استقبلت الأحساء بمستشفى الملك فهد أول إصابة بفيروس كورونا يوم الخميس 12مارس 2020، وأشرف على هذه الحالة الدكتور مجتبى الخلف الذي يخبرنا عن تفاصيل استقبال الحالة وكيف تم التعامل معها، كذلك كل ما هو مهم حول الفايروس.
* في بداية الأمر اتخذت المملكة إجراءات إحترازيه قبل دخول الفايروس إلى المملكة .. كيف رأيت ما اتخذته حكومتنا في هذا الجانب؟
ـ المملكة كانت سباقة منذ بداية الأزمة بإتخاذ الإجراءات الإحترازية، فكان أول شيء عملته إيقاف المدارس والأعمال الغير ضرورية أيضا إيقاف الرحلات الجوية والتنقل بين المناطق والعديد من الاحترازات للحد من انتشار الفايروس وتقليص حركة الناس ونشر الرسائل التوعوية من قبل وزارة الصحة لتوعية بالفايروس وطرق الوقاية منه.
* بوجه الخصوص كيف كانت جاهزية مستشفيات الأحساء تحديدًا لهذه الأزمة؟
ـ منذ بداية الأزمة خارج المملكة إلى دخول الفايروس، مستشفيات الأحساء كانت مستعدة لجميع التدابير اللازمة لمواجهة هذا الفايروس، فقد منعت جميع الإجازات للكادر الصحي وفرغت غالب خدمات المستشفى وتخصيص عدد من الأطباء لمواجهته وإلى الآن المستشفيات مستعدة لأي إجراء جديد و إصدار أي قرارات جديدة بما تقتضيه المصلحة العامة.
* كيف يتم تحديد المستشفيات ليتم العزل الصحي فيها؟
ـ في بداية الأمر تم تحديد مستشفى الملك فهد بالهفوف بشكل خاص ليتم العزل الصحي فيه لأنه الأكثر جاهزية ويوجد فيه مبنى كامل للعزل وكانت جميع الحالات ترسل له ليتم العزل فيها لكن مع الانتشار الكبير للفايروس وازدياد حالات الإصابة أصبحت غالبية المستشفيات تستقبل الحالات، فإذا كانت الحالات غير مستقرة ترسل لمستشفى الملك فهد، أما إذا كانت مستقرة تبقى بالمستشفى الذي تم استقبال المريض فيه.
* الحالات المصابة ما هي الأعراض التي يتم من خلالها اكتشاف المريض؟
ـ كان أول سؤال نوجهه لهم هل كنت قادم من سفر، ويتم فحصه حتى إذا لم تظهر عليه أعراض المرض، فالبعض تكون لديه أعراض مثل الحرارة وضيق التنفس ومشاكل الجهاز الهضمي، والبعض لا تظهر عليه الأعراض لكنه مصاب.
* كيف تم استقبال أول حالة إصابة بفيروس كورونا بالأحساء بحكم أنت من أشرفت عليها؟
ـ أول حاله تم استقبالها كانت عائدة من إحدى الدول الموبوءة، فقد راجعت مستشفى الأمير سعود بن جلوي، وعملت له الفحوصات والتحاليل وعزله إلى أن تظهر النتائج وعند ظهورها ايجابية، تم تبليغ إدارة الكوارث والطوارىء بالأحساء، وتم إرسال فرقة إسعافية وإحضار المريض بكامل الحذر والجهوزية التامة من قبل مستشفى الملك فهد الأمير سعود بن جلوي، حتى كيفية نقل المريض كانت تحت إشراف مكافحة العدوى واحترازات شديدة وإخلاء جميع الممرات التي سوف يمر من خلالها المريض مع منع المريض والمرافقين من لمس أي شيء ودخلت الحالة مباشرة لغرف العزل لعمل باقي الفحوصات اللازمة.
