ما اعظم الشعر العربي و ما اوسع بحورة التي يغرق القارئ فيها و ينهل ما فيها من كنوز و مشاعر عميقة و معانى متفردة جميلة و قد تميز الشعر العربي بضرورة الالتزام بالوزن و القافية في مجمل انماطه و في مختلف الأجيال القديمة والحديثة.. حتى وان جاءت بعض المحاولات الحديثة التي حاولت التحرر من الوزن و القافية و لكن ظل الشعر محتفظاً بصورته.
الشعرية والفنية التي تحمل أعمق المعاني والتشبيهات وجمال الكلمات، يكتبه الشعراء وهم يعبرون عن أحاسيسهم وما يؤمنون به .ويعتبر الشعر هو لسان العرب في التعبير عن كل ما يجول في خواطرهم من ثقافة وصفات وتاريخ .
ومن أشكال الشعر “الشعر النبطي “، فالشعر النبطي الشعبي حيث يعد من أصدق أنواع الشعر لأنه يعبر عن مشاعر وحياة الإنسان وهو من الأشعار المسموعة والذي يصل أغلبه عن طريق الرواية، وهو متنفس الشعراء في طريقة تطرح قضاياهم الذاتية والاجتماعية كما انه نافدة جميلة تطل على الوجدان الثقافي والسياسي في كثير من حالاته، ولذلك يمثل هذا النوع من التعبير واجهة ثقافية وحضارية.
ولكن للأمير “خالد الفيصل” وجهة نظر مختلفة عن تسميته بالشعر النبطي حيث قال: : ” لقد وصل شعرنا هذا إلى مرحلة متقدمة من النضج والترقي، وحري بنا أن نخلع عنه المسمى الذي طالما التصق به، زوراً، ونحن على ذلك سكوت، بل ولقد ساهمنا نحن في تكريس تسميته بالشعر النبطي، على الرغم من أن كل مبررات هذه التسمية باطلة، وعن الحقيقة عارية. فلا هو مستنبط، ولا هو بلغة الأنباط، ولا هو بلسان المستعربين، ولا ينطبق عليه شيء مما قالت به”. ويخلص الأمير الشاعر إلى نتيجة مفادها أنْ ينسب إلى إحدى الصفتين المحلي أو الشعبي، فيقول: “إذا كان هذا الشعر يتشح برداء المحلية أو الشعبية، فالصحيح أن ينسب لأي من الصفتين، فيقال عنه الشعر “المحلي” أو الشعبي ، والأسماء التي خاضت هذا البحر من الشعر الشعبي في خليجنا الكثير من أصحاب القامات الذين أبدعوا وتميزوا في هذا النوع المطلوب من القصيد .
وفي هذا المقال يحضرني من صنع الإبداع الشعري وساهم في نهوض الشعر الشعبي في المملكة والمنطقة الشرقية على وجه التحديد رئيس منتدى الأدب الشعبي
الشاعر والإعلامي راشد بن عبدالرحمن القناص من الأسماء التي خدمت الساحة الشعبية كشاعر ومحرر وناقد ومقدم برامج شعرية، وشارك بكم كبير من القصائد الشعرية المطبوعة وعلى الإذاعة وشارك في العديد من المهرجانات الشعرية على مستوى الخليج سيرته الشعرية حافلة بالإنجازات التي تحتاج الي مقال خاص ليتسع لما قدمة لهذا المجال .
فللقناص دواوين عدة جميعها رائعة وتحاكي الوجدان ولكن ديوان “أصدق المرثيات في أوفى الوفيات” جاء يلامس الروح ويسطر أروع قصائد الشعر الشعبي في الرثاء . مقتطفات :
أضحك ولي قلب يناقض شعوره
صبرت بس الصبر طال انبعاثه
اقبل خريف العمر واقفه سروره
ترا الغلا بالقلب صعب أجتثاثة.
ومعا تطور موضوعات الشّعر الشعبي باختلاف أنواعه واحداثه، لكنّ الغزل بقي ظاهراً في كلّ العصور العربيّة على اختلافها،
ففي هذا البحر للقناص:
قال في الغزل هذه القصيدة التي تعبر عن المشاعر والأحاسيس التي تختلج في فؤاد شاعرنا راشد القناص فصاغها لنا بأجمل وأعذب القوافي:
نظرتك مليانةٍ شوق وحنين
حطّمت قلبي.. وقلبي ما قوى
جل ربٍ صورك وصفك حسين
بالحلا كل الحلا شكلك حوى
اقسم بربي وخذ مني يمين
في فؤادي غير شخصك ما هوى
صادق الاحساس لك حبٍ دفين
أنت حبي.. وأنت لي كل الدوا
وأنت غالي.. وأنت لي دراً ثمين
انكوى الخفاق باسمك.. انكوى.
وفي ختامنا كل مانتمناه أن يحافظ الشعر الشعبي على مكانته العالية في نفوس مُتذوقية .وأن لا تمسه عجلت التطور بأي سلبية .