أبتعد فريق الرحالة المغربي ياسين غلام ورفيقاه الهندي جبريل والأرجنتيني محمد أوغستين بسير رحلة (على خطى الحبيب) مشيا على الاقدام من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة بعيدا عن مسارات المركبات والشاحنات التي تستخدم الطريق الرئيس ، وكان مسار الامس في اليوم الثاني عشر من انطلاق الرحلة يوما ماتعا قطع الثلاثي المسافة المقدرة بواحد وثلاثون كيلومتر ونصف الكيلو ، وقضوا نهارا كاملا في وسط الصحراء القاحلة وفي بطون الاودية التي تحيط بها الجبال من كل اتجاه ، دون توقف أو تعديل أو تعطيل كونهم بعيدين عن المارة ، وكانت انطلاقتهم من وادي الخرار ووصلوا حتى وادي “حميس” متجاوزين منتصف مسافة الرحلة بمراحل وباتوا أقرب من هدفهم المدينة المنورة وأبعد عن نقطة انطلاقهم مكة المكرمة
وأكد ياسين أنهم في مرحلة الامس شعروا بمتعة الرحلة ، ومارسوا سلوك الرحالة على قواعدها وواصلوا السير وحيدين محاطين بعناية الله سبحانه وتعالى وسط تضاريس ومظاهر طبيعية تلهم البشر ، وتظهر قدرة الخالق سبحانه وتعالى
وروى ياسين أن “جبريل” عاد لسلوكه السابق بالتأخير عن ركب الرحلة بمقدار مقلق ، لكنه عاد وأكد انه التحق بهم دون البحث عنه ، ووصل منهك الجسد وقد خارت قواه تماما ، وقال ياسين أن “جبريل” عندما يصل إلى نقطة الانتظار بعد طول انتظاره يمنحنا مزيدا من الطاقة الإيجابية
وفي مرحلة الامس كان ظهور رجل البادية الثمانين في طريقهم يعد نقطة الضوء حسب قولهم ، كونهم وصلوا إلى موقع خيمته وسط الصحراء ليس معه سوى ابله وغنمه وخيمته وقدم لهم واجب الضيافة على نحو ادهشهم واصر على استضافتهم والتزود بالمؤنة
كما روى ياسين قصة رجل “بدوي” صاحب مواشي في طريقهم توقفوا يسالونه عن خارطة سيرهم ، فقدم لهم شرحا مفصلا عن موقعهم واتجاه طريقهم بنحو عجيب رغم انه امي لا يقرا ولا يكتب ، وبعد مواصلة السير لنحو ساعة وربع الساعة لحق بهم متتبعا اثرهم واحضر معه الزاد وحليب الابل والمياه وقدمه لهم وسط فرحة وحميمية تشهد عليها تلك الصحراء القاحلة ثم عاد ادراجه إلى موقعه الذي يبعد مسافة ليست بقصيرة ، وفي المساء تواصل معهم وحدد موقعهم ليلتحق بهم مزودا بطعام العشاء
وعبر ياسين خلال مرحلة الامس عن سعادته ورفقاه للقيام بهذه الرحلة الايمانية التي يستشعرون خلالها بعبر عن سيد الخلق عليه افضل الصلاة واتم التسليم ، وأن عناية الله مع الانسان في كل مكان