تستمر ليالي السمر في الشهر الفضيل ، ونحن مستمرون في التزام بيوتنا احترازا في الجائحة العالمية COVID-19، ونمضى في تقليب صفحات الزمن ، ونبحر واياكم كل ليلة في أعماق ذكريات رائد أو قائد كشفي و الذين امضوا حقبه من أعمارهم ، كانت مليئة بالصولات والجولات والتي أصبحت من الذكرى ، وفي اليوم العاشر من الشهر المبارك ، نتصفح في سيرة قائد الاخلاق ، واستاذ الهدوء ، ومعلم القيادة مدير إدارة النشاط الطلابي بالإدارة العامة بمنطقة مكة المكرمة المربي الطيب نبيل بن بكر طيب
وهو بداية حديث ذكرياته يقول : ولدت ونشأت في مكة المكرمة وبدأت حياتي التعليمية من مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية ، ثم جعفر بن ابي طالب المتوسطة ، ثم مدرسة الملك عبدالعزيز الثانوية ، تعلمت على يد معلمين أفاضل ادعو لهم بالأجر والثواب ثم التحقت بجامعة أم القرى وتخرجت في عام ١٤١٠ ثم التحقت بالعمل الحكومي كمعلم لمادة التربية الفنية في مدينة جدة ثم انتقلت الى مكة وتنقلت بين ضواحيها حتى استقريت في مدرسة عتاب بن اسيد المتوسطة عام ١٤١٥وكانت علاقتي بالكشافة في ذلك العام والتي أحدثت تغييرا في حياتي.
وحين سألناه عن موقعه الان قال “طيب” : انا الان مديرا لإدارة النشاط الطلابي بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة حيث تم تكليفي بهذا العمل في العام ١٤٣٩ بعد أن كنت مشرفا ضمن مشرفي قسم النشاط الكشفي بتعليم مكة المكرمة. ولله الحمد اكرمنا الله بالأبناء نسأل الله لهم الهداية والتوفيق والسداد ولسائر أبناء المسلمين
خدمة المعتمرين ارفع عمل كشفي
وحول ذكرياته عن شهر رمضان والعمل التطوعي الكشفي ، أكد أنه تشرف بهذه المهمة لسنوات عديدة قضوها بين المعتمرين والمصلين في الحرم وساحاته خدمة لهم وتربية لأبنائهم الكشافة المشاركين في البرامج التطوعية الرمضانية ، مشيرا انه ميدان تربية عملي لغرس قيم المواطنة والولاء والإخلاص في العمل
وقال “طيب” خلال حديث ذكرياته : من الذكريات ما يبذل من جهد من قبل الكشافة والقادة في التجمع والانصراف للعمل التطوعي في الحرم الا انه انتهى بإنشاء مركز بادر للأعمال التطوعية والذي أصبح معلما للعمل التطوعي.
كما تذكر وذكر زيارة المسؤولين للكشافة والمشاركين وتقديرهم لهذا العمل والذي كان يشكل وقودا لا عمالهم البطولية طوال الشهر وطوال العام . ومازلت أتذكر مسارعه الكشافة للحضور والمشاركة رغم تنقل بعضهم لعدة محطات حتى يصل للحرم والعمل معهم بينهم له ذكريات مثيرة جدا ولا تنسى
ابنائي يعيدون في ذاكرتي الزمن الجميل
اما عن رمضان في الماضي فذكر “طيب” انها ممتعه خصوصا ونحن أطفال لا نها كانت جميلة جدا ويعيشه ابناؤنا الان وعندما اراهم اتذكر كل ماكنا نفعله في الماضي ، وقد عشناه بكل معانيه من فرح وبهجة بقدوم هذا الشهر الكريم من مساعدة للوالدة رحمها الله في إعداد مائدة الإفطار وشراء ما يلزم من احتياجات والصلاة وتجمعنا بداية الشهر مع أبناء عمومتنا للإفطار وبرامج ما بعد صلاة التراويح من دوريات كرة القدم في الحواري. والمباسط والتقاطيع وغيره الكثير.
