لا شك بأن المصاب جلل والألم كبير . اللهم إرحم من فقدناهم من أحبائنا وأصدقائنا ممن وقعوا ضحية لطريق مدينة العيون – العقير، واشف اللهم المصابين منهم، وتول أمر من أُصيب بإعاقة، واربط على قلوبهم وقلوب أهاليهم، ومتعهم اللهم بالصحة والعافية، والطف بنا نحن الذين ما زلنا نرتاد هذا الطريق.
فمن المضحك المبكي في الموضوع ، أن أهل المنطقة قد أصيبوا “بمتلازمة” أو “لأزمة ” من نوع خاص استطيع أن أسميها “لأزمة” أو “متلازمة ازدواجية طريق مدينة العيون- العقير ” ، بسبب كثرة عديد مشاكل هذا الطريق وكثرةالحديث عنه في المجالس والسمرات الليلية الذي قد يستغرق الليل بطوله حول هذا الموضوع وكأن لسان حالهم لبعضهم يقول : “لا تحكي لي ابكي لك”، ولا لوم عليهم، ولا تثريب طبعا، طالما أنهم فقدوا أعز ما يملكون ؛ فقدوا أبناءهم وأقربائهم في هذا الطريق . واعتقد، ان أبسط حق من حقوقهم الشكوى والتذمر فالنار لا تحرق إلا رجل واطيها.
وأما ما يعتصر القلوب ألماً وحسرةً، أن إزهاق الأرواح والإصابات والخسائر ما زال مستمراً ولم أجد أي تعبير يجسد حال تعامل وزارة النقل مع هذا الطريق التي تكتفي بالترقيعات والتحسينات ولا تفكر حتى مجرد التفكير بازدواجيته . فالوزارة ترى أن ما تقوم به أكثر من كاف لمثل هذا الطريق، ولكن الرد المسؤول من وجهة نظري ، هو أنها مسؤولية الجميع، وزارة النقل، و أمن الطرق ، والمرور كل في اختصاصة ولكن لا ننسى أننا نحن مرتادي الطريق علينا مسؤولية كبيرة وعظيمة لأننا من يكتوي بنار هذا الطريق.
فإلى أن يأتي المدد والفرج مستقبلاً بإذن الله ، يجب علينا أن نلتزم بالسرعات المقررة للطريق. فمن البديهي، أن حدود السرعة في الطريق المفرد تختلف عن الطريق المزدوج والسيارة الصغيرة تختلف عن الكبيرة . وأن لا نستخدم الهاتف أثناء القيادة. ولا ننسى أن المحافظة على الأسيجة التي على جانبي الطريق من التلف أمر ضروري جداً لضمان عدم دخول الحيوانات إلى الطريق . ومن أهم الأمور التي يجب علينا الإنتباه لها ، كذلك ، هي عدم التجاوز إلا بعد التأكد من خلو الطريق تماما من السيارات القادمة من الإتجاه المعاكس. وأن نترك مسافة كافية بين سيارتنا وبين السيارة التي أمامنا واتباع قواعد ولوائح وارشادات المرور العامة.
وختاماً، قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}
فواجبنا جميعا نحن مرتادي هذا الطريق نحو أنفسنا ونحو أهلنا وأحبائنا وأصدقائنا وابنائنا هو أن نغير نمط طريقة تعاملنا مع انظمة وقوانين الطريق وتغيير سلوكنا مع قائدي المركبات الأخرى وتغيير سلوكنا من نظام الفعل ورد الفعل إلى اعتماد نظام القيادة الوقائية المعروفة . فالغاية أولاً واخيراً ، هي المحافظة على أرواحنا وأرواح الآخرين وممتلكاتهم سواء تمت ازواجية الطريق أم لم تتم.
مع تمنياتي للجميع بالسلامة
التعليقات 2
2 pings
مطلق ابوثنين
30/12/2019 في 10:56 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير يابو سلمان على هذا التقرير
الرائع كعادتك مبدع وليس بمستغرب عليك
هذا الذود عن ابناء مدينتك لان ارواحهم
تزهق بسبب تخلي واهمال وزارة النقل
وعدم الامبالاة علماً اني من مرتادي هذا
الطريق بشكل يومي حفظنا الله واياكم
من كل شر
مطلق ابوثنين
30/12/2019 في 11:15 ص[3] رابط التعليق
وزارة النقل لاارى لا اسمع لا اتكلم وارواح
مرتادي هذا الطريق بقدر ماهي غالية علينا
رخيصه بنظرهم شكراً للاستاذ ناصر الحربي
على هذا المقال وارجوا التفاعل معه لان
هذا حال لسان الجميع