استشاري أمراض باطنية ودم بمجمع الدمام الطبي سابقًا والمركز الطبي التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن حاليًا… تدريب وخبرة بمستشفيات وزارة الصحة بالمنطقة الشرقية وكذلك مستشفى مانهايم الجامعي في ألمانيا.
نأخذكم بحوار خاص ممتع مع الدكتور عبدالله الراشد:
* ما هو التعريف الحقيقي لكورونا وما هو دور مركز العدوى في جائحة كورونا؟
فيروسات كورونا هي مجموعة من الفيروسات التي يمكنها أن تسبب أمراضًا مثل الزكام والالتهاب التنفسي الحاد الوخيم (السارزsars ) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (Mers)، تم اكتشاف نوع جديد من فيروسات كورونا بعد أن تم التعرف عليه كمسبب لانتشار أحد الأمراض التي بدأت في الصين في ديسمبر 2019، أما دور مركز العدوى في هذه الجائحة فهو يقع على عاتقه الحمل الأكبر من حيث عملية الترصد والتقصي ومتابعة حالات الجائحة ومن ثم تمكين الكوادر المسئولة من احتواءه وبالتالي علاج الحالات حسب وضعها الصحي.
* هل حقيقة كورونا مصدرها دولة الصين؟
يُعتقد أن فيروس (كورونا) الجديد مرتبط بالحيوان؛ حيث إن أغلب الحالات الأولية كان لها ارتباط بسوق للبحريات والحيوانات في مدينة ووهان ومن ذلك يعتقد أن مصدره هذه المدينة بالصين نعم.
* تعايشنا مع الوضع الراهن بتباع تعليمات دولتنا ووزارة الصحة الدور الحقيقي بعد انقضاء فترة الحجر. على من يقع؟
المسئولية مشتركة بطبيعة الحال حيث دور الجهات المعنية بيان المشكلة الصحية وطريقة علاجها ودور الناس اتباع طرق العلاج أيما كان نوعها وشكلها ومعروف في كل الدول الجهة المخولة بالنظر بصحة الشعب متمثلة بوزارة الصحة أو غيرها ببعض الدول هي الجهة المشرعة و المنفذة لكل ما يتعلق بصحة المواطن و المقيم و يفترض على المواطن و المقيم الالتزام بما تخطط له الجهة المسئولة التي هي أدرى بما يدور حوله و خاصة في الأمراض الوبائية وعلى ذلك و بعد انقضاء هذه الجائحة بإذن الله سيكون هناك تعليمات واجبة الأتباع لتفادي الارتدادات الوبائية لهذا الفيروس .
* هل يمكن انتقال الفايروس للحيوان وبالتالي انتقاله عبر الاطعمة؟
المعروف في فايروسات الكورونا بأنواعها أن الناقل لها و الحاضن هي الحيوانات و التي منها انتقلت الى الأنسان ولكن انتقالها العكسي من الأنسان الى الحيوان فهو غير معروف و صعب تصوره وبالتالي غير وارد انتقاله عبر الأطعمة.
* ماهي الإجراءات المتبعة للحالات المصابة ؟
بالنسبة للحالات المصابة بالكورونا المستحدث المسمى كوفيد19 فهي غالبا حالات بسيطة جدًا أشبه بالزكام أو الأنفلونزا العادية وقد تشكل 80% من الحالات و التي قد لا تتطلب العلاج بالمستشفيات، أما بقية الحالات تقريبا 20% قد تتطلب تدخل علاجي حسب الحالة و يتراوح بين علاج عرضي تحفظي الى الحاجة الى العناية المركزة وقد يحتاج الى تنفس صناعي وهذا قد يمثل 5% من الحالات، ولكن بكل الحالات الموجبة مهما كانت شدتها فهي تتطلب عزلا سواء منزليا أو بالمستشفى أو بالمحاجر لمدة على الأقل 14 يومًا أو لحين التعافي اتفادي انتقال العدوى للآخرين.
* ما سبب الهلع من كورونا الجديد؟ حيث لم تحدث هذه الضجة والخوف عند ظهور كورونا القديم؟
مكمن الهلع من الكورونا المستحدث (كوفيد19) كونه فيروس جديد و لا يعرف حتى الآن سلوكه و كونه سريع الانتشار في فترة زمنية قصيرة جدًا وتسببه لإصابات موجبة سريعة لأكبر شريحة من الناس وهذا بحد ذاته يسبب ضغطًا على مقدمي الخدمات الصحية قد تفوق القدرة على الاستيعاب.
