اكتظّت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية وخصوصا اليوم الاربعاء “يوم التروية” وأول ايام نسك الحج ومنذ ساعات الفجر الاولى بسيل من المشاعر المتدفقة ، والاحاسيس الجياشة ، المبنية على الشوق والحنين للتجمع البشري الكبير والذي يعد الأول من حيث العدد في العالم ، واختلفت تلك المشاعر والأحاسيس من شخص لآخر حسب موقعه ومهمته في هذا الكرنفال الكبير الذي يشهده العالم كل عام ، وتقدم خلاله السعودية عمل كبيرا وجبارا يشهده القاصي والداني
وصحيفة شاهد الان الالكترونية رصدت بعض تلك الانطباعات والمشاعر التي عادت بشريط ذكريات الجميع إلى أعمال الحج الجليلة ، فالتقينا بالمطوفة الأستاذة وفاء عبدالرحمن بانه ، والتي بدأت في خدمة الحجيج منذ سبعة وثلاثون عاما ، وكانت انطلاقتها كمندوبة لمؤسسة حجاج الدول العربية في المستشفيات ، وبدأت شرف الخدمة المباشر كمطوفة منذ العام 1403هـ قبل تأسيس مؤسستها بعامين ، ثم عملت مشرفة على خمس مكاتب خدمة ميدانية لمختلف الجنسيات والقطاعات ، ثم مشرفة للجنة الرعاية الصحية للاهتمام بالحاجات المنومات في مستشفيات العاصمة المقدسة لمدة عام ، كما عملت مشرفة للجنة الدعم لجميع الفرق الميدانية
وفي سجل “وفاء” في مشوار الخدمة محطات خارج إطار الطوافة فهي كانت تعمل مع وزارة الصحة السعودية وتُكلف بالعمل في الحج في مراكز ضربات الشمس في مستشفيات العاصمة المقدسة فترة الحج
وذكرت “وفاء” انها نالت شرف مرافقة الحجاج المرضى المنومين في مستشفيات مكة المكرمة في قافلة وزارة الصحة التي كانت تمكن الحجاج ذوى الظروف من اتمام حجهم
وفي ذاكرة “وفاء” العديد من المواقف التي لاتنسى وروت أن ذات مرة أوصت إحدى الحاجات بالدعاء لها وللمطوفات يوم عرفة ، فقالت لها سأدعو لك أن الله يعطيك حتى يرضيك ، وذكرت أنها بعد ذلك شعرت أن كل أمورها ميسرة وحين تذكرت دعوة تلك الحاجة في مثل هذا اليوم الفضيل أجهشت “وفاء” بالبكاء متذكرة دعوة تلك الحاجة لها ووصفتها بانها دعوة من القلب ومستجابه، وبعد عامين التقت بتلك الحجة مرة أخرى وطالبتها بالدعاء دون تردد
ومن المواقف توديعهم للحجاج بكل الحب والحزن على انتهاء موسم الحج كل عام .
وذكرت “وفاء” أن هذا العام الحزن بدأ قبل بداية الموسم لعدم تمكننا من خدمة الحجاج هذا العام بسبب جائحة كورونا وإن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراق خدمة الحجاج هذا الموسم لمحزنون ، لكننا سعدنا بإصرار حكومتنا الرشيدة بإقامة شعيرة الحج الإستثنائي والاستعدادات الجبارة من الاحترازات والبروتكولات الصحية التي تضمن حفظ النفس البشرية ليتمكن من كتب الله لهم الحج من 70%من المقيمين من 160دولة ، و30%من المواطنين بالنسب المحددة ليحجوا بسلام آمنين