في اليوم الحادية والعشرون من شهر رمضان المبارك نواصل عرض سيرة وتاريخ قادة الكشافة وروادها ومشوراهم الطويل في هذا المجال ، كما بدأنا من غرة هذا الشهر الفضيل وفي كل ليلة نقدم “صفحات سمر” عن سيرة احدهم ، ونحن نلتزم بيوتنا في هذه الايام احترازا من الجائحة العالمية COVID-19 ، وفي جولة اليوم نلقي الضوء على سيرة عضو مفوضية مكة المكرمة الكاتب المبدع والاعلامي المحترف والمربي الفاضل الرائد الكشفي حامد الزهراني
وضيفنا اليوم كما عرف بنفسه هو حامد بن عبدالله العباسي الزهراني من مواليد قرية القحف بالفرعة ببلاد زهران في منطقة الباحة، درس مراحل التعليم العام بالباحة ، ثم أكمل مشواره الجامعي خارجها ، وعمل بعد التخرج معلما في منطقة تبوك، وقاد الفرقة الكشفية بثانوية الملك فيصل بتبوك، ، ثم عمل متعاونا في الإعلام التربوي، ونُقل بعدها إلى مكة المكرمة بناء على طلبه ، فعاد معلما ثم رائدا للنشاط بثانوية القدس، ثم مشرفا للإعلام التربوي في بدايات تأسيسه ، ثم مشرفا للنشاط الطلابي ، ثم وكيلا لمدرسة متوسطة، عاد بعدها للإعلام التربوي ، وكان آخر مهامه في تعليم مكة المكرمة مشرفا للقبة الفلكية بمكة المكرمة بإدارة التجهيزات المدرسية، وقضى أربع سنوات ثم تقاعدا مبكر وهو في قمة عطائه
وذكر “الزهراني” أن وضعه الاجتماع متزوج وله من الأنجال ستة، ثلاثة أبناء وثلاث بنات أكبرهم أسامة وهو معلم للأجيال، وأوسطهم منصور متخرج من الثانوية ، وأصغرهم رامي حيث تخرج من المرحلة المتوسطة
وقال “الزهراني” أن شهر رمضان يحفل بالذكريات العاطرة ، وقد لا يتسع المجال في هذه العجالة لذكرها، لكني أتوقف كثيرا عند تلك الذكريات الجميلة في أروقة قريتنا حيث كان التواصل الاجتماعي الحقيقي هو السمة الرائعة التي تميّز الشهر الفضيل، بين أهل القرية الواحدة، من الجيران والأقارب، لاسيما في ظل وجود البيوت المتلاصقة المتقاربة في القرى، ومشاركة الجيران بعضهم بعضا للأكلات والأطباق الرمضانية، وكذلك الزيارات والتواصل مع بقية أهالي القرى المتجاورة، ومن أهم ما يميّز تلك المرحلة هو إشعالنا “للمشعال” ليلة إعلان العيد، وهي وسيلة إعلامية قديمة استخدمها الإنسان منذ زمن طويل للإعلان عن حدث أو شيء مهم، حيث يستخدمون أعالي الجبال والمرتفعات لإعلام القرى الأخرى، وكنا نستعد لإشعال المشعال منذ بداية دخول الشهر الفضيل، حيث نقوم بتجميع الحطب والنباتات والأعشاب والأشجار الجافة من أماكن وأودية وجبال بعيدة يوميا، حتى نحصل على أكبر كمية ممكنة لتكون وقودا لهذا المشعال، ونختار أعلى مكان أو جبل حول القرية، وقد كان التنافس بين أهل القرى على أشدّه في حجم وكبر المشعال.
