عندما تسقط الحقيقة لم يتبقى سوى الحلم والواقع، في زمنٍ متسارعٍ، لا، بل قافز، زمنٌ وعالمٌ يسوده التنبؤات السوداوية، ونظريات المؤامرة وتجارب القوى العظمى على العالم الثالث، أصبح البقاء للأقوى حقاً في ظلال جائحة كورونا : الأقوى الذي يأخذ بالأسباب مع التوكل، الأقوى الذي لَزِم وما زال يلزمُ بيته، الأقوى الذى يتباعد إجتماعيًا، الأقوى الذي يطبق تعليمات الوقاية، الأقوى الذي صحح مسار تغذيته، الأقوى الذى إذا أحس بأعراض المرض راجع الجهات المختصة، الأقوى الذى تقفُ عنده الشائعات ولا يعيد نشرها، الأقوى الذى يدعم مجتمعه بالتطوع بكل أشكاله وقنواته.
فيما مضى من الأعوام السابقة لهذه الجائحة، كان محالاً أن يحصل الموظفين على رواتبهم بدون أن ينجزوا المهام الموكلة لهم، أو بدون الحضور لمقر العمل أما الآن أصبح هذا هو الواقع، كان ايضاً لا ينجح الطلاب إلا بالإلتزام بالحضور للمدرسة والجِد والإجتهاد أما الآن فهذا هو الذى حصل مع أبنائنا الطلاب، درسوا عن بُعد بقنوات متعددة سخرتها وزارة التعليم فدرسوا ونجحوا من المنزل، أحداثٌ كثيرةٌ، وعلى رتم سريع حدثت.
الحياة في الخارج توقفت وبدأت في البيوت فقط فخلت الشوارع تماماً وأُقفلت الأسواق والمطاعم والمقاهي كل ذلك لم نتوقع حدوثة في حياتنا الواقعية كنا نشاهد ذلك في الأفلام السينمائية وفي الخيال والأحلام فقط، كنا نرى المدن والشوارع خالية تمامًا كما هي الآن.
وتُكمل الأحداث المتسارعة لترسم صورة شهر الخير شهر رمضان المبارك، من منا لم يتألم لمنظر الحرم المكي الشريف في الشهر الكريم وهو خالي من المعتمرين والزوار من أنحاء المعمورة، والمساجد التي أكتفت برفع الأذان و”صلوا في بيوتكم”
كل تلك التغيرات في نمط الحياة العامة من إقفالٍ وحجرٍ نتج عنها إنقطاع مصدر دخل الكثير من الناس، فسخر لهم الله سبحانه من يذكرهم ويرعاهم بما يحتاجون حتى أبواب منازلهم من جهات حكومية وخيرية.
هكذا هي الحياة، وهكذا خلقنا الله نحن بني البشر تظهر أخلاقنا وإحساننا في الشدائد، في الوطن هنا المملكة العربية السعودية، الكل يشدّ بعضهُ بعضاً كلاً من موقعة: الجنود وأبطال الصحة والمعلمين عن بُعد والأُسر من بيوتهم، جميعاً نتكاتف لننجو من هذه الجائحة بإذن الله، هذا هو الواقع، أما الحقيقة فعلمها عند الله وحده، المقصود بالحقيقة “حقيقة فايروس كورونا” من أين ظهر للعالم وكيف ظهر هل أُخرِج من المختبرات أم سُرب كسلاح وغيرها من التحليلات التي نقرأها أو نسمع عنها..
ومع كل تلك الأحداث، مازال التفاؤل قائماً في نفوسنا، وينابيع الأمل تغذي أنهار الغد المشرق، الحياة مستمرة وسنتغلب على هذه الجائحة وتعود الحياة كما كانت بل ستكون أجمل بإذن الله تعالى.