محمد الفهيد 

  تَجُوب عَشَرَات الحافلات المحملة بِالضُّيُوف مِن الْمُعْتَمِرِين والزوار والسائحين في المدينة المقدسة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الوجهة الأولى للسائحين من دول العالم تحديدا المسلمين ، متنقله بين أهم المعالم التاريخية والدينية خصوصا المسار التاريخي المصنف من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالعاصمة المقدسة ( جبلي ثور والنور ، والمشاعر المقدسة منى وعرفة ومزدلفه وما احتوت ، ومساجد الإجابة ، والجن ،والشجرة ، ومقبرة المعلاة ، وموقع الحديبية، ومنشاتي معرض الحرمين ومصنع كسوة الكعبة) ويرافق تلك الحافلات في رحلاتها اليومية العديد من المرشدين السياحيين من مختلف الجنسيات ضاربين بالتعليمات المنظمة لمهنة الارشاد السياحي في المملكة العربية السعودية عرض الحائط ، غير مبالين بالأنظمة التي تقتصر هذه  المهنة علي المواطنين كونها مهنة حساسة هامة ، كون المرشد السياحي هو سفير داخل الوطن ويجب أن يقتصر هذه المهمة على أبنائها دون غيرهم من الوافدين معتمرين أو مقيمين 

الوافدين يزاحمون سفراء الوطن

   غير أن ما يحصل على ارض الواقع خلاف ما يقره النظام  فهناك عشرات الرحلات تنطلق يوميا وبمعدل من 80 إلى 120 حافله في الساعة تقل عشرات الاجناس من ضيوف مكة المكرمة وتجول بهم عبر المسار التاريخي ويصحبهم عشرات من المرشدين من بني جلدتهم وجلهم لا يملكون المعلومة الصحيحة كونهم قادمين رفق الزوار من بلاده أو مقيم ، رغم علمه أن هذه المهنة في جميع انحاء العالم تعتمد على الخبراء من نفس البلد ومن يملكون المعلومة الصحيحة دراسة وممارسة ، بل الأدهى والامر أن تعتمد بعض الوفود على سائقي الحافلات ومعاونيهم 

روتين ممل امام المرشد السياحي

   وفي المقابل نجد أن المرشد السياحي لم يجد العناية الكافية ولم يمنحه النظام حقه في ممارسة هذا العمل في أجواء صحيه خاليه من شوائب بالإمكان القضاء عليها ، فالمرشد السياحي السعودي – مسكين- فهو من اجل ان يرخص لابد له ان ينتظر طويلا لأيام وأشهر ، ثم يمر بمراحل وعره وطويله هي نظامية في بعض اجزائها لكن بعض الإجراءات بالإمكان تسهيلها حتى يشجعوا المواطنين للدخول في هذا المجال الحيوي الهام ، وبعد طول الانتظار والروتين الممل يحصل على الرخصة بعد مقابلة شخصية ثم اختبارات نظرية وعملية ، واختبار قياس ودورة تثقيفية ، وبعد ذلك يجد نفسه في إطار غير مجدي لأنه يمنع من العمل وحيدا لابد له أن يمارس المهنة عن طريق مكتب تنظيم رحلات ، ومكتب تنظيم الرحلات الاخر هو – مسكين- كونه يمر بقيود متعددة أيضا ومن ثم يشرط عليه أن لا يعمل الا بمرشد سياحي معتمد 

معاناة مكة المكرمة والمدينة المنورة

   ومكة المكرمة هي المدينة الوحيدة مع المدينة المنورة التي تعاني من جل ما ذكرناه ، رغم أن في مكة المكرمة واحدة من افضل فروع الهيئة العامة للسياحة والتراث ، ففرع  العاصمة المقدسة نشط فعال والقائمين عليها من خيرة الموظفين والمسئولين ، لكنهم يحتاجون الدعم والعون من قطاعات عدة تأتي في مقدمتها الشرطة والجهات الأمنية 

ملف مخالفي المهنة في ملتقى المرشدين

ومكة المكرمة هذه الأيام تستعد لاستضافة الملتقي السعودي للإرشاد السياحي وهو امتداد لتجمعهم السابق المنتدى السعودي للإرشاد السياحي ، واجدها فرصه أن اقترح علي الجمعية السعودية للإرشاد السياحي التي تعنى بمهنة الارشاد السياحي وممارسيه عبر مجلس إدارة متخصص ، وفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالعاصمة المقدسة الجهة المسئولة عن ترخيص المرشدين السياحيين ، أن يفتحوا هذا الملف الكبير الذي يتعلق بمهنة “سفراء الوطن”  وفي اهم منطقة سياحية في السعودية لِيَخْرُجُوا المرشد السياحي السعودي في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة من بين مطرقة النظام وسندان سارقي مهنتهم من الوافدين والمقيمين  

مع التحية إلى جمعية الارشاد والهيئة العامة للسياحة

وبحكم المتابعة لهذه المهنة المهمة  وبعض اشكالياتها فأني اري أن تتحرك الجمعية السعودية للإرشاد السياحي نحو إيجاد حلول عاجلة وناجعه لملف مخالف المهنة في مكة المكرمة والمدينة المنورة أكبر مدينتين تعانيان في هذا الجانب ورفع تلك الحلول إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث ، العمل من قبل الهية العامة للسياحة والتراث الجهة المعنية بتصريح المرشدين السياحيين والمرشدات بضرورة إعادة النظر في الية الترخيص ومنحه للمرشدين وذلك بتخفيف الإجراءات ومضاعفة مدة الرخصة إلى خمسة سنوات بدلا من ثلاثة سنوات ، وعلي الجمعية السعودية للإرشاد السياحي الحرص على تنمية عضويات الجمعية وفرضها على كافة الحاصلين على رخصة الارشاد السياحي مع سعيهم على تحسين الخدمات المقدمة للمرشدين مقابل الحصول على العضوية ، ضرورة إعادة النظر في اللائحة المنظمة للجمعية وتعديل بعض بندودها للتوافق مع الرؤيا الكريمة 2030 وعدم استمرار العضو لا كثر من دورتين علي الأكثر على تكون مدة الدورة الواحدة عامين بدلا من ثلاثة أعوام ، وتعديل شرط المؤهل الجامعي للترشح لعضوية مجلس الإدارة ليتوازن مع شروط الحصول على رخصة الارشاد منها الحصول على الثانوية العامة فما فوق ، وعلي الجمعية إعادة النظر في المنسقيات المنتشرة في المناطق بإعطائها الصفة الرسمية والعمل على دعمهم بشكل افضل مما عليه الان