الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرفها إلا المرضى وحتى نبقى بصحة دائمة ونتجنب الأمراض علينا أن نعزز مناعة الجسم بالإبتعاد عن التوتر والقلق وكذلك تجنب تناول بعض الأطعمة التي من شأنها تقلل مناعة الجسم وبالتالي نصبح عرضه للأمراض وما أحوجنا في هذه الأيام مع إنتشار فايروس كورونا إلى تقوية جهازنا المناعي ومن الأطعمة التي علينا التقليل من تناولها هو السكر الأبيض.
«شاهد الآن» التقت بأخصائي التغذية رضي العسيف للحديث حول علاقة السكر الأبيض بالمناعة؟ وما هي البدائل التي تجعل حياتك أحلى ومناعتك أقوى
* بداية عرف مشاهدي وقراء شاهد الآن ببطاقتك الشخصية والمهنية؟
ـ رضي منصور العسيف أخصائي تغذية.
* السكر ما هو وما علاقته بالمناعة؟
ـ علينا أولاً أن نعرف أن السكر هو لفظ متداول للإشارة إلى المادة التي اسمها العلمي سكروز، ويستخرج السكر بشكل أساسي من قصب السكر كما يستخرج من شمندر السكر، بالإضافة إلى وجود أنواع من السكر منها: سكر بني: سكر أبيض مع المولاس: (محلول بني مائل إلى اللون الأسود وينتج من تكرير قصب السكر وسكر الشمندر).
سكر القصب المأخوذ من القصب.
سكر الفاكهة: السكر الذي يتواجد بشكل طبيعي في الفاكهة.
والسكر لا يمدك بالعناصر الغذائية المهمة كالبروتين والفيتامينات والأملاح المعدنية، وإنما هو مصدر للسعرات الحرارية فقط، حيث تحتوي ملعقة طعام واحدة على 60 سعرة حرارية.
* هل السكر يؤثر على المناعة؟
ـ توجد دراسات وأبحاث تبين لنا الآثار السلبية للإفراط في تناول السكر وتأثيره على نشاط خلايا الدم البيضاء، وتبين أن الإفراط في تناول السكر يضعف استجابة الجسم للدواعي المناعية، إلا أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن جهاز المناعة عند الإنسان يتأثر بعدة عوامل مرتبطة مع بعضها البعض وهي : حصول الجسم على الفيتامينات المختلفة من خلال تناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية والنوم الكافي، والإقلاع عن التدخين والتعرض للشمس، والراحة النفسية، وتقوية العلاقات الاجتماعية.
والخلاصة علينا أن نقلل من تناول السكر إلى أقل قدر ونعزز العوامل الأخرى.
* هل يوجد بدائل للسكر الأبيض وما أفضلها؟
ـ عسل النحل هو أفضل بديل للسكر، ولكن يجب أن يكون عسلا أصلياً وليس مغشوشاً، كما يجب التعامل معه باعتدال لأنه غني بالسعرات الحرارية أيضا.
والدبس فهو يحتوي على المواد المضادة للأكسدة، والمواد المضادة للالتهابات.
وسكر ستيفيا : هو واحد من أفضل بدائل السكر الطبيعية، ويتم استخراجه من نبات ستيفيا، وهو يحتوي على سعرات حرارية قليلة مقارنة بالسكر الأبيض.
* ما هي بدائل السكر المناسبة للطهي؟
ليست كل بدائل السكر مناسبة للطهي، حيث أن بعضها غير مستقر للحرارة ويفقد قدرته على التحلية عند تسخينه، وبعض المحليات تحتوي على قوة تحلية كبيرة جداً، فإنك تحتاج إلى كمية صغيرة مقابلة من بديل السكر، وتوجد بدائل السكر الأقل حلاوة، مثل الإريثريتول، في هذه الحالة ستحتاج إلى كمية أكبر من السكر، ويمكن استخدام بعض البدائل : سكر جوز الهند وهو مصنوع من عصارة شجرة جوز الهند، ويعتبر بديل رائع للسكر الصناعي، حيث أنه يذوب جيدًا في السوائل الباردة والساخنة وفي الخبز أيضًا، ويؤثر بنسب منخفضة على السكر في الدم.
سكر ستيفيا : وهو متاح في شكل سائل أو مجفف، ويعتبر أكثر حلاوة من السكر الصناعي بـ200 مرة، ولذا ينبغي مراعاة الكمية حتى لا يكون الطبق عالي الحلاوة، وسكر التمر يمكن استخدامه في الخبز وأحيانًا العصائر، كما أن العسل ليس ملائم للمعجنات القصيرة لأنها تجعل العجين قاسياَ، كما لا يتوافق العسل كثيراً مع الحلويات النشوية مثل البودينج لأنه يمكن أن يجعل المزيج سائلاً، ولهذا أقول أن الشيف الماهر هو الذي يعرف كيفية صناعة أفضل الأطباق ببدائل السكر دون أن تتأثر قوامه أو طعمه.
* أي بدائل السكر مناسبة للحمية؟
ـ في اعتقادي أنه يمكن استخدام سكر الستيفيا لتحلية مختلف أنواع الأطعمة والمشروبات، وتبلغ حلاوته حوالي 100-300 ضعف حلاوة سكر الطعام، ويتميز بخلوه من الكربوهيدرات أو السعرات الحرارية.
* هل جميع البدائل تناسب مرضى السكري ولماذا؟
ـ يجب أن نعرف أن إضافة المحليات للأطعمة لمرضى السكري يهدف إلى تحسين الطعم وتشجيع المريض لتناول الطعام والاستمتاع به، إلا أنه يجب أن بعض المحليات لها تأثيرات أخرى فبعضها يؤثر على ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية عند الإفراط في تناول مثل سكر الفواكه، وبعضها يسبب الإسهال عند استعمال كميات كبيرة منه ك محلى السربتول، وبعضها غير مناسب للحوامل كالسكارين، أما محلى الاسبارتم فهو غير مناسب للمرضى الذين يعانون من مرض الفنيل كيتون، ولذا ننصح مرضى السكري بمراجعة اختصاصي التغذية للتعرف على البديل المناسب لحالتهم.
* نصيحة توجهها للمجتمع حول تناول السكر الأبيض؟
ـ كلما تعودنا أن نقلل من السكر الأبيض وإضافته إلى طعامنا سنشعر بالتحسن في جميع أجزاء جسمنا من الأسنان إلى البشرة والنوم المريح، ويمكنكم تناول الفواكه بانتظام (التمر، التفاح، الموز، البرتقال) فهي مصدر طبيعي للسكر، والحليب يحتوي على سكر الحليب لذا لا داعي لإضافة أي ملعقة من السكر، كما أود أن أنبه إلى ضرورة قراءة البطاقة الغذائية لمعرفة كمية السكر الموجود بالمنتج الغذائي واختيار الكمية الأقل.
وشكراً لصحيفة «شاهد الآن» على إتاحة هذه الفرصة لي لنشر الفائدة للمجتمع.