نعت الأسرة الكشفية بالمملكة بمزيد من الرضاء بقضاء الله، رجل الأعمال الشيخ صالح كامل، والذي وافته المنية أمس الاثنين عن عمر ناهز 79 عامًا ، والذي كان من رواد الحركة الكشفية بالمملكة وأوائل الجوالة فيها حيث ذكر الرائد الكشفي حسن العبادي في كتابه ” اضواء على الحركة الكشفية ” أن جامعة الملك سعود بالرياض اول مؤسسة جامعية تفكر في تشكل عشائر للجوالة في كلياتها اذ انشأت في عام 1381هـ أول عشيرة للجامعة تشكلت من 40 عضوا من كليات الجامعة ثم شكلت عشائر بكل من كلية العلم – التجارة – الآداب – الصيدلة ، ويذكر الرائد الكشفي محمد سعد الوهيبي في كتابه تاريخ الحركة الكشفية العالمية والعربية ، أن أول فرقة جوالة بالجامعة ضمت صالح عبدالله كامل ، وعبدالله عمر نصيف ، وجابر ابو السعود ، وفايز حبيب ، وكامل فطاني، وعايد سراج ،وصالح أزوتي ، ومحمد ابو لبدة ، ونزار توفيق ، وغازي غراب ،و فيصل الصائغ ، وعبدالعزيز طبه ، وابراهيم الصويغ ، وصالح فليمان ، واسعد عبده، ورضاء كاملي ، وعبدالله الشلهوب .
وكتب الرائد الكشفي محمد نور فارسي في كتابه ” الكشافة علم .. فن .. مهارة ” عن الشيخ صالح كامل قوله ” عرفته شعلة من النشاط والحيوية .. تجده في الانشطة المتعددة والمسامرات الادبية والرحلات والمعسكرات .. ذو خلق كريم واريحية عالية .. كان العريف الاول لفرقتنا الكشفية في السبعينات في مدرسة تحضير البعثات بمكة المكرمة ..وقد شجعنا للانخراط في فريق الكشافة الوليد فلبينا دعوته رغم عدم قناعة اولياء امورنا لانهم كانوا يظنون بان الكشفية هي بداية للعسكرية والتي لا يرغبون في ان ننظم اليها.. ولكن اصرارنا الشديد للانضمام اليها كان اقوى من ذلك .. وكانت احلى ايام عمرنا .. فقد تعلمنا الشيء الكثير منها : الرجولة .. الاعتماد على النفس .. الانضباط .. حب مساعدة الاخرين .. اضافة الى الاستمتاع بالرحلات والمعسكرات وحياة الخلاء .. وقد انهى دراسته الثانوية في مدرسة تحضير البعثات .. وسافر الى الرياض ليكمل دراسته في جامعة الملك سعود وكان له شرف تكوين فريق الجوالة مع بعض زملائه هناك .. وذات يوم قابلته لأساله عن نشاطه الكشفي في الجامعة وقال لي انه فتح معرضا سماه “بيت الكشافة ” في جده لبيع الكتب والملابس والشارات الكشفية وغيرها والتي كنا نفتقر اليها .. واخبرني انه يريد ان يجعلني وكيلا له في تصريف الكتب الكشفية في مكة المكرمة .. وفعلا قمت ببيعها بأسعارها الرمزية التي حددها لي ، وانتظرت ان يتصل بي ليسألني عن تلك الكتب وطال انتظاري وبحثت عنه طويلا ولكن بدون جدوى لأنه عمل في الرياض وفي وزارة المالية والاقتصاد الوطني كما علمت ، وبعد حوالي سبع سنوات قابلته مصادفة في مكة المكرمة وكنت لازلت محتفظا بقيمة الكتب لأسلمها اياه .. فوجئت بقوله لي : الا زلت تحتفظ بها حتى الان ؟ فقلت له : نعم ! فقال لي : يا اخ محمد نور ان هذه هدية لك الان انا بخير كبير وتوسعت تجارتي وتوسعت تجارتي والحمد لله والح علي بأخذها .. فكانت بالنسبة لي هدية كبيرة فشكرته على اريحيته الكريمة .
وتدور الايام ليصبح ذلك الرجل من اكبر رجال الاعمال على مستوى المملكة العربية السعودية العالم العربي بل وفي العال اجمع .. انه الكشاف الجول الشيخ صالح عبدالله كامل .
وقد حظي الشيخ صالح كامل بثقة ولاة الأمر ، باختياره عضواً في مجلس إدارة جمعية الكشافة العربية السعودية لمدة 4 سنوات بدأ من عام 1417هـ ، والذي ضم حينها معالي الدكتور محمد أحمد الرشيد ، ومعالي الدكتور عبدالله عمر نصيف ، والدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثنيان ، والدكتور صالح أحمد بن ناصر، والدكتور عبدالله بن محمد الراشد ، والاستاذ يوسف بن جمعان الجمعان ، والشيخ خالد بن علي التركي ، والشيخ صالح بن عبدالله كامل ، والشيخ عبدالله يوسف زينل رضا.
وقد شكل رحمه الله حضوراً معنوياً ودعماً لوجستياً كبيراً خلال استضافة المملكة للمخيم الكشفي العربي الرابع والعشرون خلال الفترة 18 – 29 / 4 / 1421هـ الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله ، وكان حينها ولياً للعهد ، وافتتح آنذاك مدينة الملك فهد الكشفية ، حيث سهل كثير من الأمور التي ساهمت في إنجاح المخيم .