استنفار وقائي منقطع النظير تقوم به حكومتنا الرشيدة احترازياً لمنع انتشار فيروس كورونا على أراضينا، بدايةً من إيقاف تنقل السعوديين ببطاقة الأحوال المدنية واستخدام الجواز بدلاً عنه بين دول الخليج لتتبع حالة المسافرين إلى البلدان التي انتشر بها المرض والكشف عليهم عند عودتهم قبل اختلاطهم بذويهم، إلى إقاف تأشيرات العمرة مؤقتاً ثم تبعتها تعليق عمرة السعوديين والمقيمين، وتتابع القرارات بإغلاق الحرمين الشريفين بعد الانتهاء من صلاة العشاء بساعة وإعادة فتحهما قبل الفجر بساعة، وتأتي هذا الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للتعقيم لمنع انتشار فيروس كورونا ولإبقاء بيئة الحرمين الشريفين كما هي بيئة مثالية ونموذجية خالية من الأمراض والأوبئة، وكما اشتملت الإجراءات الاحترازية للحرمين أيضا عدم السماح بالاعتكاف أو الافتراش أو إدخال الأطعمة والمشروبات، وإغلاق مشارب زمزم، وإلغاء الحفلات وتعليق دخول الجماهير في جميع المنافسات الرياضية في كافة الألعاب.
واتخذت حكومتنا إجراء مهم جداَ وهي ضرورة إفصاح العائدين إلى المملكة عن جهة قدومهم عند دخولهم المنافذ البرية والجوية والبحرية، خاصة من كانوا في دول موبوءة بفايروس كورونا، داعياً المواطنين والمقيمين الذين مروا من منافذ المملكة ولم يفصحوا إلى سرعة التواصل مع المنشآت الصحية أو الرقم 937 ليحموا أنفسهم وأسرهم وذويهم والمحيطين بهم والمجتمع من انتشار هذا المرض، ومثل هذه الاجراءات في السعودية أمر طبيعي لمكانة ووزن المملكة الديني والسياسي والاقتصادي والثقافي الذي يحتم عليها الانفتاح على الكثير من دول العالم، وفي مواسم الحج والعمرة تحتضن فوق ترابها عدد من الأماكن المقدسة التي يزورها ملايين الحجاج والمعتمرين كل عام من أنحاء دول العالم وهو ما يفرض عليها تنفيذ الكثير من الإجراءات الاحترازية الإضافية لمنع تسلل الفايروس داخل أراضيها.
ولكن يبقى فيروس «كورونا» يتصدر النشرات الإخبارية والحدث الأكثر متابعة وله وقع قوي على المشاهد ومخاوف من تكتم بعض المسافرين والإفصاح عن مكان سفرهم يجعلنا نهول الموضوع ويعشش في الذهن أكثر من حرصنا على انتقال العدوة، ولا نتمنى غير أن تكون النهاية سعيدة، وتعود حياتنا إلى طبيعتها بعيداً عن الرعب والقلق فأحداث بعض الدول العربية أصلاً صعبة حتى بدون «كورونا» فالمجتمع الدولي اليوم مستنفر… رحلات الطيران ألغيت، سفن بحرية حجزت، مدارس أقفلت، اقتصادات عالمية على شفير الانهيار، طرقات شبه مهجورة، محلات تجارية فارغة، والكلمة الأكثر تداولاً بين الناس والأكثر بحثاً على محرك «غوغل» هي «كورونا».
ak.alzebdah@gmail.com