قال المؤرخ الاديب والشاعر الرائد الكشفي المخضرم الدكتور علي بن إبراهيم سلمان الدرورة أنه تذوق حلاوة شهر رمضان المبارك منذ الطفولة وحتى الخامس والعشرون من عمره ، ذكر ذلك ضمن حديث ذكرياته في الليالي المباركة ، ووجدنا تاريخه حافل جدا في الادب والتاريخ والشعر والادب ، غصنا في أعماقه قليلا لنخرج بجزء من تاريخه الدسم لنقدمه لكم في اليوم التاسع من شهر الله المبارك خلال ” صفحات السمر” ونتتبع واياكم خلال إجزاء من سيرة هذا الخبير الكشفي الاديب المؤرخ ، لنواصل واياكم من بعد ونحن ملتزمين منازلنا احترازا من الجائحة العالمية COVID-19 إذا نذهب سويا لنعرف من هو الدكتور الدروة
هو انسان أديب شاعر ومؤرخ من رواد السلام بالمنطقة الشرقية من السعودية ، مولود في العام 1379هـ في جزيرة سنابس بتاروت حين التقيناها لحديث الذكريات لخص بقائه بالمنزل بعبارة مختصرة وقال ” متورط بالعائلة وجالس في الدار حالي حال الناس “
عشت حلاوة رمضان طفلا وحتى الـ25 عمر فقط
وفي ذاكرته ذكريات جميله وكثيرة وخاصة في الشهر الفضيل ، وأكد ا افضل شهور رمضان التي عاشها في الطفولة حينما كان يافعا ومن مقتبل العمر حتى بلغ الخامسة العشرون في عمره لصيبح الشهر كبعضه كل عام ، لكنه لم ينسى أن الماضي افضل كون الناس من البشر تعيش مرتاحة البال للتآلف والحميمية والضمير النظيف ولا يعانون من غلاء الاسعار وجشع التجار ، والاطعمة كانت رخصيه جدا وفي متناول الجميع وهذا بالطبع انعكس على حياتهم واراح بالهم
الأوضاع الاجتماعية في الماضي أجمل
وذكر الدرورة أن الأوضاع الاجتماعية في الماضي أجمل وافضل لبساطة العيش وسلامة الصدور ، وعدم انشغال الناس بأمور تافه لا تزيد ولا تنقص ، ولا تعود عليهم بالنفع مما جعل الألفة بين الناس في الماضي أفضل واجود وذا قيمة ، ومن عاش تلك الحقبة بالتأكيد لا ينساها كونه حفرت في الخاطر ولا تنسى ، وذكر أن المجتمع متكاتف ومتحاب والزيارات لا تنقطع والتواصل الاجتماعي يكاد يكون من البديهيات او الضروريات على عكس اليوم في عصرنا لا يوجد تواصل مع الاهل ولا حتى الجيران ، ولعل تبادل الاطباق بين الجيران والاقارب كانت سمة سائدة
واذكر انني كنت أشتري الفجل والبقل والحندبان والفرفخ (الغنيبة) أي الورق الأخضر من المزارع القريبة وأيضا كنت أذهب لشراء الحليب من بيوت بعض النسوة من اللاتي يملكون زرائب بقر في بيوتهن وهذه العادة كانت موجودة في تلك الفترة الزمنية حتى منعتها البلدية وما زلت اذكر أنني اذهب الى ثلاث سيدات في ثلاثة منازل وطبعا لم اكن احب شرب حليب البقر ولكني احضره لوالدتي – رحمها الله- فالسيدات المالكات للبقر هن صديقاتها.
وحين سألناه عن الكشافة كيف هي ومتى التحق بها قال : بدأت الحياة الكشفية كشاف ثاني وعمري ١٣ سنة تقريبا ، ولنا ذكريات كشفية في الماضي لن انساها خصوصا في رمضان لأننا كنا نحضر للمعسكر الكشفي في شوال ونمهد ارضية المعسكر ليلا ونجهز البوابة ولكن الاعلام لا نركبها الا قبل يوم واحد من افتتاح المعسكر مع الخيام.
كورونا فرصة لترتيب الأوراق
ولم ينسى أبنائه الكشافة حيث وجه لهم نصيحة وقال ” احرصوا على طاعة الله واستغلال الأوقات في العبادة قدر الإمكان ، زورا الأقارب والأرحام وتواصلوا مع الجيران ، وتعاملوا مع الجميع بحسن الاخلاق ، ساعدوا أيها الأبناء الأيتام والفقراء قدر المستطاع ، واحرصوا على عدم إيذاء أي شخص باي نوع من انواه الإيذاء، تعيشوا في حياتكم هانئين موفقين ”
وتحدث عن ظروف جائحة كورونا وبقائه في المنزل وأكد بانها فرصة لإعادة ترتيب أمور الحياة والنظر بعمق للمستقبل وأشار انه حاله وحال الملايين من البشر ماكث بهدوء في الدار، لكنه يتمنى الذهاب الى جامع كما جرت العادة لكن ربي يسهل. وأكد انه استغل جلوسه بالعمل الثقافي وقد أنجزت ما يرضيه ويدعو الله ان يفيد الناس مستقبلا، داعيا الله أن يزيل الغمه عن العالم
تاريخ ادبي حافل
ومن لا يعرف الدكتور علي الدرورة فهو بدأ في سن 17 نشر الكتب وتوزيعها، وفي سن 24 أصدر أول كتاب له ديوان زهور خضراء للموت ودرس مقررات في شركة أرامكو ، وتعلم الإنجليزية والاردو ، وكتب في صحف الشرق، والراية، والمأثورات الشعبية، والأيام، والمنتدى، والخليج، ومجلة المشرق، وقافلة الزيت وغيرها ، مؤلفاته وكتبه تعد بالمئات في الفن والأدب والتراث البحري، والزراعي، والمعماري، وفي الفلك، والتاريخ والدين واللسانيات والشعر والقصة القصيرة. وتُرجمت بعض كتاباته إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية.