الحياة بعد انتهاء جائحة كورونا لن تكون كما كانت قبله من كافة النواحي الاجتماعية والصحية والعلمية والثقافية والسياسية والاقتصادية والتجارية والسياحية والترفيهية وغيرها حيث سيكون هناك سُلَّم قيَمي يتضمن الأولويات الانسانية في كل دول العالم وسيحدث تغير واضح في السلوك البشري وانماط الحياة واتوقع ان تسير الحياة بعد هذه الجائحة بالحذر والاحتراز من المرض وذلك بالحرص على النظافة والاهتمام بالتعقيم ومكافحة الحشرات والجراثيم على الصعيد الفردي والجماعي والرسمي والشعبي وأن تختفي المعانقة والاحتضان في اللقاءات بين الناس ويكتفون بالمصافحة والتباعد النسبي فيما بينهم مع التوجس من السعال والعطاس والزكام والانفلونزا اكثر من السابق كما اتوقع ان تنحسر الحفلات الكبيرة وتتحول الى حفلاتٍ صغيرةٍ مع شيءٍ من الحذر او الاحتراز وينكف العريس عن السفر للخارج لقضاء شهر العسل وبذلك تقل تكاليف الزواج وتنخفض حركة السفر السياحي ويبقى السفر العلاجي والاجتماعي والدراسي واتوقع ان تنخفض حركة التسوق وحمى المشتريات وتصيب الناس حالة من التشبع ويكتفون بما يسد الحاجة من الكماليات واتوقع ان يتعود الناس على المكوث في بيوتهم ولا يخرجون منها بإفراط مثل السابق وان تتراجع الحركة الاقتصادية والصناعية والتجارية والقوة الشرائية اكثر من اي وقتٍ مضى وتتخذ الدول اجراءاتٍ صارمةً في الانفاق والدعوة للترشيد والاقتصاد بسبب تأثر اقتصادها ومواردها المالية بتداعيات الجائحة كما اتوقع ان ترتفع نسبة الفقر والبطالة والجريمة في الدول التي سرَّحت الكثير من موظفيها بسبب الجائحة وأن تهتم دول العالم بالجيش الابيض اي الكوادر الطبية والفنية والعلمية وتصحح اوضاعها وترفع شأنها وتطورها مع تطوير القطاع الطبي عامةً ودعم البحث العلمي ووضع التدابير الصارمة للقضاء على الجراثيم المعدية والقاتلة واتوقع ان يتراجع الاهتمام الرسمي برياضة كرة القدم التي تستنزف الاموال الطائلة من ميزانيات الدول ويقل الانفاق عليها والتشجيع المبالغ فيه لها وللاعبيها وينصب الاهتمام على ما يحمي البلدان والشعوب من المخاطر الصحية كما اتوفع ان يكون هناك اعتبار من هذا الوباء ومراجعة للنفس وتصحيح للمسار والمواقف والتوجهات والمفاهيم والافكار والآراء واتوقع ان تتغير مواقف الدول وسياساتها وتوجهاتها السياسية والاقتصادية والصحية والثقافية والعلمية والاجتماعية والدينية وان تهدأ عجلة الحياة الاجتماعية والترفيهية هدوء ملحوظ ويقل الضجيج والتكالب على الدنيا وتبرز مظاهر جديدة للتسامح الديني والفكري والاجتماعي ويكبر الاحساس بالمسئولية الاجتماعية وإدراك قيمة الحرية بعد الحجر المنزلي الطويل وحظر التجول في شتى دول العالم.
سفير السلام
عضو هيئة الصحفيين السعوديين وهيئة الاعلام المرئي والمسموع
شاعر وكاتب ومؤلف