عجلةُ حياة لا تقر، ومسؤولياتٌ ليس لها حصر، و مسؤولية تربية الأبناء والعناية بهم من أهم المنجزات بل إنها شجرة عظيمة تتسامق بجهود الوالدين _بعد عون الله _ فتعطي يانع الثمر .
هي لون زاهٍ نرسم به أجمل لوحة، لوحة لن تتكامل إلا بعدد من الألوان المتضادة فهذا تعب، وذاك قلق، وهناك ألم وكدح وسهر يمتزج بألوان أخرى من الفرح والمتعة والأهداف المختلفة.
و تعد مرحلة الطفولة أول المراحل العمريّة في حياة الإنسان وتبدأ منذ لحظة الولادة وحتى سن البلوغ ، وتكمن أهميتها في اعتبارها حجر الأساس في بناء شخصية الطفل ، لذلك أطلق عليها علماء النفس مسمى المرحلة التكوينية
لذا سأتحدث هاهنا عن هذه المرحلة انطلاقاً من واقع مشاهد :
طفولةٌ ضاعت، ومهاراتٌ تلاشت وما ذاك إلا بسبب تقصير الوالدين وضعف الحزم والرقابة.
إذا ما لجرح رم على فساد
تبين فيه تقصير الطبيب
منازل مهيأة لاستقبال الضيوف، غرفٌ جميلة، ومفارش وثيرة، وصالاتٌ مترامية الأطراف لكنها
منازلٌ خرساء؛ لا صوت ولا ضحك ولا حتى بكاء !!
أطفالٌ صباحاتهم راقدة، ولياليهم صامتة
عقولهم كبلت بقيود الأجهزة الإلكترونية.
بل منهم من أسرته برامج التواصل الاجتماعي
(تيك توك ، وانستقرام) وهنا يتعثر الكلام !!!
نحن لا نستطيع رد الأعاصير أن تهب، ولكننا نستطيع أن نوجه ونراقب، ونخطط ونحيل المشكلات إلى أرصدة من التجارب النافعة
لنوفر في منازلنا مساحات كافية، مهيأه
للعب الآمن.
فاللعب يُحسِّنُ اللغةَ ويطوِّرُ القدرة الاجتماعية والإبداعية ويُنَمّي الخيال ومهارات التفكير.
وهو سبب في زيادة الوعي الذاتي، وتقدير الذات، وتحسين الصحة الجسدية والعقلية.
وله دور في بناء شخصية الطفل، من خلال زيادة التحدي والتعامل مع المخاطر، وحلّ المشكلات، والتعامل مع المواقف الجديدة وتوفير فرصة للتعرف على البيئة والمجتمع المحيط به.
بخلاف الأجهزة الإلكترونية التي ثبت إنها تسبب ضعفاً في الذاكرة، والانتباه، والتركيز، والتوازن والاضطراب العاطفي، والاكتئاب، واضطراب النوم بل والعزلة، وعدم القدرة على التواصل الجيد.
فالطفل بحاجة للعب مع الأطفال، بل ومع الوالدين أيضاً مع دعمه بالتفاعل المتبادل محادثةً
واستماعاً وضحكاً، والنظر إلى عينيه أثناء الحديث مما يقوي العلائق، ويعزز الثقة بالنفس.
بالإضافة الى تفعيل مبدأ الحب والحنان المقترن بالحزم والصرامة بتقليل وقت استخدام الأجهزة إلى أقل من ساعة إلى ساعتين في اليوم ومنعها عن الأطفال دون سن الثانية.
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام
فلنحمد الكريم على ما وهب، ولنوظف طاقاتنا، وإمكانياتنا لحماية ابنائنا صغارا وكباراً.
ومما يعين على ذلك : حسن إدارة الوقت، مع التخطيط المنظم ، والتوازن في تنفيذ مهام العمل والمنزل، وتخصيص وقت لممارسة الرياضة أو القراءة، أو النزهة وغيرها من متعٍ ذات طابع شخصي ولها دور في شحن الطاقة.
مع الاستعانة بالله، وفعل الطاعات فهي مصدر الفلاح كله
“وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) البقرة
التعليقات 1
1 pings
زائر
11/07/2020 في 10:43 م[3] رابط التعليق
رائع استاذتي سلمتِ ودمتِ لافض فوك والى الامام ✍?