ضمن فعاليات مسابقة غرفة الأحساء الوطنية للتصوير في دورتها العاشرة، تحت محور “حياة ملهمة”، نظمت غرفة الأحساء بالتعاون مع جمعية الأشخاص ذوي الإعاقة أمس الثلاثاء “أمسية فوتوغرافية”، قدمها كل من الأستاذ يوسف الناصر والأستاذ علي الحاجي، وذلك بحضور أكثر من 80 مصور ومصورة ومتذوق لفن الفوتوغراف ..
الأستاذ يوسف الناصر بدأ الأمسية بمحاضرة بعنوان “الإعاقة صورة شمسية” تناول من خلالها طريقة الاشتراك في مسابقة غرفة الأحساء الوطنية للتصوير وشجع المصورين والمصورات على إظهار الأشخاص ذوي الإعاقة في حالة إيجابية والبعد عن الحط من قدرهم أو إظهارهم بصور سلبية ..
كما تطرق الناصر إلى الاعتبارات الواجب استحضارها عند تصوير الاشخاص ذوي الإعاقة، وقال أن التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة يختلف من حالة إلى أخرى ومن ثم يجب علينا التكيف مع الحالة المطلوب التعامل معها، والاستعداد قبل التصوير كتحضير المسرح والإضاءة واختيار مكانه جلوسه قبل حضوره ..
وأكد الناصر على محاولة النزول إلى مستوى الأشخاص ذوي الإعاقة لكسبهم، والاستعداد النفسي والجسدي في التعامل معهم، ومحاولة إتقان طرق التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة لأن بعضهم يحتاج إلى نظام تواصل معين كالصور أو لغة برايل ..
وأشار الناصر لوضع الشخص من ذوي الإعاقة في الصورة بأخباره وتوضيح ما سوف تقوم به مسبقا حتى يتسنى له برمجة أفعالك، ومحاولة التقاط روح ووجدان الشخص الجميلة الموجودة لديه بكل أريحية والابتعاد عن المثالية في التقاط صور الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك يأتي بتشجيعهم لإخراج ما لديهم من خيال، وعدم الاستهزاء بهم مهما تصرفوا ومهما قالوا ومهما اظهروا من العناد، وتقبل الأشخاص ذوي الإعاقة كما هم ..
بعد ذلك تقدم المدرب الفوتوغرافي والمصور علي الحاجي وكانت مشاركته بعنوان “صور بشكل مختلف”، تطرق فيها إلى ثلاث جوانب في التصوير، المعلومات، والادوات، والتكوين والحس الضوئي ..
ووضح الحاجي بأن الانتقال من مصور عادي إلى مصور محترف يحتم السعي للحصول على المعلومات وذلك من خلال قراءة الكتب والبحث على مواقع التصوير المتخصصة على الانترنت، وقنوات اليوتيوب، وتبادل المعلومات مع الأصدقاء ..
كما بين الحاجي بأن أدوات التصوير لها دور كبير في إخراج الصورة، رغم أن المصور الجيد يستطيع صنع صورة احترافية بكاميرا هاتفه العادية، ولكن تبقى بعض المواقف تستوجب كاميرا احترافية كتغطيات المباريات الرياضية والتغطيات المسرحية ..
وأكد الحاجي بأن التكوين هو أحد أهم أعمدة التصوير الفوتوغرافي وهو من يصنع التميز والفرق من مصور إلى أخر، حيث أن ترتيب وتوزيع عناصر الصورة والأخذ بالاعتبار التوازن البصري والتناسق في توزيع العناصر، والتركيز على الموضوع الرئيس والهدف من الصورة ووضعه بعناية في الكادر بحيث يكون نقطة الجذب لدى المشاهد دون غيره من عناصر الصورة يترك لدى المتلقي أثراً قوياً وبذلك يستطيع المصور إيصال رسالته ..
وبين الحاجي بأن التغذية البصرية والاطلاع على صور وتجارب المصورين المتميزين يساعد على تنمية ذائقة المصور، وذلك من خلال متابعة حسابات المصورين المحترفين والاطلاع على صورهم المتقدمة ومحاولة قراءة الصور كطريقة التصوير وزاوية التصوير والكاميرا المستخدمة ..
كما تطرق الحاجي إلى قواعد تكوين الصورة التي من شأنها الارتقاء بجمالية الصورة، كاستقامة خط الآفق في التصوير حيث يعتبر من جماليات الصورة، وقاعد تجزئة الصورة إلى ثلاث أجزاء، وقاعدة نقاط القوة في الصورة، وقاعدة التماثل، وقاعد البساطة والبعد عن المشتتات، وقاعدة الأشكال الهندسية، وقاعدة التكرر وكسره، وقاعدة التأطير، وقاعدة المنظور، وأكد على أن كسر هذه القواعد لا يأتي عشوائياً، بل يأتي في حالات معينة وبعد فهم القواعد والإلمام بها ..
وفي نهاية الأمسية تحدث الحاجي عن بعض النصائح من واقع تجربته، كإضافة كائن حي في الصورة يعطي الصورة قوة وجمال وحياة، وخلق سيناريوا في الصورة لإيصال رسالة للمتلقي من خلال الصورة، فكما أن الشاعر والكاتب يعبر بقلمه فالمصور يستطيع التعبير عن مشاعره بالصورة ..