في أحد الجوالات السياحية التي قام بها شخص ما زيارته لأحد المعارض التشكيلية، ولفتت نتباه لوحة فنية رسمت بطريقة عجيبة، وكان الشخص محللا فنياً للرسومات والخط، فتوجه بالسؤال للمسؤول عن المعرض، هل من رسم اللوحة سيدة فأجاب نعم ؟؟، وطلب مقابلة تلك السيدة للسؤال عن غرابة اللوحة، وطرح لها سؤال هل كنت تمرين بموجة عاطفية حادة إبان رسمك لتلك اللوحة!! فاسترسلت السيدة في وصف تلك المشاعر السامة التي كانت تعصف بها، والتي عبرت عنها برسم أشواك تملأ الجسد، وما أن شعرت بالارتياح حتى ملأت الوجه بورود جميلة، وحينما كسى السلام داخلها رسمت أعلى الوجه حمامة بيضاء تحمل غصن أخضر !!، سألها المحلل بكم بعت غضبك؟ قالت بفخر عشرون ألف يورو!
كلنا تلك المرأة حينما نشعر بمشاعر الاضطراب والتشتت، ولكن يا ترى كيف نبيعها؟؟ أو حتى تحويلها لطاقة موجبة، تسهل عبورنا للضفة الأخرى للحياة.
أحياناً تمر علينا موجات عاتية من تحديات الحياة، وكثير منا يسلم ويستسلم، ويجعلها نمط وأسلوب حياة، حتى تصبح هي السيدة وهو العبد لها، وفئام من البشر يوجهون تلك الأعاصير من ظروف الحياة لمنقلب الإنجاز وحسن الظن بالباري وبنفسه، حتى يصل للشاطئ الأكثر متعة وأمان بيسر وسهولة.
من المنصف أن تحزن، ولربما تخاف زمناً تجعل تلك المشاعر والعواطف الملوثة تولد أجسام مضادة فيك، لتبقى أقوى في القادم، ولكن أجعله زمناً لإعادة شحن ذاتك لأيام جميلة قادمة أنت سيدها وفارسها المترجل.
ومن الطبيعي لنا جميعاً فور حدوث أمر لا يعجبنا ولا يروق لنا أن نتذكر من نحن، وماهي أبرز مواطن قوتنا، لتكون لنا بمثابة مصلاً منشطاً لحياة ذات فضاء وأرحب وأوسع من مجرد موقف ” … “.
لنتذكر جميعاً الضربة التي لا تكسرنا تقوينا، وأن تلك الضربات دروس إلهام لنعرف قيمتنا الشخصية أمام ذواتنا أولا وقبل كل شيء، لا لتهتز ثقتك بنفسك فينعكس سلباً!
المكان الذي لا تشعر به بالانتماء فيه أرحل عنه، الكتاب الذي لا تشعر فيه بالإضافة والقوة قدمه هدية لأحدهم، الطعام الذي لا يعجب ذائقتك أتركه لغيرك، الأشخاص الذين لا ترتاح للمكث معهم تعلم ترحل عنهم، إلا إذا كانوا قربى ورحم فتعلم كيف تتعبد الله في العلاقة معهم.
المهم أنت، قوتك وحيويتك ونشاطك، وسعادتك وابتسامتك، ورونقك، المهم أنت ثم أنت، ثم فكر كيف تبنى نسيج اجتماعي معهم بما يرضي ربك، وتسعد دنيا وآخرة وترضى عنه، الحياة حلوة بك ومعك.
كتابنا
> بكم تبيع غضبك؟
بكم تبيع غضبك؟
22/01/2020 1:09 م
بكم تبيع غضبك؟
لا يوجد وسوم
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://shahdnow.sa/118099/
التعليقات 1
1 pings
زائر
22/01/2020 في 7:04 م[3] رابط التعليق
الله لايحرمنا من الذين يذكروننا بالخير دائما
ويلهموننا بعد الله الصواب
شكراً من القلب د: وفاء السيف
محبتك :نورة البوخديم