أكد الأمين العام المساعد للاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات الرائد حسين سهل عيبان أن شهر رمضان هذا العام يعد ممحص للصبر على البلاء وتحمل الأعباء ، جاء ذلك ضمن حديث ذكرياته عندما تصفحنا في سيرته وتاريخه وعرض مشوراه الطويل في هذا المجال ، كما جرت العادة في كل ليلة بتقديم “صفحات سمر” عن سيرة رائد كشفي ، ونحن نلتزم بيوتنا في هذه الأيام احترازا من الجائحة العالمية COVID-19 ، ونواصل تقليب صفحات التاريخ لنطلعكم على مشوار نجم من نجوم الكشافة ورائد من روادها وفي اليوم الخامس من هذا الشهر الفضيل نعيش سويا ذكريات الرائد حسين عيبان ،المولود في حي الشعب بمكة المكرمة والذي يحمل الماجستير في التجارة من جامعة طنطا بجمهورية مصر العربية
وذكر “عيبان” أنه عمل مديراً عاماً لوسط وشرق وجنوب إفريقيا بالمؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية . وكان مسئولا عن ١٥ دولة بأفريقيا . وكان له شرف الاشراف على افتتاح خط جنوب افريقيا .
وفي حديث الذكريات سألناه عن تفاصيل حياته الاجتماعي الخاص فأجاب بصدق وقال: أنا رجل اعزب الان ، لكن الحمد الله عندي سبعة من الأبناء والبنات جميعهم جامعين وجلهم نال الشهادات العليا على الأقل درجة الماجستير وهناك بن يحمل والدكتوراه وجد لعدد ستة عشر حفيدا وحفيده الله يحفظهم جميعا.
وأشار إلى مؤهلة الكشفي وذكر انه مفوض دولي او “قائد تدريب دولي” حامل شهادة هيئة التدريب الدولية . من مخيم الزبداني بالجمهورية السورية . وهي اعلي شهادة تدريب كشفية في العالم . مؤكدا أن هواياته بعد الكشافة ، الرياضة حيث ذكر انه كان لاعباً ومدرباً وحكماً في جميع الألعاب الرياضية ( قدم – سلة – طائرة – يد – تنس طاوله )
وتحدث “عيبان” عن ذكريات في رمضان وذكر انه عندما كان في الصف الرابع الابتدائي بالمدرسة العتيبة بمكة المكرمة . كانت بدايته للصوم ، وكان يجلس داخل الفصل عند حلول الفسحة التي تستغرق نحو ١٥ دقيقة وكان يرافقه بعض من الشباب الصائمين ، وذات يوم حضر احد زملاء وطلب منه الخروج للاستمتاع بالفسحة وعندها نسي انه صائما وخرج معه وكان الجو حار جداً وكان يعاني من العطش كونه صائما فتوجه – حسب قوله – الي الزير فوجد مغرافاً كبيراً من التوتوا – بلهجة اهل مكة – وتناول المغراف وشرب من الزير وبعد انتهاء الفسحة عاد الي الفصل فتذكر انه صائم الا انه لحسن حظه أن الحصه التي تلت الفسحة كانت في ماد التربية الاسلامية فسأل المعلم عن حالته فأجابه بانه بإمكانه اكمال الصيام ففرح وأكمل الصيام
وتحدث “عيبان” عن الفرق بين الماضي والحاضر وذكر أنه في تلك الحقبة ليس لديهم التكنولوجيا الحالية الجوالات والمنبهات . حتي الراديوهات والتلفزيونات لم تكن متوفرة بالكمية والجودة الحالية لذلك كانوا يعتمدون في الإفطار علي مدافع الإفطار ، والسحور علي نداء المسحراتي والذي يوقظ اهل الحي بطبلته وهو يردد ( اصح يانايم وحد الدايم ) . وليلة العيد يدور علي اهل الحي ليحصل على عيديته .
وذكر “عيبان” ان التكنولوجيا خدمة البشرية وسهلت الكثير من سبل الحياة ،لكن عاد وتأسف علي ما أحدثه من تدمير للعلاقات الاجتماعية بين الناس والاستمتاع بالجلسات الاسرية التي يتبادل فيها افراد الأسرة الاحاديث المفيدة .
وقال “عيبان” : كانت اجتماعاتنا فيها اهتمامات بشؤون بعضنا البعض ونتبادل فيها الاحاديث والقصص الجميلة التي فيها دروس للشباب من شيوخ العائلة وكبارها . ونمارس العاب خفيفة مسلية ( ضمنه وكيريم وباسره وكم كم ) . العاب جماعية تجمع ولا تفرق .
