اطمئنوا واستبشروا خيراً فلن يبقى وباء كورونا حتى شهر رمضان لأنه شهر مبارك تتنزَّل فيه الرحمة وأي رحمةٍ؟ إنها رحمة المولى عز وجل الذي يتولَّى المخلوقات جميعاً على وجه الأرض برحمته فلا يمكن أن يجعل في هذا الشهر الكريم والفضيل ما يُعكِّر صفو العيش ويُكدِّر الخواطر ويـنغِّص النفوس إنه شهر البركة واليمن والخير والكرم والاحسان والفضائل شهر التقوى والنور والهدى والبر والمكرمات والتسابق على المغفرة والرضوان والتوبة والاستغفار شهر لا يحمل معه إلا الخير العميم للناس أجمعين شهر يسوق فيه الرب الأرزاق سوقاً لتشمل كل مخلوقاته لا يفتقر فيه أحد ولا يجوع فيه أحد ولا يغتم فيه أحد ستنقشع فيه الغُمَّة بإذن ولي الأُمَّة ويولِّي هذا الوباء إلى غير رجعةٍ إن شاء الله كسائر الأوبئة التي أصابت البشر في مختلف الأزمنة وعلى مَر التاريخ إنه وباء قدَّره الله لحكمةٍ وهدفٍ وغاية ومثلما قدَّر وقت حلوله قدَّر وقت زواله وسيكون في نهاية هذا الشهر إن شاء الله ليحل شهر رمضان بخيراته ورحماته وبركاته ويتوب فيه المذنب ويثوب إلى الله ويستغفر ويراجع المخطئ نفسه ويفتح صفحةً جديدةً مع ربه ومع ذاته ومع الناس ويكون كما أراد الله له أن يكون يتعامل مع الغير بالفطرة التي فطره الله عليها وهي فطرة الاسلام التي تحضُّه على السلام بكل معانيه وصوره وأشكاله وأمة الإسلام أمة مرحومة لن يهلكها الله بسنةٍ عامة أي عذابٍ عام يبيدها كالأمم السابقة عاد وثمود ولوط أمة الإسلام خير أمةٍ أخرجت للناس الخير باقٍ فيها إلى قيام الساعة والله لا يخلق شراً محضاً ففي طيَّات المِحَن مِنَح لذا ادفعوا البلاء بالتوبة والإنابة والاستغفار والتضرع لله بالدعاء أقول ذلك بكل ثقةٍ في ربي وفي وعده جل وعلا حين قال: إن مع العسر يسرا…وسيجعل الله بعد عسرٍ يسرا…وأنا عند ظن عبدي بي…وكذلك من منطلق معرفتي بشهر رمضان الذي حروفه رحمة ومغفرة وجنة وأمان ونور حيث توصَّل العلماء من خلال بحوثٍ علميةٍ حلَّلت حروف رمضان الخمسة إلى أن الراء رحمة والميم مغفرة والضاد ضمان للجنة والألف أمان من النار والنون نور من نور الله.
قال الباحث الدكتور محمد سعيد صبري بأن من رحمة الله أن أكرمنا بمواسم الخيرات واختار رمضان لينزل فيه القرآن وهذا الشهر فيه تفتح أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار وتغل مردة الشياطين لذلك نشاهد فيه إقبالاً كبيراً على العبادة لأن فيه ليلة خير من ألف شهر وهي ليلة القدر ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وأول هذا الشهر الفضيل رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار والذي يكون على استقامة وعليه بعض الصغائر ويدرك رمضان ويستقيم يكون شهر مغفرة والذي يدرك رمضاناً وهو عاص ٍثم يتوب يكون في آخره عتق من النار وفيه يُزيِّن الله جنته في كل يوم ومن مكارمه أو مآثره الكثيرة إنزال القرآن في اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا جملةً واحدةً وفيه انتصر المسلمون على المشركين في معركة بدر في السنة الثانية من الهجرة وتم فتح مكة وتظهيرها من الأوثان والأصنام وفيه تم فتح الأندلس لينتقل الإسلام من جزيرة العرب إلى أوروبا سنة 91هـ وكذلك انتصار المسلمين على التتار في عين جالوت سنة 658هـ وفيه تم فتح عمورية على يد المعتصم وفيه شرع الله الصيام في السنة الثانية للهجرة والصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة وهو علاج لكثيرٍ من المشكلات الصحية والنفسية والجنسية والاجتماعية ومن مآثره أنه الشهر الوحيد الذي ذُكر في القرآن وإذا تمعَّنا في آيات الصيام وجدنا فيها معاني عظيمة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والمسافر حتى يرجع والصائم حتى يفطر) وقال عليه السلام للصائم عند فطره دعوة لا تُرد).
سفير السلام
عضو هيئة الصحفيين السعوديين وهيئة الاعلام المرئي والمسموع
شاعر وكاتب ومؤلف