* ما هي مدة بقاء الفايروس نشطا على المواد الغذائية والأشياء بصفة عامة؟
الدراسات الموجودة لاحتمالية بقاء الفيروس على الأشياء هي دراسات أجريت على الفيروسات الكورونية القديمة و ليس على الفيروس المستجد كونه جديدا ومن ذلك يقدر وقت بقاءه بناء على نوعية الأسطح و درجة الحرارة والرطوبة وهي تقديرية ما بين 3 ساعات الى 24 ساعة و قد تصل لعدة أيام بناء على دراسات وتحت ظروف معينة.
* ما هي التدابير التي اتخذتها وزارة الصحة للحد من انتشار كورونا؟
وزارة الصحة و منذ اليوم الأول اتخذت إجراءات جبارة ومدروسة علميًا وعمليًا وبدعم من أعلى سلطة بالبلد بإحتواء الوباء بدءًا من إغلاق المدارس والمساجد والحرمين والمطارات وفرض الحجر والعزل المنزلي فضلًا عن الدعوة للالتزام بالتعليمات الوقائية مثل التباعد الاجتماعي والمواظبة على غسيل اليدين بالماء والصابون باستمرار مع لبس الكمامات بالظروف المطلوبة لذلك وإجراء اختبارات الفحص بشكل عشوائي وكبير بالمناطق السكنية المأهولة، بالإضافة إلى الماكينة الإعلامية التوعوية على مدار اليوم بكل مكان وواضح أن ذلك له دور فعال جدًا في مسار احتواء الأزمة.
* بخصوص الميت بفيروس كورونا هل ينقل المرض؟
بعد موت الإنسان بكورونا، يستمر الفيروس بالحياة لفترة قد تمتد لساعات ولكن هذا الفيروس لا يملك طريقة للخروج من الجسد الميت لأنه عند الكائن الحي يخرج بالسعال وينتشر ويعدي، بينما لا يستطيع الخروج من رئة المتوفى، وهذا ما أيدته منظمة الصحة العالمية التي تقول إنه، وخلافا للاعتقاد الشائع، لا يوجد دليل على أن الجثث تشكل خطرًا بعد الإصابة بأمراض وبائية بعد كارثة طبيعية، وذلك لأن معظم الجراثيم المسببة للأمراض لا تبقى على قيد الحياة لفترة طويلة في جسم الإنسان، بعد الموت.
*كم هي الفترة المتوقعة لعودة الحياة كما كانت سابقًا؟
من الصعب التكهن بزمن معين كون هذا الفيروس المستجد صعب التكهن بنشاطه وسلوكه وشراسته وعداوته ولكن اذا أستمرت الاحتياطات الوقائية كما هي و التزام الناس بها منضبط فلن يتأخر الوقت بالعودة تدريجيًا للحياة السابقة مع البقاء على بعض التعليمات الوقائية لفترة أطول وهذا ما يفترض على الناس التسليم به والتعود عليه لمصلحة الجميع.
* الكثير يسأل كيف نحمي انفسنا من فيروس كورونا وعائلتنا؟
الوقاية من فيروس الكورونا المستجد هي كما هو معروف ومتداول بوسائل التوعية المنتشرة بغسل يديك جيدًا وكثيرًا بالماء والصابون، أو دلّكهما بالكحول، هكذا تقتل الفيروسات التي قد تكون عالقة على يديك.
ـ حاول ألا تلمس عينيك ولا أنفك ولا فمك، فالأيدي تلمس العديد من الأسطح ويمكن أن تعلُق بها الفيروسات، ومن هنا يمكن أن يخترق الفيروس جسمك، وعندما تعطس أو تسعل، استخدم منديلًا ورقيًا، وإذا لم يكن معك منديل فاستخدم مرفقك في كتم العطس أو السعال.
– تخلص على الفور من المناديل المستخدَمة. وذلك لمنع وصول الرذاذ الذي يحتوي على الفيروس من الوصول للآخرين وإصابتهم بالعدوى.
– لهذا السبب نفسه، يُنصَح الناس بالحفاظ على مسافة مترين على الأقل فيما بينهم.
– في العديد من المناطق، يُنصَح الناس بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وذلك لتقليص فرص الاتصال بأشخاص يعطسون أو يسعلون.
– وفي حال الخروج من المنزل والاتصال بآخرين، تنصح منظمة الصحة العالمية بتجنّب المصافحة وتبنّي أساليب “التحيّة الآمنة” بدلا من ذلك، ومن هذه الأساليب: التلويح باليد من بعيد، أو الإيماء بالرأس، أو بانحناءة تحية.
* هل حقيقة 14يوم كافية للانتهاء من المرض للمصاب ؟
مدة الـ 14 يوم هي مدة الحضانة المعروفة للفيروس و الذي خلاله تمر فيه الأعراض وبالتالي تكون فترة العدوة فيه و لكن كون هذا الفيروس جديد و بحاجة لدراسة أكثر عنه فممكن أن تكون هذه الفترة أطول من ذلك قد تمتد إلى 28 يومًا .
