بدأت بمبادرة لتتحول إلى فكرة ناجحة باستقطاب الكوادر الشابة بمواهبها فتظهر أمام العيان ومن ثم تسويقها في الحدث الكبير وهي مواقع التواصل الاجتماعي . بعدها قامت المواهب تتعدد فتتنافس فيما بينها فأصبحنا نسعد بوجود تلك المواهب فنتغنى بتلك المواهب أمام الجميع ونقول بالفم المليان: هؤلاء هم ممثلوا المملكة في المحافل الدولية. لتجتمع المواهب وتكون مايسمى بفريق ترفيهي أو تطوعي فتنطلق بقوة الرجل الواحد.
ولكن!!!
ما وجدناه أصبح كمثل مايقولون (تنفخ في قربة مثقوبة) بمعنى تلك النشوة والحماس والفعالية من قبل تلك المواهب قد تلاشت رويدا رويدا تكاد لا تظهر وتختفي بسبب عدة عوامل أصبحت تحول دون إبداع الموهوب وتطور الموهبة . كانت الدكتاتورية هي السبب الأول لاندثار الموهبة والتي تمثلت في خروج فرق ترفيهية أو تطوعية من قبل مجموعة ليس لها من الإبداع ولكن لها نفوذ في بعض الأماكن التي جعلت لهم الأولوية في الخروج وتقديم شيء هو في الغالب يكون هشآ ويفتقر إلى الحرفية ليصبح مصير المواهب الحقيقية هي المشاهدة فقط دون استمتاع وتطوير تلك المواهب ، ومن الشعر بيت أزيد بأن بعض الفرق تحاول أن تسيء إلى تلك المواهب لكي تندهر أو يتم التغاضي عنها، الإشكالية تكمن في تقليد بعض الفرق الهشة والتي ليست لها دراية بالمجال الترفيهي كانت أم تطوعية لتلك المواهب وتسرق الأفكار لكي تخرج على العلن لتتبنى فكرة تلك الموهبة التي قد حاولت أن تبتكر فكرة جديدة فتسهر الليالي لأجلها ولكن ( راحت عليك يا الزميل) . الشيء المضحك بأن الفرق الهشة لديها مجموعة أشخاص أعلنت فشلها فأصبحت تسعى بأن تكون صاحبة قيادة ورفع راية اسمها المهتز بماضيها الأسود الذي لا تريد أن تغيره للأفضل ولكن لحب العظمة (والعظمة لله سبحانه) . ألم تعلموا بأن أشباه القائد لا يفقه كيف يدير نفسه ، يريد أن يكون مديرا وهو لا يعرف ماهي أساسيات الإدارة فهل يستطيع أن يعرف ماهي تلك الجملة ( تخطيط تنظيم توجيه ورقابة) ؟ لأن العظمة قد طغت على عقله فأراد أن يفتل عضلاته أمام الأشخاص، إما لهواه أو لأجل مصلحة شخصية فاعتماد قيادته كان من قبل (الربع في الديوانية) من خلال قرار تنفيذي مختوم ب( إكة الشيريا) .
أعطيكم الجمالية فاستمتع بالمواهب الجوكر التي تصبح مقدم وممثل ومنظم ومنشد وووو… فقد دخلت موسوعة بوفلان للأرقام القياسية (رتبوه ولدنا يستاهل) فأنا أتحدث عن الجمالية بسخرية لأن المشهد مؤسف للحقيقة .
ولكي نربط السبب الأول بالثاني فمن هم الجهات التي تنظم تلك البرامج بمختلف مجالاتها ؟ تتفاجأ بأن الجهات تعمل برامجها وفق ماتقتضيه مصلحتها الشخصية في بعض الأحيان دون تقديم المصلحة العامة من البرنامج للفئات المستهدفة . بمعنى أنك عندما تقوم الجهة بطرح برنامجها تقوم الفرق التي تسعى للبرنامج بوضع التكلفة الخاصة بالفريق من خلال تكلفة مشوار الطريق والمعدات والجهد المبذول لتتفاجأ بدخيلوا الإبداع بسرقة البرنامج بمبلغ يكاد لا يكفى لفسحة المدرسة طمعا في أخذه فقط دون الاهتمام بالتكلفة . ألم تعلموا بأن المبدعون أصبحوا يرضون العمل بلا مبلغ حتى تظهر موهبتهم بسبب : فساد دخيلوا المجتمع والفكر المالي عند بعض الجهات والخروج عن فائدة البرنامج . أخشى أن تكون المبالغ المرصودة من قبل الجهات لأجل البرامج التي أحيانا تختفي بالكامل ويخرج فيها الفريق الترفيهي كان أم التطوعي بالمجان تذهب لأسلوب المقايضة والاتفاق الغير شرعي بين طرفين أحدهما يدعي إحضار الفريق وأنه متفضل على الفريق بجلبه للفعالية وكأنه الأب الروحي والطرف الآخر هو من استلم مبلغ الفعالية من أحد منسوبي الجهة فيدعي ضعف الميزانية للفريق وأنه لم يستلم شيئا.
بين كل هذا الحديث ، هل سنحل المشكلة ؟ أم سنبقى نسرق لأنه لايوجد من ينظم تلك الجهات؟ تلك المواهب قد ابتكرت فكرة الفرق التطوعية والترفيهية فلابد من الحرص على تنميتها وتطويرها وذلك من خلال تنظيم الفرق تحت مظلة جهة معنية بشؤونهم حيث أن هذه الجهة يكون دورها هو : تصنيف الفرق وفق الإمكانيات من المواهب بالإضافة إلى تصنيفهم وفق التوجه لتلك الفرق من خلال فرق تنظيم ، فرق مسرح ، فرق استعراض حتى يعطى كلن حقه . كما يجب أن تلك الجهة يكون هدفها تنسيق البرامج لتلك الجهات ورفع التسعيرات المناسبة للفرق وفق الإمكانيات وجعل البرامج والفعاليات مصنفة حسب قوة البرنامج ونوع البرنامج والوقت المناسب لإقامة هذا البرنامج حتى يكون الجميع قد استفاد من هذا التصنيف ومنها يكون إحكام التلاعب في الفرق كان أم البرامج من قبل الجهات المنظمة . وأخيرا الحرص على استقطاب المواهب لتطويرها وفق برامج تدريب لتقنين من هو يدعي الموهبة لغرضه الشخصي ودعم الموهبة التي تستحق الدعم لاجتهادها بالإضافة إلى الدعم الإعلامي لهم حتى ينطلقوا للقمة ويكونوا عماد بلد في مجالاتهم وخير ممثلين لبلادهم في المحافل الدولية.