على نفحات صُبحٍ تُستَدر مشاعر الحنين، وفوق لسان عطرٍ تُستطاب أعواد (الخنين)..
فقد وفقت بأحد الليالي لحضور ختمة لكتاب الله في أحد المجالس العامرة بالوصل والتواصل.. وبعد أن استقر بي المقام، أخذت أتصفح بوجوه من حضر للمشاركة هُناك.. وشدتني صورة ذاك الرجل الكبير في قدره ما بينهم، وأحرف المُصحف تلتحف وجهه الرقراق بالبياض والصوت والنبرة!
فهمست في أُذن أبن أُخته وزوج ابنته الحاج سلمان الناصر، والذي كان يجلس بجانبي الأيمن ساعتها: “ما شاء الله على الخال وهو يقرأ، شكل الحجية الله يرحمها أهيه من علمته”..
فأوردني الإجابة حينها: “وأنت الصاج، اللي علمته أم أم عبد الله الهودار، ومن علمه الكتابة حبيب الشيخ بالفريج”..
وعلى إثر ذلك تذكرت (امطوعات) الفريج الشمالي بهفوف الأحساء: (الحاجة أم حسين الحرز، الحاجة أم محمد شيخة الهودار، الحاجة أم راضي الهودار، الحاجة مريم أم عباس القرين، الحاجة أم عبد رب الرسول العلوي، الحاجة نورة العلوي، الحاجة مُهرة العلوي، الحاجة أم حمد العُمر، الحاجة أم عبد الله المسلم)..
وتذكرت كذلك طريقة التعليم عندهن ببيوتهن لوقفات القاعدة البغدادية، وغيرها: “( ألف لا شييله، باء نقطة من تحت، تاء نقطتين من فوق، ثاء ثلاث نقط من فوق، جيم نقطة من تحت، حاء لا شييله…)”
وتذكرت أيضاً (تحميدة) التخرج من (المطوع):
“الحمد لله الذي هدانا… آمين
للدين والإسلام اجتبانا… آمين
سُبحانه ربي سُبحانه… آمين”
فأدر رحى يوم أمسك لقُطب اليوم أخي/ أُختي الكريم/ــة لتكتب قُرة الأعين والخاتمة بهذا الشهر الكريم..