أكد المستشار الرائد الكشفي محمد عطيه سعد العلي الغامدي أن العلاقات الاجتماعية بين الناس كانت في الماضي أقوى بكثير من الحاضر رغم بعد المسافات وقلة الإمكانات في تلك الحقبة ، ورد ذلك خلال حديث ذكرياته كما جرت العادة منذ غرة الشهر الفضيل نتصفح في سيرة وتاريخ قادة الكشافة وروادها ومشوراهم الطويل في هذا المجال ، لنقدم في كل ليلة “صفحات سمر” عن سيرة احدهم ، ونحن نلتزم بيوتنا في هذه الأيام احترازا من الجائحة العالمية COVID-19، ونحن استبشرنا خيرا بقرب زوال الغمه بعد البداية في انفراج الازمه بالأوامر بتخفيف الحضر ، لكننا نواصل تقليب صفحات التاريخ لنطلعكم علي مشوار نجم من نجوم الكشافة ورائد من روادها وفي اليوم الرابع من هذا الشهر الفضيل نعيش سويا ذكريات الاب الذي يعول ثمانية من الابناء والبنات والذي امضى 55 عاما حافله في الكشافة ، تسامرنا معه حول ذكرياته
55 عاما في مشوار الكشفية
وتحدث “العلي” عن مشواره الكشفي بداية وقال : بدأت شبلاً من الصف الرابع في مدرسة بني محمد الابتدائية عام 1386هـ بقيادة الاستاذ محمد الخضر- اطال الله في عمره – ثم دخلت مرحلة الفتيان الكشافة في متوسطة النجاح ثم مرحلة الكشاف المتقدم في معهد المعلمين الثانوي بقيادة الأستاذ عبد المنتصر شافعي علي ، وكان له بصمة في حياتي الكشفية فهو من جعلني أعشق هذه الحركة بشغف ، ثم قائداً كشفياً عام 1396هـ ثم موجهاً للنشاط الكشفي في منطقة الباحة ثم التحقت بالكلية المتوسطة في الطائف وكونت عشيرة جوالة وكنت رائداً ومشرفاً لها وبعد التخرج عُدت الى منطقة الباحة وكلفت قائداً لمركز التدريب الكشفي بالمنطقة وحصلت على كامل التأهيل الكشفي حتى قادة التدريب الكشفي قبل اكثر من ثلاثين عاماً تقريباً
وسرد “العلي” ذكرياته في رمضان واشار بداية انها كثيرة وذكر منها على المستوى العائلي وقال : كانت عائلتنا الكبيرة “بيت العلي” تحرص كل الحرص على الاجتماع في ليالي رمضان وكل عائلة تأتي بما يمكنها تقديمه ونفطر جميعاً ونرسل لجيراننا ما تيسر من الإفطار
وأورد “العلي” ما يذكره من ممارسات في المجال الكشفي وقال : كان لدينا فرقة سواعد في مركز التدريب الكشفي وكان لها دور فعال في كافة الأعمال التطوعية وخاصة في شهر رمضان مع المكتب الإقليمي لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالباحة في اقامة المعارض التي تحكي احوال المسلمين في كل مكان وتوزيع الاحتياجات الغذائية على الاسر الفقيرة في تهامة الباحة لعدة سنوات وكان جهداً رائعاً ومميزاً لفرقة السواعد المذكورة
في قريتنا في الماضي نعيش بسعادة رغم الفاقة
أما ذكرياته علي مستوى القرية فذكر “العلي” أن أهل القرية يحرصون على الاجتماع للإفطار في المسجد على التمر والقهوة وربما الخبز البلدي وكانوا في غاية السعادة والسرور وحينها كانوا الأطفال من شدة الحاجة والفاقة والجوع يركضون في الطرقات بين البيوت وينشدون جميعاً نشيداً جميلاً( قرص قرص يا عمه الله يكبر ولدك ويدخله الجنة تمرة والا جمرة ) فتجاوب ربة البيت ( تمرة) فتقسم عليهم تمراً فينطلقون فرحين عائدين به الى منازلهم
وذكر “العلي” الفرق بين رمضان الماضي والحاضر وقال أنه كان قديماً فيه العوز والقلة عند كل اسرة ولكنهم كانوا كرماء بما يجدون وأنفسهم طيبة ويحرصون على صدق التواصل دون تكلف اما رمضان الحاضر فنحن في نعمة ولله الحمد والمنة والتي انشغل بعض الناس بالبذخ والإسراف والتباهي أحياناً أو التكلف في الإعداد والاستضافة
أما عن بين الأسر والأقارب فاكد “العلي” انه سابقاً كان أقوى بكثير عن الحاضر رغم بعد المسافات وقلة الإمكانات وجودة وصدق العلاقات والتواصل والبذل والعطاء عند الناس
وفي غمرة حديثه سألناه عن حالة انسانية لم ينساه في حياته فقال : في ذات يوم وفي احد المعارض الإغاثية مر رجل كبير في السن رث الثياب فقير يسأل يريد صدقة فبينت له بأني أسأل مثله للفقراء والمساكين فذهب وبعد ساعة تقريباً عاد وفي يده خمسون ريالاً فقلت له ما هذا قل خذها لهؤلاء المساكين وكان باكياً فأبكاني معه وهناك قصص كثيرة لا يتسع المقام لسردها
وطلبنا منه في معرض حديثه ان يوجه نصيحة لا بنائه الكشافة فقال : عيشوا الحركة الكشفية جوهراً وروحاً واهتموا بمبادئها ووعدها وقانونها عملياً واستمتعوا بطريقتها الكشفية الرائدة في التربية واحرصوا على التقدم الفعلي في مناهجها والتدرج الفعلي والحصول على شارات التقدم وشارات الهواية والكفاية بصدق وإياكم وداء المظاهر الجوفاء والأعمال السطحية والعجب والبروز الإعلامية المفبركة التي لا تحاكي الواقع كما هو
ووجه حديثا من القلب لزملائه القادة وقال : اخي القائد كن اميناً على رسالتك التربوية التي ترى وتربي بها هؤلاء الشباب وكن قائداً ولا تسابق الكشافين على اعمالهم فالكشفية للفتيان فدعوها لهم وابتعدوا عن شهوة الظهور والدعاية الإعلامية فإنها محرقة وركز على رسالتك التربوية فقط
رمضان في ظل الجائحة خير
وفي ختام حديث أكد “العلي” أن رمضان هذا العام في ظل هذه الجائحة العالمية هو خير ولله الحمد والمنة كيف لا ونحن ننعم بنعم كثيرٍة لاتعد ولا تحصى بفضل الله ومنته ثم في ظل هذه الحكومة الرشيدة وفي وطن العز والفخر بقيادة قائد المسيرة سلمان الخير والعزم والحزم وولي عهده محمد الطموح والإرادة والرؤية المشرقة دمت وطني شامخاً على مدى الأيام والسنين
وقدم العلي تحية اجلالٍ وتقدير لكل الجهات الحكومية التي لا تألوا جهدا وبذلت الغالي والنفيس لخدمة إنسان هذا الوطن وحمايته ورعايته والسهر على راحته