* كيف يكون بوجهة نظرك تجاوز الضغوطات النفسية خلال هذه الايام ؟
قد يكون هذا الوباء وطريقة انتشاره السريع بهذه الكيفية وطرق الوقاية منه بهذا الكم من التعليمات و الاحترازات هو الأكثر أو الأول بعصرنا الحديث ولذلك من المتوقع حدوث ردات فعل اجتماعية و نفسية و أقتصادية متفاوتة و لذا يفترض تقبل الوضع على أنه جائحة عالمية و يلزم أحتواءها و كمعظم الوبائيات هي موسمية و ستزول أو تخف حدتها تدريجيا مع تجنب المبالغة في متابعة الأخبار ما عدا الضروري منها ومن مصادرها الرسمية و الاستفادة من الوقت المتاح بالعزلة بأمور مفيدة شخصية وعائلية و تعلم مهارات جديدة.
* هل هناك إجراءات احترازية كافية للسيطرة على كورونا ام مازلنا عاجزين امامه؟
بالوقت الراهن و لدينا بالمملكة العربية السعودية و بدعم منقطع النظير من أعلى السلطات و لله الحمد يتوفر كل الإجراءات الاحترازية الهامة و المنصوص عليها علميا وعالميًا والوضع يسير بالمسار الصحيح أن شاء الله.
* ما هو المقصود بالفرز السريري؟ وماهي المدة المخصصة للحجر الصحي؟
الفرز (البصري) هو أجراء يتخذ عادة عند الدخول لأي منشأة صحية القصد منه فرز الحالات المحتملة أصابتها بالفيروس من الحالات الأخرى وبالتالي معرفة الحالات التي تحتاج تدخل فوري ومنعا لتحميل الضغط الغير مبرر على الكادر الصحي، أما المدة المتعارف عليها للحجر الصحي فهي 14 يومًا بإتباع التعليمات والفحوصات المتبعة.
* هل يوجد علاج؟ لقاح للوقاية؟
إلى حتى الآن لا يوجد علاج أو لقاح ضد الفيروس المستجد كوفيد19 ولا تزال الدراسات والبحوث من كل مكان بالعالم تجتهد وتسابق الزمن لتصنيع علاج أو لقاح له.
* هل المضادات الحيوية فعالة في الوقاية من مرض كوفيد-2019م أو علاجه؟
لا يوجد أي نوع من العلاج يستخدم أو فعال للوقاية أو حتى للعلاج حتى الآن ضد هذا الفيروس.
* يخاف المجتمع من امر العزل مما أدى الى ان يخاف ان يبلغ أو يشتبه بحالة ماهي توجيهاتك بالخصوص؟
العزل المنزلي أو بالمحاجر هو أجراء احترازي مهم لمصلحة المريض والمجتمع حوله وعدم الالتزام به يعتبر بمثابة التعمد بألحاق الضرر بالنفس وبالغير وهذا يخالف العقل والشرع والقانون وعليه يجب الإلتزام بكل التعليمات مخافة لله و صونا لصحة الفرد والمجتمع.
* هل من أطعمة موصى بها لزيادة مناعة الجسم في الدفاع عن نفسه؟
تقوية المناعة مطلوبة بكل الحالات بكل الأوقات للحفاظ على صحة سليمة قويمة ومنها المحافظة على أكل صحي ومتوازن والابتعاد عن التدخين والسهر والمداومة على الرياضة المناسبة والحفاظ على علاقات عائلية واجتماعية طيبة.
* كلمة ختامية أو نصيحة أو توجيهات للمجتمع اتباعها؟
صحيح أن هذه الجائحة بوباء كوفيد19 أشغل العالم أجمع و سبب ارتباكا في كل شئون حياة الناس ولكن بنفس الوقت فرض نظاما حياتيا جديدا ممكن الاستفادة منه في خارطة حياتنا المستقبلية مثل كيفية التعامل مع الأمراض الوبائية وكيفية التفكير بأهمية النظافة الشخصية واستثمار العلاقات العائلية الحميمة وكيفية توزيع اهتماماتنا الوقتية وأولوياتها و تعلم أمور جديدة بالحياة وكل ذلك وجوه إيجابية ممكن النظر إليها مقابل الجانب المرضي المأسوي للمرض والذي لن يطول بحول الله طالما الناس تتفهم ما يفترض عليها عمله وتلتزم بما تم التوجيه بموجبه، مع كل التوفيق والصحة والعافية لكل البشرية وتحية خاصة وخالصة لكل الجهود والكوادر العاملة للتصدي لهذه الجائحة، ونقدم الشكر الوافر لحكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على الدعم الكبير والاهتمام البالغ للقضاء على هذه الجائحة.