جائحة فايروس كورونا ألقت بظلالها على النسيج الأسري فأصلحته من جانب وفككت عرى الترابط من جانب آخر كيف؟ ولماذا؟ وما هي الوسائل المعينة؟ والآثار المترتبة على التقارب الأسري والتباعد الإجتماعي؟
كل هذا وأكثر كشفته صحيفة «شاهد الآن» من خلال لقاؤها مع مختصين في القانون والمحماة للقضايا الأسرية ومختصين في مجال الإرشاد والإستشارات الأسرية.
البناء المتين
البداية كانت مع المحامي الأستاذ خليل فرحان الذيابي والذي بدوره قال: معدلات الطلاق بإزدياد حسب إحصاءات وزارة العدل، والسبب هو عدم وعي الأطراف في أهمية البناء المتين لأساس العلاقة الزوجية لذلك يسهل هدمها في وقت وجيز، لذا يجب على المجتمع الوعي لهذه الناحية والحرص على تقوية العلاقات فالأزمة فرصة للإصلاح لا الهدم.
وعن قضايا الأحوال الشخصية، وجه الذيابي نصحه قائلاً: لا أنصح أن يكون المحامي هو الخيار الأول وهذا هو أبرز حقوق المطلقة.
بقاء الثوابت والقيم
عضو المجلس البلدي المستشارة معصومة العبد الرضاء أكدت قائلة: إنّ الأزمات الأكثر إيلاما لنا هي الطريق الذي يوصلنا إلى تقويم السلوك وإحداث التغيير الذي طالما حلمنا فيه ولم نستطع، فالأزمات فرصة للتحويل باستخدامها كحافز للنمو الذاتي واستبدال الكثير من السلوكيات التي تبدو معوجة والتي لولا هذا البلاء (الأزمات) ما يمكن الإعلان عن ما نريده بقناعة فجاءت كورونا لتحدث الاختلاف في المتغيرات، مع بقاء الثوابت والقيم الاصيلة؛ فأحدثت الجائحة التغيرات في النسق القيمي، وفي الممارسات الحياتية وأصبحت الجائحة كدورات تدريبية للتعرف على قواعد الحياة بكافة الأطر ومراجعة الذات مما أدى إلى نضج الفكر وإعادة تقويم الحياة وحذف الكثير من المعطيات المتناقلة في السلوك البيئي، فأحدثت التغير في منح الفرصة للأشخاص للتعرف عما يريدون وحذف ما لا يريدون مثال: التغيرات التي طرأت على الحفلات والترفيه كمناسبات الزواج والعزاء والأسفار والسلوك اليومي للحياة، وبهذا تكون الجائحة كشفت عن قناعات الناس وعزلها عن المؤثرات المحيطية.
أسباب الخلافات أولاً
وشددت على الناحية الإيجابية للحجر المنزلي بقولها: كان هو الحل لبعض الخلافات الزوجية من ناحية لذا دعونا نتعرف قبلا على أسباب الخلافات الزوجية قبل الحجر، فمنها: الصمت الزوجي، هروب الزوج من البيت، التواصل الخاطئ، فقد الحوار، عدم وجود اهتمامات مشتركة، الجوع العاطفي، فأعطى الحجر المنزلي حلاً لبعض من الأسباب ومكّن الزوجين من التواصل الجيد وفتح قنوات الحوار والتعرف على الاهتمامات المشتركة وتبادل الغزل الزوجيّ وما شابه بهذا يكون الحجر إيجابيّ صائب.
كشف الحقائق
وعن الجانب السلبي ذكرت أن من يسكن التهديد سكنهم الزوجي ولمن يعيشون المجاملات والحب السطحي فالحجر المنزلي كشف الحقائق المبنية على الكذب الزوجي وأبان الاسرار نتيجة الاحتكاك والتواصل المباشر مما أدى إلى تصعيد القلق والتوتر وتحويل السلوك اليومي الاعتيادي إلى واقع ممل وهذا نتيجة عدم تحمل المسؤولية ونقص في الخبرات الزوجية، وبهذا تكون هذه دواعي إلى طريق الطلاق شرعي كان أم عاطفي
ممارسة الهوايات والتعايش
ووجهت نصحها إلى المجتمع قائلة: لتجنب أي آثار سلبية للحجر المنزلي من الضروري الكشف عن الهوايات وممارستها، ممارسة الرياضة اليوميّة، تعلم مهارات الاسترخاء الذهني، التفكير بالتعايش مع الجائحة لا التفكير متى تنتهي، حضور برامج تدريبية، قراءة كتاب ومناقشته جماعيّة، إنجاز المتخلف من الأعمال على الصعيد الداخلي أو الخارجي.