وذكر عيبان ” خلال حديث ذكرياته الحياة الكشفية التي يعدها عشقه الأول والأخير ، وقال : فانا احب الكشفي مباشرة بعد حب الله عز وجل وحب والدي واخواتي واخواني وابنائي وبناتي وأحفادي وحفيدتي وجميع افراد اسرتي وعائلتي وأصدقائي وبالذات الكشافين منهم لأنها بكل امانه مدرستي في الحياة فهي علمتني فن الإدارة والخطابة والقيادة والتصرف في المواقف الحرجة . ولأنني احبها فقد تمسكت بها منذ ان كنت شبلاً واستمريت فيها كشافا ثم جوالاً فقائداً فرائداً . وتحصلت علي جميع شهادتها الكشفية حتي اصبحت مفوض دولي أدرت وشاركت في أدارت دورات كشفية عليا في الداخل والخارج . وفي رمضان كنا نستمتع بحفلات السمر والتجمعات الكشفية الجميلة .
وذكر “عيبان” أن في مشوار الحياة العديدة من القصص الإنسانية التي لا تنسى لكنه ذكر ما يرتبط منها بشهر رمضان وقال : كنا نسكن في حي العتيبة بمكة المكرمة وكانت هناك بعض العوائل مستورات الحال وكان والدي – رحمة الله – فوال وكان اذا حل علينا شهر رمضان ، يقوم بتجهيز وجبات فول لهم مع تميس او عيش حب أوصلها لهم طيلة شهر رمضان قبل المغرب . وبعد العشاء امر عليهم لتجميع صحون الفول ، وقبل العيد بيوم او يومين كنا نوزع علي هذه العائلات ملابس وحلاوة العيد .
ووجه “عيبان” خلال حديثه النصيحة لأحفاده الكشافة وقال : تعرفوا علي حقيقة الكشفية ومبادئها واعملوا بعهدها وبنودها وقوانينها العشرة بكل صدق وامانه ووفاء ، وابتغوا بذلك وجه الله وليس تزين البدلة بالشعارات والتباهي بها امام افراد المجتمع . فالكشفية ليست مظاهر وانما هي مبادئ .
وطالب “عيبان” أبنائه القادة بحسن التعامل مع الكشافة كتعاملهم وحرصهم علي أبنائهم لانهم امانه في عنقهم ووديعه أودعوها عندهم الآباء وهم كلهم ثقه بانهم سيحافظون عليهم كحافظتهم علي أبنائهم . ذاكرا انه عندما كان للفرقة الكشفية يقوم بنقل عدد 30 كشافا من أبنائه في سيارته من النوع النقل الصغير “الوانيت” بكابينة واحده والذي كان يمتلكه في مقتبل عمره واشتراه بملغ 6 الاف ريال
وتحدث عيبان رمضان وقال أن رمضان هو دائماً هو شهر الخير والبركة والعبادة ، وانا اعتبر رمضان هذا العام من الشهور المميزة واعتبره الجانبان فيه يختبر صبراً علي الجوع ويعيننا علي العبادة والصلاة والقيام باليل من اجل التراويح التهجد .
وذكر عيبان أن رمضان شهر التحدي الذي يكرمهم الله عز وجل فيه لا براز مواهبنا كمنسوبي للكشفية في خدمة وتنمية المجتمع ومساعدة جهات الدولة العاملة من اجل مكافحة هذا الداء والوقوف بجانب هذه الجهات بكل ما نملك من قوه .
وذكر ان هذا الشهر الفضيل مع كرونا يعطينا الفرصة ككشافة لكي نثبت ولائنا لمليكنا وولي عهده الأمين اطال الله في عمرهم ووقوفنا خلفهم والتزامانا بتعليماتهم والتمشي بها .
ورفع عيبان في ختام حديث ذكرياته افضل التهاني واجمل التبريك الي مقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والي جميع افراد الشعب السعودي والمقيمين علي ارض الوطن وجميع افراد الامة الإسلامية والعربية والي جميع منسوبي الحركة الكشفية في العالم اجمع . وجميع منسوبي الاتحاد العربي لرواد الكشافة والمرشدات وجمعية الكشافة العربية السعودية والمنظمة الكشفية العربية والمنظمة الكشفية العالمية .