نَجَحَتْ جَمْعِيَّةُ مَرَاكِزِ الْأَحْيَاءِ بمكة المكرمة برسم صورة ذهنية فائقة الجمال ، وقدمت نفسها خلال جائحة كورونا كاسم تردد على شفاه سكان المدينة المقدسة جلهم ، واستطاعت في الفترة من الثاني من شهر شعبان المنصرم هذا العام 1441هـ وحتى الآن ، أو على الأقل حتى الثامن عشر من شهر شوال الجاري أن تضيف لمهمتها الرئيسية مهمة أخرى فهي جمعية ذات طابع اجتماعي إلا ان الازمه منحتهم مهمة العمل الإغاثي بكفاءة واقتدار ، ولا أدري من هو خلف هذا العمل الجبار؟ ، عندما أقدمت الجمعية عملا براية أو قراره أو مقترحه في الدخول إلى العمل الإغاثي ، فخلال ثمانية وخمسون يوماَ قدّمت خدمة إغاثية لنحو “مليون ومائتان وسبعة وسبعون الفاَ ومائنان وثمانون” إنسان في أم القرى ، عبر جنودها المنتشرون في “واحد عشرون” مركزاَ فرعياَ في أنحاء مكة المكرمة والبالغ عددهم نحو “خمسة وعشرون الفا ومائة وأربعة وتسعون” متطوعاَ ومتطوعة ، وهم قدموا أعمال بطولية متنوعه تأتي في مقدمتها مشاركتهم الفاعلة في مبادرة “برا بمكة” التي اطلقتها واشرفت على تنفيذها أمارة منطقة مكة المكرمة بتوزيع السلال الغذائية على الاسرة المحتاجة ومتضرري الجائحة ، فأوصلت لهم نحو “تسعة وثمانون الفا وخمسمائة وستة وخمسون” سله غذائية وافيه تحتوى على مؤنة تفي باحتياجات اسرة ، ثم تُوّج عملهم بدعم ومساندة لجنة السقاية والرفادة التابع لأمارة منطقة مكة المكرمة بتقديم نحو “ثمانمائة وسبعة وثلاثون الف وخمسمائة واثنان وثمانون” وجبة ساخنه لإفطار الصائمين
أدوا هذا العمل الجبار الضخم دون أخطاء جسيمة تذكر ، أو الوقوع في سلبيات تؤثر على جوهرة ما قدموه من عمل ، هذا يعني أنهم حققوا نجاحاَ باهراَ ، وأرى أن يكافئون عليها بأمور عدة منها ، منحهم الثقة بإمتياز أن يكون عملهم إغاثي إضافة للعمل الاجتماعي ، واعتمادهم كجهة اغاثية ممكن الاعتماد عليها في الرخاء والشدة ، وإعادة النظر في مقارهم في الاحياء والعمل على تحسينها وتأهيلها بما يتوافق وطموح المرحلة القادمة ، الحاق مزيدا من المتخصصين في العمل الاغاثي في صفوفهم ليكونوا داعمين لكوادرهم
نعم هذه الاعمال
منحت الجمعية ثقة في النفس واكسبتها ثقة الاخرين بإمكانية أن تكون جهة اغاثية بإمتياز ، وعلى القائمين عليها ضرورة دراسة كل ما تم رصده من إيجابيات وسلبيات في عملهم الاغاثي ، والعمل على إعادة تأهيل مراكزها المنتشرة في أنحاء المدينة المقدسة لتكون قلاع إغاثية لتؤكد أنها حققت مكاسب لاتعد ولا تحصى ، والاسئلة التي تدور في ذهني خلال هذه الفترة .. ماذا لو كان أبطال جمعية مراكز الاحياء ومنسوبي مجالس إداراتها في المراكز الفرعية كانوا مهيئين أصلا لمثل العمل؟ ، ماذا لو أن مقرات تلك المراكز مؤهله للقيام بالعمل الاغاثي ؟ ، ماذا لو أن القائمين في إدارات واقسام الأمانة العامة بالجمعية من ذوى الاختصاص أو ممن تم تأهيلهم أصلا لهذا العمل ؟ ، بالتأكيد يسهل عملهم في تحقيق رسالة اجتماعية لأسلوب حياة الأسرة السعودية إلى جانب تقديم الخدمة الاغاثية بأسلوب عصري لا يخدش حياة الاسرة المتعففة والمحتاجين ، والمساهمة في حل العديد من المشكلات الاغاثية في المجتمع مما يسهم في رفع روح المواطنة لدى افراد الاسرة ويسهم في الارتقاء بمستوى الحي والعلاقات الاجتماعية بين سكانها وبالتالي ينعكس على المجتمع بصفة عامة ، ونشر الوعي بالعمل على التكافل بين افراد المجتمع
وعبر مقالي هذا أوجه التحية لأمارة منطقة مكة المكرمة على الاشراف والمتابعة والتسهيل لأبطال مراكز الاحياء ، ومثلها إلى القائمين على الجمعية بمكة المكرمة وفي مقدمتهم أمين عام اللجنة ونائبه والمدير التنفيذي ومنسوبي الأمانة وأعضاء المراكز الفرعية القائمين على كافة كيانات الجمعية وأقول لهم انتم تستحقون بإمتياز اعتمادكم كجهة إغاثية يُعول عليها في الرخاء والشدة