في بحثنا عن سيرة سفراء الوطن وصولاتهم وجولاتهم في ميدان الإرشاد السياحي قصص مشوقة ومعلومات مثيرة ، وضيفنا في جولة اليوم من عاصمة الآثار والتاريخ ويعمل في أرقى مدننا الصناعية هذه التنوع بين المنطقة ومقر العمل صنع منه رجلا سياحيا من الطراز الأول ، هو أول مرشد سياحي مرخص بالمدينة المنورة ، يتحدث الإنجليزية إلى جانب العربية ، خلوق هادئ محب للجميع ، يحضر المناسبات بأناقة ويشرك بفاعلية ، وفي تنقلنا وتنويعنا اخترناه لنتعرف عليه سويا ، والمرشدين السياحيين والمرشدات في وطني المملكة العربية السعودية بالتأكيد يستحقون العناية وتسليط الضوء على أعمالهم ، وفي ركن سفراء الوطن عبر صحيفة شاهد الآن الالكترونية ، نُلقي الضوء اليوم علي مشوار نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإرشاد السياحي والذي بدأ ممارسة مهنة الارشاد السياحي قبل صدور تراخيص المهنة مرشدنا السياحي في اليوم السادس عشر من شهر يونيو 2030 هو المرشد السياحي الراقي محمد بن عبدالله جمعه
فهو عرف عن نفسه أولاَ وقال : أنا محمد بن عبدالله جمعة متزوج ومن عاصمة التاريخ والآثار “العـــلا” ،واعمل بالهيئة الملكية بنبع عضواَ في اللجنة الاستشارية للإرشاد السياحي منذ العام 2013، وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للإرشاد السياحي ، وأتولى منصب نائب رئيس الجمعية ، بدأت ممارسة عمل الارشاد السياحي ولله الحمد منذ العام 2002 بمرافقة بعض الضيوف والسياح الزائرين لمنطقة العُـــلا حتى تم البدء بالترخيص للراغبين بممارسة مهنة الإرشاد من قِبل الهيئة العليا للسياحة والآثار “سابقاً” وزارة السياحة حالياً وحصلتُ علي رخصة الإرشاد السياحي في العام 2006 كأول مرشد سياحي بمنطقة المدينة المنورة
وذكر جمعة أن مشاركته في الإرشاد للوفد المرافق لولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز أثناء زيارته للعُلا في العام ٢٠١٥م ، إلى جانب زيارة السفراء للعـــلا وحائل عامي ٢٠١٤ و ٢٠١٥م هي أكثر جولاته التي تركت في نفسه أثراً كبيراً
وحول أهم القصص الإنسانية التي لا تنسى في مشواره في عالم الإرشاد السياحي روي جمعه قصة اليابانيين السواح “VIP” المعمرين الذين تجاوزت أعمارهم الخامسة والستين والقادمين من طوكيو في زيارتهم الأولى للسعودية في العام 2010 : وجاء في تفاصيل القصة أنه أستقبل ذلك الوفد في مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الرياض لتنفيذ رحلة مضغوطة جداً لا تتجاوز السبع أيام ، بدايةً بقضاء يومين في مدينة الرياض وقال : في صباح اليوم الثالث ذهبنا إلى مطار الرياض تفاجئنا بان رحلتنا إلى حائل غداً بسبب خطأ في الحجز رغم انّنا رتّبنا أمورنا علي البقاء لنصف يومِ في حائل ثم المغادرة إلى العُلاء بالحافلة ، عندها بحثنا عن وقت بديل فلم نجد لصعوبة ذلك ، وبعد المشاورات والانتظار زهاء أربعة ساعات في المطار حولنّا خط سير الرحلة من (الرياض حائل) إلى (الرياض المدينة المنورة) لان الوجه إلى العُلا ، والمدينة اقرب للعُلا ، لكن المعضلة خصوصية المدينة المنورة وعدم دخول غير المسلمين واضطررنا للحجز في فندق في أطراف المدينة وبعد أخذ قسط من الراحة مراعاة لكبر أعمارهم وتناول طعام الإفطار أكملنا الرحلة براً من المدينة المنورة إلى العلا
وأضاف جمعه قصينا أكثر من أربعة ساعاتٍ متواصلة من المدينة المنورة إلى العلا دون استراحة أو توقف كون الأماكن في الطريق دون المستوى ، إلى جانب المتابعة الأمنية ، فكانت رحلة شاقة جداً وقضينا في العُلا ثاني مراحل الرحلة بعض الوقت كما كان مرتب له ، وفي اليوم الأخير قبل مغادرة الوفد من العلا إلى الوجه وقضاء نصف يوم ثم المغادرة إلى جدة وأثناء تواجدنا في الوجه تم التواصل مع خطوط الطيران للتأكد من الرحلة وموعدها تلافيا للخطأ السابق فكانت الأمور كلها تسير بشكل ممتاز ، وعند وصولنا للمطار تفاجئنا بمدير المطار ومساعده يستقبلاننا عند مدخل المطار ويقدمان اعتذارهما بإلغاء الرحلة ، وهناك في العادة رحله واحد فقط في اليوم بين “الوجه وجده” وأقرب رحله ستكون غداً وتتعارض مع رحلتهم من جدة إلى طوكيو ، وأخذنا نبحث عن أقرب رحلة ذاهبه إلى أقرب مدينة لجدة ، واتخذنا بعد ذلك قراراً صعبا للغاية بمواصلة الرحلة من الوجه إلى جده براً بالحافلة ، وأول الصعوبات وجود سائق واحد وهو مواصل معنا ومرهق وحتى الجدول المحدد له اخر نقطة في الوجه ، وحاولنا مع الشركة لتوفير أي سائق أخر ولكن تعذر مما اضطررنا لمواصلة الرحلة تحت إرهاق بدني ونفسي رهيب ، وحتى اليوم الأخير حاولنا ترضية الوفد ولو بحفل بسيط ألا انهم كانوا مرهقين تماما بعدها غادروا إلى بلادهم ، وكانت النتائج بعد الرحلة الغاء العقد بين مكتب السياحة في اليابان ومنظم الرحلات في السعودية ، رغم أنه لا يتحمل تبعات هذه الأخطاء كلها ، لكن اليابانيين دقيقين في تنفيذ العقود ولا يقبلوا الأخطاء ، وأجبروا المنظم على دفع الشرط الجزائي ، كانت تلك رحلة مثيرة في مشواري في عالم الارشاد السياحي ولن انساها ابداً
وذكر جمعه أن كل تلك التغيرات زادت في تكلفه البرنامج ، وكان عبئ على منظم الرحلة في السعودية كون المكتب في اليابان لا يتحمل نتيجة الأخطاء
ووجه جمعة نصيحة لزملاء المهنة وقال : نصيحتي للزملاء المرشدين السياحيين والمرشدات بضرورة الاهتمام بتطوير الذات واستقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة الرسمية والتركيز في العمل وأداءه بشكل احترافي ولا يكون المردود المالي هو الفيصل خصوصا في البدايات
وحول أهم مميزات المرشد السياحي الناجح قال جمعه “: أن يكون ملتزما بالوقت ، وحسن المظهر ، وواثقاً في نفسه ومبتسماً باستمرار ، ويقوم بالأعداد جيداً لجولاته مسبقا
وقدم جمعة شكره وتقديره لصحيفة شاهد الآن الالكترونية لاهتمامها بالمرشدين السياحيين وإلقاء الضوء عليهم ، مشيداً بهذه الزاوية الشيقة التي تمنح الفرصة للمرشدين بالتعريف بهم