ومعالجة العوائق الفنية بكفاءة وسرعة، لكنه واجه مشكلة لا يبرع في التعامل معها، وهي الجانب الإداري وضبط العمل وإدارته والقدرة على تحليل مؤشرات النمو وتلمس فرص التوسع، وبحث في سبيل ذلك عن شريك يقوم بهذا الدور ولكنه لم ينجح في الوصول لشريك قادر على لعب هذا الدور الجوهري، حتى جمعه لقاء بصديقه القديم (خالد الحملي) الذي اكتملت به القطعة الأخيرة في نجاح المشروع، وعلى طاولة لقائهما كان الميلاد الحقيقي لـ (بيتك).
يحكي إياد عن تجربته قائلًا: “قدم لي برنامج (مختبر الأفكار) ما كنت أبحث عنه تمامًا، وعقدت العزم على إطلاق الفكرة الأساسية التي بُني عليها تطبيق (بيتك) في أسرع وقت وبالحد الأدنى من الخصائص التي تحقق للعميل الغاية والقيمة من التطبيق، بدأت العمل على تنفيذ فكرتي مع شريكٍ تعرفت عليه في برنامج مختبر الأفكار وبدأنا فورًا بعد انتهاء البرنامج، إلا أن شراكتنا انفضت بعد عدة أسابيع، ثم شاركني العمل شريك آخر ولكننا لم ننجح في الاستمرار كذلك، وقد اتضح لي بعد حين أن الشريك الذي أحتاجه لا بد أن يكون متكاملًا معي لا مماثلًا لي، وهو ما وجدته أخيرًا عندما التقيت بخالد الحملي”.
في أواخر عام 2015 أطلق المؤسسان إياد الشبعان وخالد الحملي تطبيق (بيتك) في مدينتي الظهران والخبر. وفي عام 2016 أصبح التطبيق متوفرًا في كل من الرياض وجدة والمدينة المنورة والدمام والقطيف وينبع، ثم على مستوى دول الخليج في مملكة البحرين، في عام 2018 حصل تطبيق بيتك على 2 مليون دولار من إحدى شركات الاستثمار الجريء الكبرى في المملكة، كما تم تصنيف (بيتك) في نفس العام ضمن أفضل 100 شركة ناشئة في الشرق الأوسط.
عام
> عقول سعوديه .. في وطن الرياده والتفوق العلمي : إياد الشبعان وتطبيق (بيتك).. المبتكر عندما يتلقى الإثراء الهادف
عقول سعوديه .. في وطن الرياده والتفوق العلمي : إياد الشبعان وتطبيق (بيتك).. المبتكر عندما يتلقى الإثراء الهادف
20/08/2019 8:14 م
عقول سعوديه .. في وطن الرياده والتفوق العلمي : إياد الشبعان وتطبيق (بيتك).. المبتكر عندما يتلقى الإثراء الهادف
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/103068/