استضاف مجلس أسرة الصايل بمدينة الجشة المدير العام لجمعية التنمية الأسرية بالأحساء الدكتور خالد بن سعود الحليبي في لقاء مفتوح بعنوان (ثمرات التفوق العلمي)، ويأتي هذا اللقاء امتداد للشراكة المجتمعية بين أسرة الصايل ولجنة واعي التابعة لجمعية الجشة الخيرية التي تسعد بهذا الشراكة وتعتز بها.
وبدأ الدكتور القاء بالترحيب بالحضور والتعبير عن سعادته لتواجده في مجلس الصايل وشكر أسرة الصايل على دعوته، فيما أستهل اللقاء بقضية التفوق التي لم تعد في وقتنا الحاضر قضية خيارية، فبالأمس كان هدف الطلاب النجاح أما اليوم في هذا الزمان المتسارع من لا يتفوق فلن يجد المكانة الذي يريدها، ولذلك فلا بد من التفوق لإثبات الوجود.
وقال : التفوق عادة وقيمة وإذا رسخت هذه العادة في نفس الطفل وشب عليها فلن يقبل إلا بالتفوق، والعكس صحيح فلو أن الطفل ذهب إلى المدرسة ولم يسعى إلى الحصول على علامات التفوق فقد ينجح ولكن سيبقى طلية حياته دون سقف التفوق ولن يحاول الارتقاء بنفسه، حتى يستيقظ ويغير ذلك المفهوم المغروس في نفسه ويتعلم البحث عن التفوق.
وأضاف : هذه القيمة وهذه العادة – التفوق – ليست في الدراسة وحسب، صحيح أننا نتجه مباشرة إلى الجانب العلمي أو الدراسي فور سماع التفوق، ولكن الحقيقة أن التفوق في الشخصية نفسها، لذا من طبيعة الشخصية المتفوقة لا تقبل إلا بالتفوق والنجاح والمركز الأول في كل أمر تدخل فيه أو تمارسه، لذا من طبيعة الشخصية المتفوقة أنها تعمل على إحداث مجموعة من المجريات والإجراءات لتحصل في النهاية على هذا النجاح المتفوق وليس أي نجاح.
وأكد الدكتور الحليبي بأنه إذا استطعنا فعلا تحويل قضية التفوق لدى الطفل أو الشاب أو لدينا شخصيا إلى عادة لا نقبل غيرها، فمن الطبيعي جدا أننا لا ندخل في مجالات نتوقع فيها الفشل أو عدم القدرة على التفوق وهذا يجعل حياة الإنسان محفوظة من كثير من الهدر الذي يحدث لدى أناس كثيرين يقضون حياتهم دون جدوى في تحديد توجهاتهم، وإلى سنين متأخرة من أعمارهم لا يستطيعون تحديد المجال الذي يتفوقون فيه.
وزاد : أن من أبرز الخصال التي تصنع التفوق لدى الشخص هي تحمل المسؤولية، و أول مسؤولية يتحملها الشخص هي تحمل مسؤولية نفسه، فالتفوق هو عادة وقيمة تبرز من الطفولة المبكرة، ومن أكبر ثمرات التفوق هو الإحساس بالإنجاز العالي الغير عادي، موضحًا بأن إدارة الوقت تعتبر من أهم سلوك المتفوقين، ومن أبرز الأمور التي تصل بالشخص إلى درجات التفوق في معظم ما يقدمه هو أنه يدير وقته بفعالية تجاه الهدف، والمكتبات اليوم تعج بكتب إدارة الوقت، ولن ترى شخص مؤثرا إلا مستفيد من قرابة الزمان، فقضية إدارة الوقت ميزة الشخصية المتفوقة.
وشدد على أن جهاز الجوال أصبح اليوم يأكل الوقت من حياة الناس، فبدل أن يستثمر أصبح يقص من حياتنا ومن عواطفنا ومن مشاعرنا ومن علاقاتنا، وضرب مثلا بأن بعض الناجحين حينما يرغبون في تحدي الخلاص من أعمالهم فأنهم يقلقون جوالتهم منعا من هدر الوقت.
وأشار إلى أن إدارة الوقت للأشخاص الناجحين تعتمد على بعض الأمور تأتي الأولويات في مقدمتها، ثم الإنجاز، والالتزام، والتفويض، وترتيب مكان العمل، والمشاركة الفاعلة، لافتًا بأن للمحطين دور في صناعة التفوق، ويأتي دور الأسرة في المقدمة والدرجة الأولى في أسباب التفوق، فالأسرة لها الأثر الكبير في الإبداع، وعلى الآباء الحرص على مشاركة أبنائهم في مجالسهم، فذلك يساعد الأبناء على نهل علم واخلاق وطباع وتقاليد الآباء، فخير الاستثمار في الحياة هو الاستثمار في الأبناء، وذلك يأتي بالتشجيع والمساعدة والدعاء لهم بالتوفيق، الاستثمار يأتي منذ البداية باختيار المدرسة المناسبة.
وركز الدكتور الحليبي على أن بعض الأبناء لا يستطيعون التفوق ومن الخطأ مقارنتهم بالمتفوقين فذلك يهدم طموحهم، والطريقة السليمة للنهوض بالأبن الغير متفوق هي بتشجيعه للتفوق على نفسه، بالتشجيع والمداراة نبنيه ونشجعه ونطوره، وشيئا فشيئا يصل إلى درجات أفضل ربما يتفوق على غيره.
وفي نهاية اللقاء فتح باب الأسئلة التي رحب وأجاب عليها الدكتور، ثم تم تكريمه من قبل أسرة الصايل وأخذت الصور التذكارية.