يا أمي الأحساء هاقد زف شبابك فرادى ولكن في عيونهم حيرة وفي نفوسهم عتب أين إطلالتك الساحرة ماذا أصابك!! أهي غفلة؟ أم كورونا؟ فإن كان هو أبشري ها جاء دورونا لإسعادك سنكمل أفراحنا ومسراتنا رغم أنف كورونا، ففي كل عام تتزين المملكة بمدنها وبلداتها استعدادًا لزفاف كوكبة من فرسان المناطق في مهرجان الزواج الجماعي الذي يشترك في التجهيز والإعداد له رؤساء المهرجان الجماعي وأبناء البلد كافة إنطلاقًا من منهجية العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية والتي هي أبرز أهداف الزواج الجماعي، وقد جاء هذا العام مختلفًا بسبب «جائحة فيروس كورونا»، حيث غيبت هذه الجائحة المظهر الجمالي الذي ترتديه مدن وبلدات المملكة، ومنها الأحساء استعدادًا لليلة الزفاف وهي ما تسمى «ليلة العمر».
«شاهد الآن» التقت بنشطاء إجتماعيين ورؤساء مهرجانات الزواج الجماعي من داخل الأحساء وخارجها للحديث معهم حول أهمية «الزواج الجماعي» ومدى تحقق أهدافة وكيف ساهم الزواج في زمن الكورونا بخفض التكاليف.
لقاؤنا الاول كان مع شخصية اتسمت بالتفاني في خدمة المجتمع أهله وساهمت في العديد من الإنجازات التي يشاد بها في مجال العمل التطوعي لأكثر من ٤٠ عامًا في بلده «صفوى» وهو المهندس السيد هاشم الشرفا، والذي قال : تأسس مهرجان الزواج الجماعي بصفوى في21 ذو الحجة عام 1412هـ واستمر لمدة 17 سنة وبلغ عدد المهرجانات 21 مهرجانًا وعدد الفرسان 526 فارسَا وتوقف بعد ذلك بسبب عزوف أغلب شباب المنطقة وعدم اقتناعهم بفكرة الزواج الجماعي ورغبتهم في الزواج الفردي ومن أهم الأهداف التي حققها المشاركة المجتمعية للشباب وصقل مواهبهم وتوجيههم لتحمل المسؤولية في المستقبل، حيث بلغ عدد المتطوعين 850 متطوعًا وخفض التكاليف حيث وفر على البلد 10 مليون ريال، موضحًا أنه طوال فترات رئاستي للمهرجان كانت تراودني فكرة التدوير لكن لم يتقدم أحد لاستلام رئاسة المجلس إلى أن توقف.
توفير للمال
وحول تكلفة الزواج الفردي قبل جائحة كورونا قال: الكل يعلم بأن الزواج الفردي في فترات ما قبل كورونا يكلف الكثير من المال والجهد وبالذات في إقامة حفل عقد الزواج وحفل الزواج، ما تغير في فترة الكورونا هو غياب التجمع البشري للعقد ولحفل الزواج لذلك تم توفير الكثير من المال للشباب الذين تزوجوا في فترة كورونا بينما الذي لم يتغير هو مبلغ المهر والشبكة والهدايا.
وأضاف: باعتقادي أن الناس بشكل عام والشباب بشكل خاص متفهمين للوضع وبالتالي راضين ومرتاحين بهذا التباعد.
زواج جماعي نسائي
ونوه بأن مهرجان الصفا للأعراس هو المهرجان الوحيد في المملكة من لديه زواج جماعي نسائي، حيث تقوم إدارة نسائية بإدارة الزواج الجماعي للعروسات اللاتي يتزوج ازواجهن في المهرجان، وبلغ عدد المهرجانات النسائية أربع مهرجانات.
موقف لا ينسى
وذكر السيد هاشم من المواقف التي لا تنسى في أحد المهرجانات، وكان كلما يتذكرها يبكي، حدث له مع أحد الأطفال الحاضرين للتطوع بالمهرجان عندما طلب منه في وقت متأخر من الليل العودة لمنزله ورفض رغبة منه في الخدمة وحب العمل التطوعي كما عودته والدته.