وأضاف “طيب” لازالت كثيرا من العادات الاجتماعية السابقة موجودة مع ما نعيشه في هذا الوطن من رخاء وسعة عيش وامان وتقدم وتطور ، تجتمع الاسرة على مائدة الإفطار وإعدادها والبرامج الرمضانية الأسرية من زيارات وتواصل وبرامج بعد صلاة التراويح
لن انسى دعم زملائي
وحول مشواره الكشفي أكد انه بدأ عام ١٤١٥ بالدراسة الابتدائية للشارة الخشبية بمركز التدريب الكشفي بالعزيزية بتعليم مكة ولم تكن تربطني بالزملاء في النشاط الكشفي أي علاقة صداقة او زمالة وإنما أحد الأصدقاء دعاني للاشتراك في هذه الدراسة وكنت ذلك الوقت معلما في مدرسة عتاب بن أسيد المتوسطة ومن هنا بدأ مشواري الكشفي حيث أكملت مشواري في هذه الدراسات ، التحقت بالدراسة التمهيدية في مركز التدريب الكشفي بتعليم الباحة ثم الدراسة العملية للشارة في مدينة المجمعة وتقلدت الشارة في عام ١٤٢١ خلال هذه السنوات زاد علاقتي بالزملاء في قسم النشاط الكشفي واستفدت من خبراتهم التي لم يبخلوا بشيء منها وشاركت معهم في العديد من المشاريع والبرامج ،ثم رشحت للعمل مشرفا للنشاط الكشفي وكان الفضل لله ثم لدعم الزملاء المشرفين والمفوضين آنذاك .
وأشار “طيب” أن السنوات مرت سريعا حيث امضيت ١٠ في التعليم معلما ، ثم قرابة ١٣ سنة مشرفا للنشاط الكشفي انهل من خبرات الزملاء إبراهيم نجار ،شاكر رادين ،محمد محراب والمفوضين الكشفيين رحم الله المتوفى منهم وأطال الله في عمر الحي منهم. ثم ٥ سنوات رئيسا لقسم النشاط الكشفي ثم مديرا لإدارة النشاط الطلابي تعلمت الكثير والكثير خبرات معارف صداقات وغيرها الكثير
وطالبناه بقصة إنسانية لن ينساها ، فاكد أن القصص كثيرة والأهم منها هو ذلك الشعور الذي ينتاب القائد حين الموقف، ذلك الإحساس الجميل الذي يدفعك للمزيد من العطاء وتراه في صحتك ومالك واسرتك .مواقف يصاحبها الشكر أن سخرك الله لخدمة الحجيج على صعيد عرفات ونشعر منى والمعتمرين في الحرم وساحاته.
وذكر “طيب” زملائه القادة بمقولة استاذه المربي الفاضل شاكر رادين.. من أراد أن يعمل فليعمل ومن أراد أن لا يعمل فليترك الفرصة لغيره ليعمل ، اقول لهم اترك أثرا واعمل ولا تنتظر فإن ما تبنيه اليوم سيحصد غدا ويعم خيره ،وكلمة اهمس بها للقادة إن مانقوم به امانة فاحسن . تعلمتها من قادتي في الكشفية وابلغها اليوم لكم ، اما الكشافة فأقول لهم أن الكشفية ميدان تربية فلا تفوت الفرصة بالالتحاق بالكشفية.
نقوم بما يجب نحو الله ثم الملك الوطن
و“طيب” له راي في رمضان هذا العام مع ظروف كورونا وقال : رمضان مع هذه الجائحة العالمية كورونا والتي المت بالعالم اجمع انما هي منحة في محنة، ونحن المجتمع الكشفي لدينا ما نعمله في هذه المحن في أن نقوم بما يجب علينا نحو الله ثم المليك والوطن. العمل التطوعي المؤسسي مشرعا ابوابه للجميع والدولة بجميع قطاعاتها تبذل جهدها فلنكن عونا لهم وسندا. حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وأدام الله على وطننا مملكة العز الأمن والأمان.