جلست أفكر مليًا كيف لي أن أبدأ بكتابة هذه الكلمات التي علقت في ذهني وامتزجت بها مشاعر أعجز عن وصفها فدموعي سبقتني وانهمرت كالبحر انهمارًا عميقًا
من الصعب أن تعتاد على وجودهم وتجد لهم ذكرى في كل زاوية، هناك عبارة مشهورة تتردد على السن الكثير (سوف تعتادين ذلك وتمر الأيام وكأنها لم تمر) ولكني لم أجد لهذه العبارة مخرج أبدًا ولاوجود لها في حياتي، فهناك أشخاص لن يعوض مكانهم ولا محبتهم أحد.
أقبل شهر الخير والرحمة وقلوبنا معلقة بالرحمن التي يسودها الهدوء والسكينة والرحمة، فبيت العائلة يختلف كثيرًا يتميز برونق خاص يجتمع فيه الفكر النير والعقل الميسر، بينما أعد وجبة الإفطار وفي مخيلتي سيكونون عائلتي أثناء وجبة الإفطار حولنا كما اعتدنا مسبقًا وأن نشارك بعضنا الكثير والكثير وتتعالى الضحكات حباً وابتهاجًا لذلك.
بدأت بالتحضير وإعداد كل شيء متأملة أن يقرع الباب و أن أراهم مقبلين علينا محملين بكل الخيرات والابتسامة تعلو محياهم والدعوات التي تطلقها أفواههم مازالت عالقة في ذهني، وما زالت مخيلتي تبحر بالكثير والكثير حتى أشعر نفسي بالسعادة التي أجدها معهم، وحتى أنسى ذلك الوجع الذي يجتاح أضلعي، لذا أخذت المبخرة ووضعت أطيب البخور وذهبت وأنا أنظر إلى المكان و أتمتم بكلمات تكاد تخرج مني.
أين أنتم؟! لقد كان هذا المكان مليئًا بكم وبضحكاتكم و بدعواتكم التي تبهج صدورنا، نعم إنه اختلف كثيرًا هذه السنة عن كافة السنوات التي مضت لحكمة وخير من عند الرحمن الذي قدر ذلك.
تذكروا أن الأهـل نعمة لا تضاهى بـأي ثمن وإن احتجت لشيء تجدهم حولك يساندونك ويأخذون بيدك إلى بر الأمان لن يعوض مكانهم أحد، فهم بستان حياتنا وغيمة طهُر تطوقنا بالحب، ولكن هي مشاعر أحببت أن أنقلها و أن أعطر بها صفحاتي لأنهم يستحقون أن يكتب بهم مجلدات وقصائد، فهم بمثابة الوطن الصغير الذي نعيشه فيكون فيه الدف والطمأنينة والسند، وكما قال جورج سانتايانا العائلة أحد روائع الطبيعة.
وقال الشاعر :
حبي لأهلي وأولادي وعائلتي
ومن يلوذ بأهلي حب ذي شيم
فمن أحبهم أحببته علنا
وباطناً وأنا ضد لضدهم
الأقربون بهم أوصى الإله وذا
سر لعارف معنى وصلة الرحم
التعليقات 1
1 pings
عبدالعزيز الزومان
30/04/2020 في 9:46 م[3] رابط التعليق
أبدعتي يا أستاذه وكنا نمر في هالوضع
في هالحجر
الله يعطيك العافيه