في ظل الأزمات تظهر سلوكيات سلبية تفرزها المحن والصراعات وهي تغذي ظاهرة الإشاعات بشكل سريع وكثيف مما قد يؤثر على عمل بعض الجهات المسؤولة عن إدارة هذه الأزمة، فنجد أشخاص ومؤسسات نصبت نفسها وسيط بين الصحة والمواطن باستخدام منشورات وزارة الصحة بإعادة نشرها ووضع سناب أو حساب شخص أو جهة تضع شعارها وكأنها هي المسؤولة عن الوعي الصحي، مع أنها مسؤولية وزارة الصحة مع الجهات المختصة ولا يجوز العبث فيها فقد تتسبب في نقل معلومة بالخطأ وتضر بآخذيها فطالما هناك جهة معنية بهذا الأمر والمسؤولة عنه.
وفي هذه الأيام يزيد تعلقنا بوسائل التواصل الاجتماعي بسبب الحجر المنزلي وساعات حظر التجوال فأصبح الكثير يتناقل الأخبار والنصائح من هذه التطبيقات ولا يحرص على التأكد من صحتها قبل أن يرسلها في قائمة المضافين فهناك الكثير من المعلومات الخاطئة حول (كورونا) والسبب هؤلاء العامة نصبوا أنفسهم متحدثين رسميين باسم وزارة الصحة، فمثل هذه التطفل يفتح أبواب للإشاعات وصنع الأكاذيب والافتراءات وتلفيق وترويج للأخبار والأفكار من غير مصدرها الرسمي، فالإشاعات آفة اجتماعية تمثل خرقاً غائراً في قلب أي مجتمع، فنقل الأخبار من شبكات التواصل الاجتماعي من غير مصدر موثوق تصيب الكثير بالذعر والقلق ونوبات الهلع وعندما يشعر الأنسان بخوف شديد تخرج الأفكار والانفعالات عن السيطرة، وبحسب دراسة بريطانية فقد يتسبب هذا القلق في مشكلات نفسية وعقلية كبيرة خصوصاً مع الشعور بعدم السيطرة على الأزمة، وقلة المعرفة عن الفيروس الجديد والكثير من المعلومات الخاصة به لا تزال مجهولة، فعليه ينبغي على الجميع الحصول على الأخبار من مصادر موثوقة، مثل المواقع الإلكترونية التابعة لوزارة الصحة أو الهاتف الموضوع للاستفسارات وبيانات منظمة الصحة العالمية، وتقليل من مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تساهم في مثل هذه الايام في إشعال الرعب والاستهزاء والتنمر والعنصرية، ومن الضروري أن يحصل الشخص على استراحة من هذه المواقع لبعض الوقت حفاظاً على صحته النفسية والعقلية.
والإجراءات التي اتخذتها حكومتنا تشير إلى أنها لا تتهاون مطلقاً في القيام بدورها، ليس فقط حماية صحة مواطنيها والمقيمين فيها، وإنما أيضاً حماية للعالم من انتشار كارثي ربما نشهده لو ظل موسم العمرة مفتوحاً، واختلط مصابون قادمون من الخارج مع المعتمرين، فالوضع تحت السيطرة، والحمد لله فبلادنا اتخذت إجراءات منذُ البداية وحتى قبل الإعلان عن أي إصابة، فهي تملك خبرة طويلة في إدارة الحشود.