ضرورة التكاتف المجتمعي
وأكد السيد الشرفا على ضرورة التكاتف المجتمعي وحث الشباب المقبلين على الزواج بالالتحاق بالمهرجان لما له من فوائد إجتماعية واقتصادية تعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع كافة، سائلًا المولى أن تزول هذه الجائحة وأن تعود المهرجان بإطلالتها الساحرة على البلد.
ومن صفوى إلى أحساء الخير، حيث التقينا بكفاءة من الكفاءات الرائدة والتي يشاد بها في مجال النشاط الإجتماعي وممارسة العمل الحر السيد عبدالله الهاشم رئيس مجلس إدارة مهرجان الزواج الجماعي في بلدة (بني معن).
البداية المثمرة
قال السيد عبدالله الهاشم: بدأ الزواج الجماعي بداية مثمرة لأول مرة في عام ١٤١٥هـ واستمر إلى العام ١٤١٩هـ وتوقف بعد ذلك مدة ٢٠ عامًا وكان رئيس المهرجان خلال هذه الفترة الأستاذ محمد إبراهيم الحبيب، مبينًا أنه بلغ عدد الفرسان في أول مهرجان ٣٢ فارس وفارسة، وتم إقامة سبع مهرجانات بمجموع ١٠٠ فارس وفارسة خلال هذه السنوات.
التغلب على الصعوبات
وأضاف واجهتنا في البدايات صعوبات متعددة أبرزها إقناع المتزوجين بالاشتراك في المهرجان بالخصوص لدى الجانب النسائي لاعتبارات متعددة أهمها حداثة الفكرة في البلدة، وتم التغلب على هذه الصعوبات بالاجتماع مع آباء المتزوجين وشرح فوائد الزواج الجماعي من عدة نواحي أبرزها الجانب المالي وكنا نحقق فائض في التكاليف لذا نعيد المتبقي للفرسان، وهناك الكثير من الشخصيات التي كان لها الأثر على توجهاتي الاجتماعية والواقع بأن أثر عملها في المجتمع يجبرك على تراقبهم وتأخذ منهم الكثير بعدما تحتك معهم ومن الصعب اختيار شخصية واحدة فلكل بصمته.
عودة المهرجان
وأضاف: من الأهداف التي حققها المهرجان ولله الحمد العودة بعد انقطاع دام 20 عامًا والذي تحقق بجهود بني معن والهدف المتجدد الإستمرارية في المهرجان، وكان أبرز الأهداف التي تم وضعها منذ تأسيس المهرجان في بلدة بني معن هو تقليل المصاريف المالية على الفارس وأن يكون المهرجان حدث اجتماعي تشارك في الإعداد له مختلف فئات المجتمع، وتم بحمد الله تحقيق هذه الأهداف، مع وجود أهداف مرحلية يتم تحقيق أغلبها بنسب متفاوتة.
خبر الإيقاف
وزاد: تلقينا خبر الإيقاف من قبل اللجنة السداسية المنظمة للزواجات الجماعية بمحافظة الاحساء إتباعًا للتوجيهات السداسية من حكومتنا الرشيدة حفظها الله حول التباعد الاجتماعي بسبب هذه الجائحة وقد تقبل جميع فرسان المهرجان خبر الإيقاف بكل رحابة صدر حفاظًا على صحتهم وصحة المجتمع.
وفيما يخص التكاليف أوضح: نحن مع تقليل تكاليف الزواج والتسهيل على الشباب في إتمام الزواجات بـ أقل كلفه وهذا ما تحقق أثناء هذه الجائحة التي تسببت في عدم إقامة المهرجان وسط تطلعات الشباب لإقامة المهرجان الذين تفهموا الوضع وتقبلوه برحابة صدر.
الإتقاق بين الزوجين
ووجه السيد الهاشم نصحه للشباب للمقبلين على الزواج في ظل هذه الظروف بأن يتم الاتفاق بين الزوجين على تقليل كافة المصاريف و إتباع التعليمات المنصوص عليها من قبل الجهات الرسمية، مختتمًا حديثه بالقول: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للنهوض بهذا المشروع خدمة لأبناء البلاد مع بقية بلدات الأحساء و أن نكون من الذين يسهلون أمر التزويج لأبناء هذه البلدة الطيبة و أن يحفظ بلادنا من كل سوء أنه سميع مجيب.