اسعار الذهب ترتفع عند هروب المستثمرين من أسواق الاسهم وتتجه نحو بوصلة أصول الملاذ الأمن مثل الذهب وسندات الخزينة الأمريكية، يتجه المستثمرين لشرائه مع الوضع الاقتصادي الضبابي، وعدم وضوح الرؤية الاقتصادية العالمية، ولذلك عقد مركز الأمل حكمة للمؤتمرات والمعارض بالمنطقة الشرقية مؤخراً ندوة اقتصادية تحت عنوان “الذهب زينه وخزينه” عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد استضافت المهندس عبداللطيف الصاغه، مهندس وتاجر ممارس وخبير في مجال الذهب والمجوهرات وقد حاورته الدكتورة امل العلي.
وتحدث الضيف الفاضل في بداية الندوة عن معدن كونه من أقدم المعادن التي أستخدمها الإنسان منذُ العصور القديمة منذ قديم الزمان الى يومنا هذا وذلك نظرا لندرته النسبية، وتعتبر الوحدة المستخدمة في وزن الذهب الأونسة ما تعادل 31.1 جرام.
وذكر المتحدث أنه على مدار آلاف السنين أعتُبر الذهب من مقتنيات الجمال ذات القيمة المادية العالية، ذلك كونه مظهر من مظاهر الزينة ويعد خزينة لحفظ وادخار المال، كما هو متداول في حديثنا اليومي، لكونه ذو اضافة مبهجة ومشرقة على منظر المرأة، وفي ذات السياق يعد للمرأة حلا ماديا وذلك عند تعرضها لا سمح الله الى ضائقة مادية، فإنه يصبح إليها أحد الخيارات المتاحة ليوم الحاجة، فيباع حتى تتمكن من معالجة الضائقة المادية.
وأوضح المهندس عبد اللطيف أن اختيار قطع الذهب لغرض الزينة على سبيل المثال تحتوي على الأحجار، وأما الخزينة والاستثمار فهي الذهب الصافي بدون احجار كالسبائك والجنيهات حيث تعتبر السبائك واحدة من أفضل طرق الاستثمار لوجود أوزان مختلفة من 1غرام الى 1000غرام، ومعدل الخسارة فيها عند البيع قليله جدا وقيمه المصنعية لا تكاد تذكر بالإضافة لعدم تأثرها بأسعار القيمة المضافة.
بعد ذلك تحدث المهندس عبد اللطيف عن بداية صناعة الحلي في المملكة وذكر أنها كانت منذ قديم الزمان وكانت على هيئة أعمال يدوية وفي نطاق مهني محدود كان يغلب عليه الطابع المحلي والشعبي على شكل مسكوكات من نقود معدنية كالجنيهات الذهبية وكذلك حلي للزينة ثم اتسع مجال الصناعة ليشمل الفضة، وفي عام 1967م بدأ الترخيص الصناعي لصناعة الحلي والمجوهرات وتم انشاء مؤسسة لصناعة المسكوكات والحلي الذهبية، وفي فترة التسعينيات دخلت المملكة ميدان الانتاج حيث أصبحت تحتل مكانة بارزة في عالم تصنيع وانتاج المشغولات الذهبية. الأمر الذي جعلها من أن تكون سوقاً مصنعة ومنتجة للمشغولات الذهبية، حيث يتوفر بالمملكة العديد من الورش التقليدية لصناعة الحلي الذهبية وعدد كبير من المصانع المتقدمة وتعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر الأسواق العالمية من ناحية استهلاكية للذهب.
وأوضح المتحدث أن الذهب يعتبر أحد الملاذات الآمنة وبديلا استثماري افي أوقات الضبابية السياسية والمالية مثل وقتنا الحالي في جائحة كورونا وهو من أفضل الوسائل المتاحة لادخار الأموال، ويرجع ذلك كون الذهب خفيف الوزن وسهل النقل وغير معرض للتلف، ومن جهة اقتصادية أخرى يعد الذهب ذو ارتباط لصيق وقوي بالاقتصاد العالمي وفى الوقت الذي يشهد تغيرات سلبية في اقتصاد الكثير من الدول بقي الذهب ملاذ آمناً للكثيرين سواء في السعودية أو باقي الدول العربية، وتطرق الى العوامل الرئيسية والمؤثرة في اسعار الذهب.
العامل الاول عامل العرض والطلب، فعند الزيادة في الطلب على الذهب خاصة في الدول الاسيوية مثل الصين والهند وهما أكبر مستهلك للذهب في العالم وقلة المعروض فإن ذلك بالتأكيد يؤدى الى ارتفاع سعر الذهب العالمي .
العامل الثاني سياسات الفائدة في البنوك المركزية للدول الكبرى والتي تمثل جزء من التحوط لمكافحة التضخم. بصورة اوضح عندما تقوم البنوك المركزية الكبرى برفع معدلات الفائدة لديها فسوف تدفع الافراد الى الاستثمار في العملات وهو ما يؤثر سلبا على سعر الذهب والعكس صحيح.
كذلك العامل الأكثر تأثيراً في سعر جرام الذهب والغير المعلن هو سعر المصنعية الخاصة بكل محل، وتختلف اسعار المصنعية من محل صاغة إلى آخر، بسبب أن الصنعة تختلف من تاجر إلى آخر، والمصنعية في الوقت الحالي أسعارها تتحدد بحسب ما يحتاجه كل عميل من جهده في كل قطعة.
كما اشاد المهندس عبد اللطيف بسوق الذهب السعودي كأفضل الاسواق في المنطقة من حيث جوده الذهب وصفاءه ووجود الاسماء الكبيرة المرموقة والمعروفة على مستوي العالم في تجاره الذهب وتشكل ثقة للزبون بالإضافة إلى رقي ذوق المرأة السعودية.
وذكر المتحدث أنه في زمن كورونا انحنى بيع الذهب منحنى جديد من خلال التسوق عبر الشبكة العنكبوتية (اون لاين) وتوجد منصات للذهب توفر التسوق 24 ساعة وعلى مدار 7 ايام ويمكن للمستهلك الوصول لها بكل أمان، ولكن لابد الوقوف والتأكد من اختيار اسم التاجر الموثق لدى الجهات الرسمية المعتمدة والمتمثلة في وزارة التجارة.
وفى ختام الندوة أوصى المهندس عبد اللطيف الصاغه باقتناء الذهب لحفظ الاموال خاصه في الازمات ولا ينصح بالمضاربة في الذهب لان مخاطرها اكبر من ربحها ونبه الى أن شراء الذهب غالي وبيعه رخيص والسبب بذلك هو خصم مبلغ المصنعية من سعر البيع الذي يتراوح بين 25-35%.