لا يكفي أن ترتبط بقطعة أرض لمجرد كونها مسقط رأسا لك ولأجدادك، فالبعد لسنوات طويلة خاصة منذ سنوات الطفولة قد يخلق إنتماء آخر.
حينما كنت أتصفح موقع مشهد الفكر الاحسائي في شبكة الإنترنت قبل ما يزيد عن عشرة سنوات كنت أبحث عن ضالتي التي وجدتها فيه فأعاد لي الحنين لمسقط رأسي و بدأت بتعرف أكثر فأكثر عنها، مشهد الفكر الاحسائي لمؤسسه المهندس الأستاذ (عبد الله الشايب) بدأ بنشر كتابات الطفلة التي تعلمت عشق (الأحساء) من حبيب هجر الوفي و ابنها البار (عبدالله الشايب)، وهو لمن لا يعرفه حق معرفه سفيرًا للنوايا الحسنة بالمنظمة النرويجية للعدالة والسلام ولد في عام ١٩٥٧م في بلدة الجبيل في الأحساء، يحمل درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية و ماجستير تخطيط مدن و أقاليم من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
تنقل بين عدة وظائف اكتسب من خلال خبرات أبرزها رئاسة قسم تخطيط الأحساء في مديرية الشؤون البلدية، بالإضافة إلى كل هذه الدرجات العلمية و الخبرات العملية هو كاتب و مؤلف له العديد من المؤلفات أهمها كتاب (الجبيل قرية سعودية) كما أن له مجموعة قصصية تحمل عنوان (لا شيء أحسن) وكتاب قاموس الأمثال الشعبية والكلمات السائرة، كما أن له الدور الأكبر في تسجيل الأحساء في منظمة اليونسكو استحق على إثر هذا الدور تكريما من وزير السياحة الأمير (سلطان بن سلمان).
أسس الشايب مركز النخلة الذي يهدف لحفظ التراث من خلال دورات و ندوات حرفية لصناعة الخزف و الفخار، كما أن هذا المركز يضم قسماً خاصاً للخط العربي وهو معتمد من الهيئة العامة للتراث في المملكة العربية السعودية.
ومما لا يختلف عليه إثنان أن الأستاذ عبدالله موضوعي جداً حتى مع من يختلف معهم، فتجده برغم هذه الخلافات يدعم من يختلف معه بالآراء في حال إنجاره لشيء يخص الأحساء يكون هو أول المباركين المهنئين بعيداً عن أي خلافات.
هذا بالإضافة إلى كون الأستاذ المهندس الداعم الأول لكثير من الأدباء و الشعراء من أبناء وطنه ، فلا يتردد أبدًا في نشر مطبوعات وكتب لشباب محققاً بذلك حلم جميل كما فعل معي أنا على وجهه الخصوص قبل عشرة سنوات حينما كنت لا أزال على مقاعد الدراسة، تحقق حلمي الأول حينما أتت بشرى إصدار يضم منشوراتي في كتاب يحمل عنوان (ضجيج الهمسات) عن دار العصامية، قد لا أكون وفقت بإيصال له مدى امتناني الكبير لكن الآن احاول أن أفعل، فشكراً جزيلا يا سعادة المهندس الأستاذ عبد الله.