إيجابيات جلينا سلبيان عند جيل اليوم
وذكر الزهراني ان الفرق بين رمضان في الماضي رمضان واكد أن بساطة الحياة وعدم تعقيدها هي السمة الأكبر ، والتواصل الاجتماعي، والكثير الكثير من الفوارق الهائلة، لكن هناك نقطة مهمة يجب علينا ألا نغفلها ألا وهي: ما يراه أبناء جيلي من فوارق ويُحسب في خانة الإيجابيات، قد لا يراه أبناء هذا الجيل كذلك، بل قد يُحسب عندهم في خانة السلبيات، والعكس بالعكس، ولكل زمن دولة ورجال
أما حياته الكشفية فهي تعد منعطفا مهما وقال : التحقت بالحركة الكشفية في المرحلة المتوسطة، وقد كان من أبرز القادة الكشفيين الذين غرسوا في داخلي حب الانتماء للحركة الكشفية وممارسة النشاط الكشفي هو الرائد الكشفي الأستاذ محمد العلي، إضافة إلى قادة الكشافة آنذاك، والرائد الكشفي علي الحفاشي، ونلت معهم لاحقا في المرحلة الثانوية شرف العمل في معسكرات الخدمة العامة في الحج، بالإضافة إلى بعض الرواد والقادة من كشافة مكة المكرمة منهم الرائد شاكر رادين، والرائد عبدالله طبّل ، والرائد إبراهيم نجار، والدكتور موفق حريري، والرائد محمد محراب
في عشيرة الجوال عشت ايام لا تنسى
وأضاف : التحقت بجوالة جامعة الملك سعود، وهناك دخلت في عالم آخر من روعة الحركة الكشفية في جامعة عريقة مثل جامعة الملك سعود، وتلقيت الدعم والمؤازرة من الدكتور سعد العلي مشرف الجوالة آنذاك، والرائد الكشفي الأستاذ فتحي فرغلي، والأستاذ محمد علي – يرحمه الله- ، والتحقت بالدراسة العملية للشارة الخشبية عام ١٤٠٧ هـ، ثم نلت شرف تأسيس عشيرة الجوالة بكلية المعلمين بالباحة إبّان افتتاحها، ، ثم واصلت نشاطي الكشفي مع عشائر جوالة جامعة أم القرى، ثم كشافة تبوك، وكشافة مكة المكرمة حين انتقالي لمكة، ولم أنقطع عن ممارسة العمل الكشفي مع زملائي، خاصة في خدمة الزوار والمعتمرين في شهر رمضان المبارك في الحرم المكي الشريف وساحاته، والسقيا للصائمين في منافذ مكة المكرمة، وسأبقى كشافا ممارسا لهذا العمل التطوعي الجليل حتى آخر نبض من حياتي، وانا عضوا في مفوضية الكشافة بمكة الان
وذكر الزهراني من القصص الإنسانية الرائعة التي بقيت محفورة ذاكرته ولن تُمحى على مر السنين وقال : لا يمكن أن أنسى تلك الابتسامة التي اختلطت بدموع الفرح من ذلك الحاج المسنّ الذي أوصلته إلى مقر سكنه بالمشاعر المقدسة، على عربة يدوية، إبّان عملي مع الكشافة في خدمة ضيوف الرحمن، وكان معه زوجته تمشي، وحين وصولنا لمقرّهم اختلطت الزغاريد بالابتسامات بدموع الفرح، حتى أنهم أصروا على البقاء معهم في المخيم وتناول طعام الغداء، لكن لوجود مهام أخرى وضرورة عودتي لمقر العمل في وزارة الحج، اعتذرت لهم
ووجه “الزهراني” نصيحة لأبنائه الكشافة وزملائه القادة وقال : خير ما أوصي به أبنائي الكشافة وزملائي القادة هو الاستمرار في العطاء في العمل التطوعي والتعاون مع الجهات المعنية، التي تطلب ذلك، حسب التعليمات المنظّمة لذلك، والإثبات للعالم، كما أثبتت ذلك دائما، أن الحركة الكشفية هي أسمى مراتب العمل التطوعي على المستوى الدولي، وليس على المستوى العربي أو المحلي فقط.
وتحدث “الزهراني” عن رمضان هذا العام في ظل جائحة كورونا فقال : افتقدنا فيه الكثير من الصلات الاجتماعية والزيارات والمظاهر والعادات والشعائر المعروفة في رمضان، لكنها جائحة ستزول قريبا بإذن الله، وسنحتفي ونحتفل بزوالها، ويعود كل شيء لحالته الطبيعية، كل ما علينا أن ننشر الفرح والأمل في كل مكان، فما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ.
التعليقات 2
2 pings
محمد بن هندي الزهراني
14/05/2020 في 7:56 م[3] رابط التعليق
لقاء ممتع مع شخصية لها اثرها
فى وطنها شكرا لكل ماقدمتة
لمجتمعك نسأل الله ان يجعلة
فى موازين حسناتك ???
نادية مناخة
14/05/2020 في 8:12 م[3] رابط التعليق
مسيرة حافلة بالعطاء
ونموذج رائع للكشاف العربي
بارك الله جهودك يا حامد