وقوع الكوارث ليست مفاجأة للحكومات الواعية والتي همها المحافظة على وطنها ومواطنيها وعلى كل من يقيم على أرضها من عمالة وزائرين، ولكن السؤال دائماً حول الكفاءة في مواجهة تلك الكوارث، والقرارات الشجاعة المحسوبة تكون هي الحاسمة في الأزمات الخطيرة وبعدها يتم الحكم على مؤسساتها بالنجاح أو الفشل، ومع النجاحات التي حققتها السعودية عندما سارعت مبكراً بالإعلان عن القرارات الصارمة لمواجهة الوباء، والتي أثارت الاستغراب حينها ثم اتضح أنها صائبة، عكس ما فعلته إيطاليا التي أصبحت الأن بؤرة الانتشار للوباء في أوروبا، فقد كانت غير مستعدة لتتعامل مع كورونا كوباء خطير وحتى بعد الإعلان عن 17 حالة وفاة وأعلنت الحكومة الحجر الصحي على 11 بلدة في الشمال لكن الحكومة الايطالية لم تتشدد ولم تتعامل بحزم بل إن أحد الزعماء المعارضين قال للإيطاليين ” يجب ألا نغير عاداتنا وأسلوب معيشتنا فاقتصادنا أقوى من الخوف”، ومع ارتفاع حالات الوفيات افاقت إيطاليا من نومها بعد أن انتشر الوباء.
أما في السعودية التي اتخذه الإجراءات الاحترازية المبكرة والمشددة لحماية المواطنين والمقيمين حتى قبل ظهور أول حالة مصابة ب “كوفيد-19 ” على أرضها، وقدمت دعماً مادياً لمنظمة الصحة العالمية 10 ملايين دولار بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان كمساهمة لمكافحة فيروس كورونا، وكعادة المملكة سباقة في الأعمال الإنسانية أمر الملك سلمان بعلاج جميع المصابين بهذا الوباء مجاناً وحتى مخالفي الإقامة، فالعمل الإنساني هو ما يميز قادة هذا البلد عن غيرهم وانقاذ الأنسان أولاً دون أي اعتبارات أخرى، ومن الإجراءات أيضاً التوجيه الكريم بتمديد هوية المقيم آليا للوافدين الموجودين داخل أو خارج المملكة والعاملين في القطاع الخاص للمهن التجارية والصناعية لمدة ثلاثة أشهر دون مقابل مالي.
فهذه هي السعودية يا سادة في مجال حقوق الإنسان لا تفرق بين مواطن ومقيم بين مسلم وغير مسلم، فاليوم أين من يدعون حقوق الأنسان في العالم فمنذُ بداية جائحة كورونا، والانظمة الصحية الغربية انهارت منذُ تفشي فيروس كورونا، واليوم نسترجع المقابلة الشهيرة لوزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير مع الإعلامي البريطاني الشهير تيم سباستيان مقدم برنامج «دائرة الخطر» على التلفزيون الألماني يقول للجبير: كيف تنتظرون أن تتعامل معكم أوروبا بعد أن طالبتم من قاعة البرلمان الأوروبي بألا تُحاضر عليكم..؟ قال له الجبير: نحن دولة ذات سيادة، وانظر للمستوى المعيشي الرفيع للسعوديين، التعليم المتقدم، الرعاية الصحية… لكن المذيع قاطعه: لا… نحن ننظر لحقوق الإنسان! قال الجبير: “كل هذه حقوق الإنسان”.