بين الفينة والأخرى تطالعنا الكشوفات والتنقيبات والدراسات والأبحاث العلمية باكتشافاتٍ جديدةٍ في أرض الاحساء المترعة بالخير فتارة بئر نفطي جديد وتارة حقل غازي ومرة أثر تاريخي أو مقتنيات أثرية تؤكد عراقتها الحضارية أو خصائص فذة في محاصيلها الزراعية وموارها العامة.
أما هذه المرة فقد اكتشف في صخورها الذهب وإن كانت كلها ذهب بتربتها وتضاريسها وطبيعتها وإرثها الفكري والمادي وإنسانها حيث كشف الخبير النفطي وأستاذ الجيولوجيا في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالعزيز بن لعبون عن دراساتٍ علميةٍ حديثةٍ تؤكد وجود نسبةٍ من معدن الذهب في صخور الأحساء ضمن المكوّن الجيولوجي لطبقة الهفوف التي تنحدر من أسفلها طبقة «الهدروك» و«الليدان».
وعلل ذلك بوجود انجرافٍ لحبيبات المعادن من الذهب والفضة والنحاس وغيرها من الدرع العربي إلى الأحساء باعتبار أن نقطة الأحساء شرقاً منخفضة عن منطقة الدرع العربي المتكونة من الصخور النارية والمتحوِّلة التي تنكشف في غرب المملكة موضحاً أن تلك الصخور حين تتكسر على هيئة حبيباتٍ تنجرف مع الرمال والأمطار والسيول إلى الأحساء.
وشدد على أن ثبوت وجود نسبةٍ من الذهب في صخور الأحساء علمي ومبشر بالخير وهو منطلق لدراساتٍ أوسع للثروات الطبيعية في الأحساء باعتبار ذلك من الركائز التنموية المهمة التي تساهم في تكوين التصور المستقبلي لتنمية المنطقة.
وهذا الكشف العلمي المثير أثار قريحتي الشعرية لكتابة هذه القصيدة النبطية وهي القصيدة الثالثة عشرة التي أكتبها في هذه الواحة الملهمة وأتطلع لإنجاز ديوانٍ شعريٍ في الاحساء ان شاء الله.
يقولون اكتشف في صخر الاحسا معدن الذهب …
وانا اقول ارض الاحسا كلها منجم من الذهب
على بحرٍ ضخم عامَت يسمّونه ذهب أسود …
هو اكبر حقل بترولٍ كمَن في أرض هالكوكب
وأمَّا عيونَها العذبة فهي مثل الذهب لكن …
تسيل وتسقي واحات ٍوكلٍ ينهل ويشرب
نشوف الشمس كخيوط الذهب تتعرَّج بماها …
وأمَّا طعمه الحالي يشابه سكر القصَب
ومنها عين نجم ٍفي علاج العظم والمفصل …
وراحة جسم ٍوعينٍ ونفس ٍتشتكي التعب
صحاريها إذا ألقَت عليها الشمس اشعتها …
تحوّلها إلى مَبسَط مُطرّز للذهب أقرَب
وسماها حين يكسوها رداءٍ من شفَق أحمر …
غدَت عالَم وأي عالَم عقل من شافها يذهب
وتربتها بخصائصها فريدة ما تماثلها …
على وجه البسيطة أي تربة والله العجَب
لها زرعٍ ومحصولٍ عجيب بشكله وطعمه …
يُعَد من الذهب أغلى ومنه التمر والرُّطب
ومعظم جاذبيَّة كوكب الأرض بأراضيها …
وقع في جاذبيَّتها الجميع وما قدر يهرَب
لها طلَّة بها تفتن برغم ٍمن بساطتها …
مثل أم بملامحها وقلب ٍعيَّا لا ينضب
وعلى أرض الحسا انسان شامخ مثل نخلتها …
في أخلاقه ضُرب أبلغ مثَل تتوارثه العرَب