تعتريه الدهشة للحديث الذي يممته الكفوف يوم أمس كالسراب..
ما عاد ذاك الماء يلتحف الرواء بجوف الجب وسمرة الرُكب.. ودلو البئر قد شاخ منه حبله المفتول والمصب.. وما زال أخوة يوسف يتهمون الذئب فيما بينهم والعصب!
الصبح كما هو لم يتغير، والشمس وصُفرتها لم تتحرر ولم تكشف عن كُنهها إلا بالكسوف.. وجدائل شعرها المفتول يفيض لهم بالرعشة والتساؤل!
أروقة البيوت لم تبرح مُهشمة، وأخبية تلك الجُدران مُنسجمة، وعذوق قرية التمر مُعتصمة فوق صدر النخل، وأخيلة هذا الفلاح الهرم بين حافة المنجل وجفاف (الكرب)!