لا ، الحياة ليست معركة أبداً ، ولا غابة ممتلئة بالوحوش ، ولا البقاء للأقوياء المتنمرون ، ولا لأي شكل من أشكال العنف والعدوانية كما تظن ، بلا “الحياة حلوة خضرة” كما عبر عنها النبي المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ، وأنا وأنت مستخلفين فيها حيث قال سبحانه ” أني جاعل في الأرض خليفة ” لإعمارها والعمل بجد وتفاؤل واطمئنان مهما تلوثت بأي شكل من أشكال السلبية .
الحياة خلقت لي ولك ، لنجد فيها الجميل واللطيف والممتع وكما قال تعالى ” ولا تنس نصيبك من الدنيا ” ليعينك هذا على العبادة بحب له سبحانه ، وخشوع وتأمل لتكون ممتن مؤمناً مسالما سلاما للعالمين .
لا تصدق البؤس ، ولا اليأس ، ولا الشك ، ولا الخوف بكافة بوابته التي تغزونا بين فترة وأختها ، بل صدقه سبحانه وآمن به حينما قال ” أن مع العسر يسرا ، أن مع العسر يسرا ” فمع كل عسر يولد يسران ، وليس واحد كما تظن وأظن .
كن منفتح على الحياة بطموحك ، وعزمك ، ومتقد بحماسك وحيويتك ، لا تنفك أبداً عن تقديم الخير والسلام بكافة قوالبه ، لا تركن للكسل والخمول ، ولا تصادق أعوانه ، أزرع كل في يوم مشكاة من نورك ، من روحك تنفع ذاتك ، وتتصدق به من خير الله النازل لك ، كن منارة علم وهدى ، ولو لم تكن لك شهادة ، ولا مستوى وظيفي رفيع ، فالمؤمن كيس فطن ، فهو يقدم فقط لأنه مؤمن ، مؤمن بربه ، بخيره ، بنفسه بأنه قادر ويستطيع ولو بتقديم كلمة لطيفة لنفسه ولمن حوله .
فتش عن كنوزك الداخلية وأسعى سعي المجد لتنويرها ، وتطويرها ، الحياة ممتلئة بالفرص المجانية التي تتزايد كل يوم ، فقط أنوي،ثم لا تسل عن ما سيقدم لك من أطباق شهية من عروض متنوعة وثرية ” فعندم يستعد الطالب يظهر المعلم ” .
لا تبقى مفلساً عن تقديم شيء لنفسك ، بيتك ، مجتمعك الكبير ، لتقع في فخ إدمان الطعام ، والتسوق ، النوم ،والبقاء خاوياً في منصات الاعلام الجديد ، لا حيلة لك سوى الاعجاب ، ثم أعراض قلة الثقة بالذات ،وصولاً لكراهيتك وحياتك !!.
كن نجماً ، كن رقماً صعباً ، كن أنت ولو باليسير ، ولو كان يسير ، فهو عند الله عظيم ، لا تقل كبرت وهرمت ، الإنتاجية والطموح لا تعرف رقماً البته ، بل تعرف روح وثابة ونفس تواقة ، وذات لا تكف عن أن تكون متجددة كل لحظة ، حتى إذا أزف الرحيل ، تكون ممتلئ بما يشهد لك ، وعندها يقولون مر ؛ وهذا الأثر .





التعليقات 2
2 pings
زائر
27/09/2019 في 6:27 م[3] رابط التعليق
ما شاء الله. جميل جدا أن يكون لكل واحد على هذه البسيطة رسمة او شاهد له بعد موته
بارك لكم في جهودكم ومتعكم بالصحة والعافية
فاطمة الخماس
27/09/2019 في 11:20 م[3] رابط التعليق
الحياة.. بوابة عبور … نتنقل منها إلى فضاء
واسع.. ونحن من يختار طريقة….
والسعيد من تكون وجهته نحو النور
المشرق تفاؤل وأمل وثقة بالله ..
مقال جدا ررررررائع
سلم بنان قلمك