من خلال برنامج حوار الرواد بغرفة الشرقيةكد خبـراء وأصحاب تجارب في قطاع المقاهي المتخصصة، بأن المملكة تشهد توسعًا كبيرًا في إنشاء المقاهي المتخصصة، وأن عددها تجاوز نحو الـ20ألف مقهى في جميع أنحاء المملكة، وأنه من القطاعات الواعدة استثماريًا لاسيما بين فئات الشباب، وأشاروا إلى أن الاستثمار في المقاهي بخلاف أدوات الاستثمار الأُخرى يحتاج إلى العديد من المتطلبات والخطوات المدروسة بعناية فائقة، ومبنية على دراسات جدوى متكاملة قبل البدء في خوضه، لافتين إلى أهمية الاستثمار في الجودة كونها الأكثـر ارتباطًا بالاستمرارية والاستدامة، وأن المقاهي تعتمد في استدامتها على إرضاء مزاجية المستهلك، وهذه المزاجية تتطلب التـزام صارم بالجودة ومتطلباتها.
جاء ذلك خلال لقاء برنامج حوار الرواد، الذي عقدته غرفة الشرقية مُمثلة في مجلس شابات أعمال الشرقية، بمقرها الرئيسي مساء يوم الثلاثاء 10 ديسمبر الجاري، حول الاستثمار في قطاع المقاهي وأفضل الطرق لمواجهة تحديات الاستثمار فيه وتحقيق الاستدامة، وحضره نائب رئيس غرفة الشرقية، حمد بن محمد البوعلي، وعضوة مجلس الإدارة، نوف بنت عبدالعزيز التركي، وأمين عام غرفة الشرقية، عبدالرحمن بن عبدالله الوابل، والعديد من شابات وشباب أعمال المنطقة الشرقية وعدد من المهتمين والمهتمات والمتخصصين والمتخصصات في مجال المقاهي.
واستضاف اللقاء، الذي أداره المهندس، عبدالرحمن المعيبد، المؤسس والمدير التنفيذي لمجموعة عبدالرحمن المعيبد، وجاء بعنوان (الاستثمار في قطاع المقاهي)، مدير قطاع التجزئة بمحمصة خطوة جمل، الأستاذ أحمد الأحمري، والشريك المؤسس في مقهى جولت، الأستاذ مشعل العمرو، ومؤسس مقهى كوفينا، الأستاذ أحمد السنعوسي، ومؤسس مقهى سكراتش، الأستاذة موضى العجب.
وقد اجتمع المتحدثون، على أن السوق السعودي لا يزال إلى الآن متعطش إلى الاستثمار في المقاهي، ولكن وفقًا لضوابط ومقاييس محددة، مؤكدين على أهمية أن يكون الاستثمار في إنشاء المقهى مبنيًا في الأساس على فكرة استثمارية خالصة هدفها الربح والاستدامة، ومدعومة بشغف حب القهوة، منوهين إلى أن الشغف بالقهوة وحدة لا يكفي بالاستثمار فيها، لافتين إلى أن التحديات لا تتعلق بالإجراءات التي أصبحت تتميز بالسهولة الكبيرة، ولكن التحديات تتمركز في الأساس بالشخص المستثمر وماذا سوف يُقدمه من جديد ومبتكر ومدى التزامه بالجوة ومتطلباتها لاسيما في ظل التنافسية الكبيرة التي أخذت تضفى على سوق المقاهي في المملكة.
وأشاروا، إلى أن حماس الشباب والشابات ناحية الاستثمار في المقاهي، أمرًا طبيعيًا نظرًا لحالة النمو التي يحياها هذا القطاع الحيوي في المملكة حاليًا، ما يتطلب منهم العمل على تقديم أفكار ابتكارية تنافسية، والاعتماد في إنشائهم لمقاهيهم على دراسات الجدوى، والتزامهم بالمقاييس العالمية لإدارة المقاهي، كاستمرارية الحفاظ على الطعم وسرعة تلبية الطلبات، وغيرها من التزامات الجودة، سواء في نوعية القهوة المقدمة أو طرق تقديمها أو الأجهزة المستخدمة في تجهيزها، لاسيما وأن الاستدامة مرتبطة بالجودة والتجديد المستمر.
معتبرين أن الاستثمار في المقاهي رغم سهولته إلا أنه عالي المخاطر ، ويحتاج إلى الإعداد الجيد والموضوعي قبل الإقبال عليه، مشرين إلى افتقار السوق السعودي للدراسات العلمية الجادة حول معدلات المبيعات في قطاع المقاهي المتخصصة، ناصحين بأن يكون الفرنشايز بخاصة للذين في بداية إقبالهم على إنشاء المقاهي مرحلة تالية تأتي بعد إنشاء مقاهيهم الخاصة، حتى يكون هناك إلمامًا كاملاً بتفاصيل الاستثمار من ناحية السوق والمبيعات وغيرها.