الحياةُ لوحة .. أنتَ فنّانُها
بدأتَ بها فَرَسمتَها ، لم تُكمِلها ،ولم تُلوّنها
فرأيتَ الأسودَ ، والأبيضَ فقط .
يأسٌ،تذمُّر ، حزنٌ ، تكدُّر ، لمَ؟!
فقط؛ رأيتَ الأسود سوادُ الظلام المُخيف المُجبِر على الوقوف دون إكمالِ الطريق ؛ فـحزِنتْ!
ورأيتَ الأبيضَ فراغاً كنافِذةٍ بيضاء وقفتَ أمَامَها فـلَم ترَ ما خلفَها ؛ فَيَئِسْت!
لماذا ؟!
أليسَ الليلُ الذي تسكنُ بهِ نفسُك ، ويسمحُ لكَ بِتأمُّلِ النجوم ومدارج الأفلاك البعيدة، ورؤية القمر ذا النور المشع
أليسَ لون الدُّجى أسودًا ؟
يتحتَّمُ علينا أحيانًا أن نمرَّ بالظُّلمة
..حتى نتمكن من النظر إلى بصيصِ النور
فلولا وجود الليل لما كان لجمال القمر معنى
ومع روعةِ السّوادِ تخشاه !
إذًا كيفَ إن رأيتَ لون المُزنِ المُمطِر ؟
لونًا من ألوان الذهب والألماس واللؤلؤ..
البياض لون الصفاء والنقاء .
تمزج هذين اللونين معًا فيُخرِجُ لك لون الفضة البهيّ
لوحتك جميلة كما هيَ عليه ..بل رائعة ، وإن لم تُلوّنها .فقط أغلق أذنيك عن المحبطين ،وافتح قلبكَ وعينيكَ معًا لترى جمال القدر .
إن لم تكتمل رسمتُك بما تتمنى كانت فنًّا ،وإن حصلتَ على مُناك ، واكتملت زِدتَها بهاءً وجمالًا ..فلا تبتئس بما لم تَنل .
الحياة لوحة والفِكرُ زاوية تختلف قياساتها حسب منظورك لها ..
وصدقَ الإمامُ الشافعيُّ-رحمه الله-إذ يقول :
“وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ
وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا”
انظر بعينِ الرضا _ترضى
أنتَ فنَّان ..فأبدع بِلوحتك كما تُحب.
التعليقات 1
1 pings
زائر
25/07/2020 في 12:33 ص[3] رابط التعليق
عمريي انتي ي سنا مبدعه??