تابعتُ بسرورٍ إعلانَ وزارة الحجِ والعمرةِ ، بالتعاونِ مع وزارة الصّحةِ بشأن تنظيم حج هذا العام الاستثنائي ، وسرّني كثيراً اختيار الفئات المعنية بمنحها فرصة الحج لهذا العام ، و زادني سروراً أن تكونَ ضمن الفئات ؛ أبطال المواجهة من رجال الأمن و رجال الصحة ، و هذا اختيارٌ مستحقٌ وموفقٌ للغاية ؛ فهم عملوا وقدّموا وضحوّا طوال أيّام وليالي الجائحة ومازالوا و كانوا أبطالاً بمعنى الكلمة ، فلهم منّا كل الشكر والتقدير ، وجميل أن تكون لهم الأولوية في حج هذا العام .
لكنّي كنت أتمنى أن يتّذكر المعنيون أنّ هناك أبطال التّطوع الذي جابوا الأحياء والشوارع ، وواصلوا الليلَ بالنهار فهم كانوا مسخِّرين أنفسهم ضمن مبادرة “براً بمكة” ، تحت إشراف أمارة منطقة مكة المكرمة، وقدّموا خدمات إغاثية لنحو “مليون ومائتان وسبعة وسبعون ألفاَ ومائتان وثمانون ” إنسان في أم القرى ، عبر واحد و عشرون مركزاَ فرعياَ تابعاً لجمعية مراكز الأحياء في أنحاء مكة المكرمة وجهات خيرية وإغاثية آخري ، وأعمالهم بطولية متنوعة، ساهموا في توزيع السلال الغذائية على الأسر المحتاجة ومتضرري الجائحة ، فأوصلوا لهم نحو “تسعة وثمانون ألفا وخمس مائة وستة وخمسون” سلة غذائية وافية تحتوي على مؤن تفي باحتياجات الأسر.
ثم تُوّج عملهم بدعم ومساندة لجنة السقاية والرفادة التابع لأمارة منطقة مكة المكرمة بتقديم نحو “ ثمانمائة وسبعة وثلاثون الفا وخمسمائة واثنان وثمانون ” وجبة ساخنة، لإفطار الصائمين وكذلك الحال في جميع مدن وقرى المملكة ، وأدوا هذا العمل الجبار الضخم في ظل انتشار الفايروس الخطير ؛ معرّضين أرواحهم في سبيل خدمة الدين ثم المليك والوطن للخطر ، وأرى أن يُكافئون عليها ، رغم أنّ ما قدموه في صميم الواجب.
ومن هذا المنبرِ وعبر مقالي هذا أوجه التحيةَ للقائمينَ على شأن تنظيم الحج واقترح عليهم بمنح تلك الكوكبة التي كانت موجودة بالفعل الفرصة بالمشاركة في الحج كمساهمين في التنظيم كونهم متمرسّين وعارفين ببواطن الخدمة في الحج ، واختيار جزء منهم ضمن المؤدين للفريضة تكريما لهم وفق الضوابط المنظمة للحج هذا العام ، وإن حصل ذلك فهذا تشجيع للتطوع والمتطوعين في بلادنا وفق الرؤيا المباركة 2030 والتي تعمل من أجل إيصال أعدادهم للمليون ، ومنصة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الخاصة بذلك شاهد على نمو القطاع الثالث ، القطاع الغير ربحي بمختلف أشكاله ، فهم بجد يستحقون العناية من أجل تنمية هذا الجانب والمساهمة في نشر روح التطوع بين المواطنين في بلادنا ، كما أوجه النداء إلى القائمين على جميعه مراكز الاحياء بالالتماس لدى مقام الامارة بمنح هؤلاء فرصة للتواجد في هذا الحج الاستثنائي خدمة للدين ثم المليك والوطن ومساعد الناس في جميع الظروف ، ورفع رأيه هذه البلاد العزيزية ، والنداء موصول لرئيس لجنة الحج المركزية مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز بأن يشمل عنايته هذه الفئة الغالية عليه وعلى قيادة البلاد عامة.
@pv03025