استجابت جمعية البر بالأحساء لنداء أسرة تكالبت عليها الظروف المعيشية والصحية من أجل صيانة وترميم المأوى المتهالك الذي يضمهم وذلك بعد أن أصبح رب الأسرة عاجزًا عن صيانته لفترة طويلة بعد تقاعده المبكر وترك زوجته لعملها بوزارة الصحة.
وتقول أم شروق وهي أم لتسعة أبناء بأن معانتنا بدأت مع أول طفلة رزقنا بها بعد أن أصيبت في عمر 8 أشهر بمرض الفشل الكلوي، حيث اضطررت لترك عملي في الصحة لحاجة طفلتي لرعاية خاصة ومتابعة مواعيدها في المستشفى والتفرغ كذلك لمتابعتها في المنزل، وبعدها رزقني الله بطفلة أخرى فرحت بها كثيرا وعشت معها أجمل ما تعيشه الأم مع أطفالها ولكن قدر الله عليها أن تصاب بنفس المرض في عمر 7 سنوات، ومن هنا بدأت معاناة أخرى مع طفلتي الأخرى حتى وفاها الأجل ولحقت بأختها.
وأضافت أم شروق بهذه الظروف بدأت تتراكم علينا الديون ومع تزايد عدد أفراد الأسرة، وتقاعد زوجي عن العمل الذي أصبح راتبه التقاعدي لا يفي بمتطلبات الكثير من احتياجاتنا، بدأت في العمل في مجال نقش الحناء والتزيين من أجل أن أوفر لي ولأسرتي حياة كريمة تكفينا عناء طلب الأخرين، لكننا لم نستطع صيانة المنزل الذي يؤوينا، ومع مرور الوقت وبسبب صرف معظم ما نملك لعلاج الأطفال أصبح المنزل متهالك ويحتاج لمبلغ كبير لصيانته.
وقالت أم شروق مع قرب دخول فصل الشتاء الذي يحمل معه أمطار الخير والبركة بدأت اخشى على أطفالي وأسرتي من المنزل الذي نعيش فيه، وتكرار مأساتنا كل عام مع تسرب الامطار لداخل المنزل وحدوث ما لا يحمد عقباه لقدر الله، عندها قررت التوجه لجمعية البر بالأحساء التي تفاعلت سريعًا مع طلبي وقامت بصيانة منزلي، والذي أصبح بفضل الله ثم بجهود جمعية البر منزلا جميلا لم يكن في استطاعتنا ان نقوم بصيانته مثل ما هو عليه اليوم.
من جهته قال مدير إدارة الشراكات والإعلام بجمعية البر بالأحساء وليد بن خالد البوسيف بأن إدارة رعاية المستفيدين بالجمعية وقفت على منزل الأسرة والتأكد من المعلومات التي تم تقديمها في الطلب، وقامت الجمعية بصيانة وترميم المنزل عن طريق متبرع كريم بقيمة تجاوزت 60 ألف ريال وتسليمه للأسرة خلال 4 أشهر.
وأضاف البوسيف بأن مركز المزروعية التابع للجمعية سيوفر الأثاث الأساس وعدد من الأجهزة المنزلية الضرورية واجهزة التكييف لتكتمل فرحة الأسرة بالمنزل بعد استلامه، كما سيتم العمل على تطوير مهارة الأم في مجال عملها بنقش الحناء والتزيين والذي يأتي ضمن مجالات الأسر المنتجة من أجل ضمان الدخل الإضافي للأسرة.
من جهة أخرى شكر أمين عام جمعية البر بالأحساء المهندس صالح بن عبدالمحسن آل عبدالقادر أهل الخير والإحسان لدعمهم مثل هذه المشاريع النوعية التي تسعد الأسر وتوفر لهم الاستقرار، كما شكر ال عبدالقادر القائمين على المشروع وعلى سرعة إنجاز أعمال الترميم بكل دقة واحترافية في العمل.