* هل تم اختيارك بشكل شخصي لفحص الحالة؟ أم أنت من بادرت بشكل شخصي للفحص على الحالة؟
ـ بعد إبلاغ المستشفى بنتائج أول حالة إصابة بالفايروس وبحكم مستشفى الملك فهد مخصص للعزل الصحي في بداية الأزمة كنت مناوبًا في هذا اليوم للإشراف وتغطية مبنى العزل بالكامل من الساعة الثالثة عصرًا إلى السابعة صباحًا، وتم إحضار الحالة خلال هذا الفترة، وكنت أنا المسؤول وقتها لاستقبال المصابين، وتم الاتصال بي وإبلاغي بالحالة وإعطاء النصائح اللازمة للتعامل مع الحالة.
* عادة كيف كانت الحالة النفسية للمصابين بالفايروس؟
ـ كانوا المرضى مكتئبين وبحالة نفسية غير جيدة بسبب خوفهم من الإصابة وخوفهم من نقل العدوى للأشخاص المخالطين لهم.
* هل لديك خوف من نقل العدوى لأفراد أسرتك؟
ـ بالتأكيد يوجد خوف من الإصابة ونقل العدوى فقد كان انتشار المرض عالميًا ومحليًا كبيرًا وأعداد المصابين يتزايد بشكل يومي، لكن الأهم كيف نواجه هذه المشكلة في أثناء العمل للمحافظة على أنفسنا وأفراد الأسرة، فيد كنا نحمي أنفسنا بطرق الوقاية الصحية، بحيث أنه ندخل على المرضى وجميع أجزاء الجسم مغطية بالكامل ولبس الكمامات المناسبة والتعقيم المستمر، ولا أنسى بالطبع التوكل على الله سبحانه وتعالى.
* هل المصابين يدركون خطورة المرض؟ أم أن هناك نوع من التهاون لدى البعض؟
ـ يوجد الفئتين من الناس، فهناك من مدرك الخطورة بالمحافظة على التباعد الاجتماعي ومحاولة جلوسه بالبيت بالقدر المستطاع والخروج للضرورة فقط، وفئة لا تدرك الخطورة بالتزاحم في الأسواق وعدم أخذ الاحترازات الكافية، والغالبية لا يستوعب خطورة المرض إلا عندما يصاب هو أو أحد من أقاربه.
* إزدياد عدد الحالات بالأحساء هل يبشر بالقضاء على الفيروس بمعرفة مصدر بؤر المرض؟ أم هناك احتمالية لتفشي المرض بشكل أكثر؟
ـ في البداية الأمر يبشر بالخير، ووزارة الصحة بدأت بالنزول إلى أماكن التي تشك بانتشار المرض فيها وتتواصل مع الأشخاص وتأخذ من العينات أو تطلب منهم الحضور بشكل شخصي للفحص وحتى الاشخاص المخالطين تطلب منهم الحضور للفحص حتى قبل ظهور أعراض المرض عليهم، والإجابة على هذا السؤال هو بيد المجتمع بمدى وعيهم وإدراكهم بخطورة المرض وطرق الوقاية منه فالكفة الراجحة بيد المجتمع فتعاون المجتمع أقوى من الذي ستبذله وزارة الصحة، فكلما تعاون المجتمع كلما قلت الإصابات واختفاء المرض.
* ما هي الإجراءات المتبعة في حال ازياد عدد الحالات؟
ـ الدولة لم تقصر أبدًا، فقفد خصصت ميزانيات ضخمة للقضاء على كورونا، و من الخطط التي وضعتها وزارة الصحة حجز عدد كبير من الفنادق والمدارس ليتم عزل الحالات المستقرة فيها بينما الحالات الحرجة ولديها أعراض تبقى في المستشفيات.
* (خلك بالبيت) لمن توجهها؟
ـ أوجهها لكل أفراد المجتمع وأقول لهم: كن أنت مسؤول، يجب أن يكون الفرد واعيًا وكل فرد مسؤولًا وحريصًا على نفسه بإتخاذ الإجراءات والاحترازات اللازمة عند الخروج من البيت للضرورة فقط، وبالأخص أوجهها لكل مستهتر بالمرض ولا يدرك خطورته بنقل العدوى لنفسه وللأشخاص المخالطين.