تذكّرتُ صبيحة هذا اليوم الخميس التاسع من شهر الله الفضيل ذي الحجة ، تلك المدينة البيضاء مدينة اليوم الواحد ، والذي يؤدي فيها حجاج بيته العظيم ركنهم المهم في نسك الحج ، تذكرت صخب هذا اليوم العظيم في السنوات الماضية وقد خلت هذا العام ألا من عدد قليل اختارهم الله من بين البشر ليكرمهم بحج استثنائي ، فمنذ نعومة اظفاري ، وقبل نصف قرن من الان ذهبت إلى ذلك المشعر مرافقا لوالدي – عليه رحمة الله – وأنا في ربيعي العاشر ، وبعدها لم انقطع عن قضاء هذا اليوم الفضيل في مشعر عرفات خادما لحجاج بيت الله الحرام وفي مواقع مختلفة .
وقبيل صدور أوامر التنظيم لحج هذا العام ، ذهبت إلى الصعيد الطاهر وتجولت فيها وشاهدت بأم عيني الاستعدادات الكبيرة التي اتخذتها الحكومة الرشيدة من أجل تقديم خدماتها لحجاج بيت الله الحرام في الحج الاستثنائي ليحجوا بسلامة آمنين ، القيت نظرة على جبل الآل وفي اعلاه شاخصه الابيض ، وقد وقف شامخا ينتظر كالعادة عشرات الالآف من رواده في هذا اليوم الفضيل ، ومررت بوادي عُرنهَ وأرضها المنبسطة وكأنها ننتظر مرور الألاف من المشاة عبره وخلاله ، والقيت نظرة على ذلك البناء الشامخ “مسجد نمره ” العظيم وقد وقفت مناراته شامخا ينتظر اذانا واحدا واقامتين ، وخطبة ، تأسيا بسيد البشر عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في مثل هذا اليوم الفضيل ، رأيت اشجارها وكأنها تتنظر من يتنعم بظلها في هذا اليوم الفضيل ، عدت بعدها ادراجي والحزن يتملكني ، سلكت الطريق الموازي لطريق المشاة لا لقي نظرة عليه وكانه ينتظر عشرات الالاف من المشاة النافرين من عرفات في طريقهم إلى المشعر الحرام
وفي صبيحة هذا اليوم استقيطت على أصوات التلبية عبر القنوات الفضائية وقد خصصت مساحات من بثها لنقل شعائر الحج الاستثنائي ، اختلطت لدى مشاعر الحزن والاسى للفراق مع مشاعر الفخر والاعتزاز لما يقدم ، وتوجهت إلى الله الواحد القهار أن يعيد علينا هذا اليوم الفضيل في الأعوام القادمة ونحن في صحة وسلامة ورخاء وبلادنا تنعم بالأمن والامن ، تحت قيادة حكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الامين ، لنستقبل ما تعودنا عليه في كل عام ملايين البشر ليحجوا بسلامة آمنين
قَالَتْ عائشة رضى الله عنها إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ ، مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمِ الْمَلَائِكَةَ ، فَيَقُولُ : مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ ؟ فهنيئا لمن وقف اليوم على الصعيد الطاهر
التعليقات 1
1 pings
زائر
30/07/2020 في 6:39 م[3] رابط التعليق
يارب اللهم بحق هذا اليوم العظيم اتوجه واتوسل اليك ان ترفع الغمه عن الامه وان تغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا ولا تحرمنا الوقوف ببيتك الكريم واداء مناسك الحج العظيم عاما بعد عام فانت القوي العزيز الجبار اللهم ازد بيتك الحريم تكريما وتشريفا ومهابه ورفعه ولا تحرمنا زياره رسولك الكريم ويا رب اكرم وبارك في القائمين علي خدمه هذا البيت وخدمه الحجيج