كاتبة و روائية و شاعرة كويتية، الأستاذة (خلود الفيلجاوي) بدأت الكتابة في سن مبكرة، مارست الكتابة في عدة صحف أبرزها صحيفة الوطن الكويتية، تدرجت بالعمل الأدبي إلى أن أصدرت مؤخرًا باكورة أعمالها رواية بعنوان (غفران البيلسان) عن دار قرطاس، كما أنها مدرب معتمد وقدمت العديد من الدورات التي تسهم من خلالها بتعليم الراغبين مهارات فن الكتابة بالمجان، كان لنا معها الحوار الخاص.
* كيف أصبحت كاتبة؟
لم اتصنع يومًا أن أكون كاتبة، ولم تكن الكتابة من ضمن اختياراتي، ولكن قدري ميزني بذلك، ولدت ككاتبة، وجرني القلم معه منذ الصغر واختارني لأكون مؤلفة وكاتبة، بدأت وأنا صغيرة في كتابة القصص القصيرة والأشعار، ثم كاتبة مقالات، حتى ولد لي مولودي الأول من نصوصي وتحقق حلمي بأن ألقب بالأستاذة والكاتبة خلود.
* ما هي برأيك مقومات الكاتب الناجح؟
الكاتب الناجح يجب أن يبتعد أولًا عن النرجسية فهي مقبرة لكل نجاح، ويجب أيضا أن يكون صادقًا وأمينًا في أطروحاته وأن يكون مطلعًا وقارئًا جيدًا قبل أن يكون كاتب وأن يكون ذو كتابات مفيدة هادفة للقراء.
* هل تعتقدين أن هناك صفات أو نمط حياة مشترك بين الكتاب بشكل عام؟
هناك بالطبع بعض الأمور المشتركة بين الكتاب، كنمط أو صفات أولها هو حب الكتابة طبعًا، ومثل الأمور العادية هو البحث دائمًا عن فكر جديدة لنص جديد مغاير عن المألوف التماسا للنجاح، وتخصيص الوقت للكتابة، والتنافس الشريف بين الكتاب الآخرين.
* ماذا تعني لك الكتابة؟
لغة الضاد تكملني، وبالنسبة لي هي حياة أخرى، هويتي وبصمتي تسير بي في بحور مفرداتها لأخضع لها كلي، لا أفارق القلم يومًا فهو جزء مني ولا أستطيع تركه.
* آخر ما قرأتي؟
كتاب مهزلة العقل البشري للكاتب الكبير (علي الوردي).. وأشعار (غادة السمان).
* حدثينا عن روايتك (غفران البيلسان) وهل تعرضتي لنقد جعلك تتفادينه في الإصدارات القادمة؟
غفران البيلسان هي قصة تجمع ما بين الواقع والخيال بإسقاطات اجتماعية مفيدة، وبالنسبة للنقد لا يوجد عمل ناجح لا ينتقد، سواء كان نقد إيجابي أم سلبي، والنقد الذي أجمع عليه الكثيرون وهو أنني تأخرت كثيرًا في إصدارها، وذلك طبعًا لإنشغالي بكتاباتي ومقالاتي، ولا أخفي أيضا خوفي الكبير في عدم تقبل الناس لكتاباتي.
* ما هي النصيحة التي تقدمينها لشباب الذين يحبون الكتابة ولكن لا يعرفون كيف يظهرون أعمالهم؟
أولًا انصحهم بالالتحاق بدورات تخص الكتابة، لتعليمهم أساسيات وفن الكتابة، وثانيًا التواصل مع دار نشر ذات سمعة ممتازة لتبنيهم في طباعة نصوصهم والأخذ بأقلامهم.
* ما هي الفائدة المكتسبة من الدورات التي تقدمينها إذا لم يكن العائد المادي هدف؟
لم أفكر يوما في الاكتساب ماديًا من خلال الدورات التي أقيمها، دوراتي كانت كلها مجانية لحرصي ورغبتي في تحقيق هدفي الوحيد وهو أن تصل كل معلومة لدي من خلال خبرتي للكتاب المبتدئين، ولتحقيق هذا الهدف التحقت بدورة (مدرب معتمد) لأتعلم أصول وأساسيات إقامة دورة، وكيفية إدارة ورش العمل والحمد لله حققت حلمي في ذلك بإيصال رسالتي لمحبين الكتابة.
* من خلال دخولك في مجال الكتابة .. ما أبرز المشاكل أو العيوب بنظرك؟
من وجهة نظري، كثرة الكتاب المتطفلين في عالم الكتابة، فهم يبحثون عن الشهرة فقط، لم تكن أبدًا يومًا الكتابة شغفهم، والشيء الآخر البعض القليل من دور النشر التجارية والتي تبحث عن المادة قبل النص الجيد، وتطبع لكل من هب ودب ليصبح كاتبًا والذي يجب أن يكون لها موقفها أدبيًا حياديًا.
وكذلك التقصير الإعلامي مع الكتاب المبتدئين من حيث اللقاءات والمقابلات وأن وجدت، فيجب تكثيفها لإبراز الوجه الأدبي في مجتمعنا بشكل أكبر.
* ما جديدك في الكتابة؟
انتهيت من كتابة الجزء الثاني لروايتي الأولى (غفران البيلسان) والتي ستكون بإسم (علي سجين الخلود)، وأيضا كتاب تعليمي (كيف تكون كاتبًا ناجحًا) يتعلم فيه القارئ المحب للكتابة وكيفية كتابة القصة من الفكرة إلى الطباعة، وهذين الإصدارين إن شاء الله تعالى على قيد الطباعة، وأيضا هنالك كتاب في التنمية البشرية عن المرأة سأنتهي من كتابته قريبًا.
* أخيرًا .. ماهي أبرز المعوقات التي تواجه الكتابة الإبداعية اليوم؟
طباعة الكتاب الواحد يستنزف الكاتب ماديًا، وهناك كتاب مبدعين توقفوا عن طبع إصداراتهم لعدم قدرتهم ماديًا، فالأقلام الإبداعية تحتاج لتشجيع أكثر ولتسهيلات أكبر، فمثلًا أن تتبنى الدولة الكتاب المبدعين وإنشاء مطبعة دولية لهم بأسعار رمزية لطباعة الكتب لهم، وأيضًا محاربة بعض الكتاب المبدعين محاولين إخلاءهم من الساحة كأنانية وإنفراد، فمجال الكتابة حاله كحال أي ساحة فنية لا تخلو من الحزازيات والشللية.