إختلاف نمط الحياة
وأشار الباحث والكاتب في الشأن الأسري ومؤسس ورئيس البيت السعيد بصفوى الأستاذ صالح محمد آل إبراهيم إلى أن إختلاف نمط الحياة ولعل أبرزها هو حصول التباعد الاجتماعي، وتقلص مساحة الأنشطة الاجتماعية السائدة سابقاً مثل الزيارات والجلسات العائلية، والديوانيات، وصلاة الجماعة، وحفلات الزواج، ومجالس العزاء، والمناسبات الاجتماعية الأخرى، وهذا أمر فرضته طبيعة إجراءات الحد من إنتشار فيروس كورونا.
وأوضح ان الأسر استطاعت التكيف والتعايش مع الحجر المنزلي المفروض بفضل وعيها وشعورها بخطورة الوضع، ولجوئها لوسائل مختلفة لاستثمار فترة وجودها في المنزل فيما هو مفيد ونافع لها.
تأثيره على العلاقات
وأوضح أن للحجر المنزلي آثار إيجابية وآثار سلبية على العلاقات الأسرية، فمن جهة استطاعت بعض الأسر أن تستفيد من فترة الحجر المنزلي وأن تحوله إلى فرصة لتقوية علاقاتها الأسرية من خلال قضاء الوقت معاً، والاجتماع مع العائلة، والتعاون بين أفراد الأسرة، واللعب مع الأطفال، وتناول الطعام سوياً، والصلاة في جماعة، والاشتراك في القيام بالأعمال المنزلية وغير ذلك.
من جهة أخرى كان للحجر المنزلي آثار سلبية خطيرة على كثير من الأسر، فقد تسبب ذلك في زيادة الخلافات الزوجية والعنف الأسري والطلاق، إضافة إلى الاضطرابات النفسية.
ويعود ذلك إلى الأسباب: قضاء وقت طويل في المنزل، والتغير في الروتين السابق، والتغير المفاجئ في دور الأسر، والضغوط المالية والنفسية، والقلق والخوف من الإصابة بكورونا، وتدخل الزوج في الأمور التي تعني الزوجة، وقلة التواصل الاجتماعي، وعدم وجود طرق للتنفيس عن المشاعر السلبية، وضعف مهارات التعامل مع الأزمات والضغوط، وضيق المساحة الشخصية لكل من الزوج والزوجة.
وسائل تجنبك الآثار السلبية
من جانبه ذكر آل إبراهيم أن هناك العديد من الوسائل التي يمكن من خلالها تجنب الآثار السلبية للحجر المنزلي مثل: تعلّم التأقلم مع الوضع الجديد، والنظر إلى الجوانب الإيجابية للحجر المنزلي، ومناقشة تداعيات الأزمة والتعاون على مواجهتها، والتخطيط للتغيير وكسر الروتين، وإعطاء مساحة من الوقت والمكان للشريك، والانتباه للكلمات، والتهدئة ووقف التصعيد، ووضع الأمور في حجمها الحقيقي، والتغافل عن الأخطاء.
التعليقات 1
1 pings
زائر
02/08/2020 في 12:04 م[3] رابط التعليق
اعتقد أولا: تلك المشاكل هي عدم تفهم
كلا الزوجين مدى الحياة القصيرة بينهما
ولم الشمل بالحب والتفاهم وعدم التدخل
في أتفه الأسباب التي لم يعتادها كل
منهما رؤيتها في الآخر.
ثانيا: عدم احتواء الأسرة قبل جائحة كارونا،
وبعد تلك الجائحة تدخل من كان غائبا عنها
في مشاغله الدنيوية او الاخروية الأب او
الأم في حياة من تعود على السلوك
السلبي مندون هواده والقيام بأسلوب
التسلط لا أسلوب التوجيه السليم..
اخوكم المحب الترابط الأسري وعدم
تفككه/ حمدفهد السبيعي