كن طيباً ذا أثر جميل تتحدث عنك أفعالك بعد الرحيل
يحكى إن «فاطمة» كانت تعمل بإحدى المدارس الحكومية معلمة تعلوا وجهها ابتسامة الفرح وكانت مميزه بضحكاتها وروحها الفكاهية بين زميلاتها ما جعلها محبوبة من قبل الجميع فهي كما الشمس التي تبعث الدفء في النفوس وتنشر السعادة في القلوب، وذات يوم دخلت «فاطمة» المدرسة وتظهر على وجهها علامات التعب وتتحدث بنبرات حزينة على غير عاداتها افتقدت زميلاتها الضحكات والمرح وحاولن معرفة السبب لكنها لم تفصح لأحد عما بداخلها وبقيت على هذا الحال ثلاثة أيام متتالية، وفي اليوم الثالث اقتربت منها إحدى الزميلات قائلة لا أريد أن أعلم ما بك ولكن أود أخبارك بأنك يوماً ما كنت سبباً في سعادتي دون أن تتحدثي معي، فابتسامتك في وجهي أعادت البهجة في حياتي وأزالت ما كنت أشعر به من هم وتعلمت أن حديث الأفعال أقوى من حديث الكلمات، يبقى أثره الطيب فواحاً في النفوس مع مرور الزمن والأيام.
أسعدك الله في الدارين كما أسعدت قلبي
تبسمت «فاطمة» وعلا وجهها الفرح عندما سمعت من كلام زميلتها، وقالت هكذا كان والدي يفعل ويوصيني دائما بالإبتسامة والكلمة الطيبة فهي تحدث أثراً جميلاً في النفس وتزيل آثار الكلمات الجارحة وتخفف من الألم والإكتئاب، وقد شبهها الله عز وجل في القرآن الكريم بالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وهي جواز مزور لكل القلوب، فما أحزنني هو مرض أبي عفاه الله.
أشكرك على رقة أسلوبك وعذب كلماتك أختي.