أحررك اليوم يا قلمي، فقد تسلل إلى قلبي الشك أنك هارب و خائف من الأزمات و لكن لم يجف حبرك ما حييت….
اعذرني يا رفيقي ، جلّ من لا يخطئ و لا تلمني فإني أرى الناس مذعورين
فالشائعات تنزل كالمطر..
ولكني اتساءل ، لماذا لم يدخلكم الخوف من حرب اليمن ؟ هناك جنودُ يحرسون الثغور فانجلى خوفكم!!
ولكن اعلموا أن ربّ الجنود الذي يحميهم و يحمينا هو ربُ الفايروس الذي ينزله و يرفعه ، والله قادر على كل شيء عندما يقول للشيء كن فيكون .
فالجنود لا يهابون كل يوم يمر عليهم رغم الصعب ولا يخافون لهيب الشمس الحارقة ولا أصوات طلقات الرصاص يرفعون أكف أياديهم فيناجون ربهم لأنهم علموا ان الله هو الحافظ ..
ترجع بي ذاكرتي إلى الوراء
إلى أيام حرب الخليج .
وما أصعبها من أيام عندما كانوا يحذروننا من الغاز الكيميائي ، وقد مرت تلك الازمة برحمة من الله وستمر هذه الأيام بحسن الظن به سبحانه .
أما أنا فأشعر بالحياة تنبض من حولي وكل يوم جديد من عمري اتزود به لآخرتي .
فأخرج كل صباح بإبتسامة تعلو وجهي لعل مهموم يراني فيرتاح .
وقبل أن ألبس الكمامة أتذكر أذكاري فأحصن نفسي بها
فهي أقوى من أي واقي ، وبعدها اتنفس يوم وجميل وحسن ظن بالله فلن يصبينا إلا ما كتبه الله لنا فكلنا أموات.
فمن لم يمت بكورنا مات بغيرها، ولكن العبرة بخاتمة الإنسان ..
وعندما استنشاق رائحة المعقمات أتذكر امر الرسول صلى الله عليه وسلم بالأخذ بالأسباب فلا أضيق من استعملها، وأتذكر أن الوباء مثل العدو فان لم استقبله بقوه فسوف انهزم فهو لا يتطلب مني سوء التحصين والالتزام فقط..
أتمنى أن لا تطول هذه المدة فقد زين لنا الشيطان أمورًا لا نطيقها .
واخيراً…
أصبحنا في منازلنا وكأننا في غربة لا نريد ان نحتضن من نحبهم ونصافحهم خوفًا من الموت.
لا بد ان يكون هذا الابتلاء فرصة لمحاسبة أنفسنا ليكون شعبان أفضل أيامنا وأقربها لله ولنصوم رمضان كأفضل رمضان في حياتنا وشعارنا لن يسبقنا إلى الله احد؛ ورمضان السنة غير بالطاعات ..
ولنتدبر قولة تعالى:{يا أيها الذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه “}
فالمرتد هو التارك لشعائر الدين والمعرض عنها .
ربنا اغفر لنا اعرضك عن ديناك، وإنما كان البلاء لتحصل على النقاء .
استغفرك يا الله حتى ترضى عنا و تغفر لنا وتطمن قلوبنا و ترتاح نفوسنا و تطيب لنا الحياة