في مثل هذا اليوم “يوم الوقفة بعرفات ” الفضيل تركز طائفة من الذين سخرهم الله لخدمة حجاج بيته العتيق بؤرة اعمالهم ، وتبلغ خدماتهم ذروتها ، فهم يرافقون ضيوفهم في وقفتهم على الصعيد الطاهر ، يقدمون لهم كافة الخدمات ليتفرغوا لعبادة خالقهم سبحانه وتعالي في اليوم الذي يباهي فيه جلا في علاه ملائكته بعبادة من البشر ، وهذا العام اراد الله لحجاجه حجا استثنائيا بعيد عن خدامهم من المطوفين والمطوفات ، فذهب الجميع يعبر عن مشاعره عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وتلقت تلك المواقع سيل من المشاعر المتدفقة ، والاحاسيس الجياشة ، المبنية على الشوق والحنين للتجمع البشري الكبير والذي يعد الأول من حيث العدد في العالم ، واختلفت تلك المشاعر والأحاسيس من شخص لآخر حسب موقعه ومهمته في هذا الكرنفال الكبير الذي يشهده العالم كل عام ، وتقدم خلاله السعودية عمل كبيرا وجبارا يشهده القاصي والداني
وصحيفة شاهد الآن الالكترونية رصدت بعض تلك الانطباعات والمشاعر التي عادت بشريط ذكريات الجميع إلى أعمال الحج الجليلة ، فالتقينا بالمطوفة الاستاذ رشا ماحي ، والتي تحمل سيرة عطرة في خدمة ضيوف بيت الله الحرام حيث بدأت مسيرتها منذ الصغر من خلال تقديم الخدمات اللوجستية لضيوف الرحمن الذين يقوم والدها بخدمتهم منذ وصولهم المملكة العربية السعودية حتى عودتهم إلى بلادهم حتى أتيحت لها فرصة خدمة ضيوف الرحمن مباشرة من خلال اللجان النسائية التي شكلتها مؤسسات الطوافة
وأوضحت “ماحي” أنها بدأت العمل المباشر في خدمة الحجيج كعضوة في اللجنة النسائية لرعاية الحاجيات في المستشفيات وكتابة التقارير عن حالتهم الصحية ، ثم مشرفة ميدانية على المطوفات في مكاتب الخدمة الميدانية بمؤسسة حجاج الدول العربية
وفي ذاكرت “ماحي” العديد من الذكريات والمواقف ، حيث أكدت أنها الله أكرمهم بخدمة ضيوفه الكرام وعاشوا من خلاله الخدمة الكثير من المواقف الإنسانية ومنها ، وذكرت منها قصة بكاء احدى الحاجيات التي صادف موعد إنجابها لمولودها وقت صعود عرفات ، حيث كانت في حالة من الحزن والقلق واعتقادها بأنها لن تستطيع أن تكمل فريضة الحج ولما طمأنتها بأن السعودية وفرت لها فرصة إتمام الحج من خلال قافلة حج طبيه مكونه من سيارة إسعاف لكل مريض مجهزه بالمعدات الطبية وبالأطباء والممرضين الأكفاء للإشراف على حالتها الصحية وهي في صعيد عرفات وإتمام رحلة الحج ،فما كان منها إلاّ أن أجهشت بالبكاء فرحاً وحمدت الله وشكرت المملكة على هذه الجهود المبذولة ودعت لنا ولجميع القائمين على خدمة حجاج بيت الله ، وكان دعائها مؤثر للغاية .
وقالت “ماحي ” لمثل هذه المواقف الأثر الكبير في نفسي في تعميق الإحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعا واحتساب الأجر على الله تعالى
وأضافت : ومن هذا المنطلق نشيد بالجهود الجبارة التي أتبعتها الجهات المعنية من إجراءات احترازيه وبروتوكولات وقائية لموسم استثنائي هذا العام ، واعتماد جدول منظم لنقل الحجيج إلى صحن المطاف والمسعى ومنها إلى المشاعر المقدسة لضمان حج أمن وصحي نسأل الله العلي القدير لهم حجاً مبرورًا وسعيًا مشكورًا وعودًا حميدا لبلادهم