أستضاف منتدى الإعلام التطوعي الثاني ضمن جلساته اليومية مساء يوم أمس الثلاثاء ، ثالث أيامه خبير العمل الإذاعي ، الإعلامي المعروف الدكتور حسين نجار ، وتحدث للمشاركين خلال جلسه إدارها باقتدار المذيع عادل بارباع ، وأسرد “نجار” خلال الجلسة حديث ذكرياته في العمل التطوعي الإذاعي الذي قضى فيه نحو خمسة وثلاثون عاما ، إلى جانب مشواره العملي الطويل في هذا المجال ، وصحيفة شاهد الآن الالكترونية الراعية للمنتدى رصدت لكم حديثه واليكم ما جاء فيه :
حيث أكد بداية أن ميدان العمل الإذاعي والتجارب فيه والعمل الجماعي متاح اليوم أكثر من الماضي ، مشيرا أن العمل الإذاعي في الماضي أصعب ولم يوجد فيه الفرصة الكافية كما في الوقت الحاضر ، وقال ” في الماضي الإذاعة واحده وتحتاج إلى عدد محدود من المذيعين ولا تستطيع أن تستوعب كل الموهوبين ، لأن العمل محدد وساعات العمل محدودة وبرامجها محدود وبالتالي فرصة العمل فيها تكون نادره ، على عكس اليوم فالمجالات واسعة جداً ”
العمل الإذاعي اليوم مزدحم وبات أصعب من الماضي
وأوضح “نجار” أن الإذاعات بأنواعها التقليدية أو الجديدة والإذاعة الإلكترونية تجد ان ميدانها واسع ويستوعب العدد الكبير من المهتمين بهذا العمل ، مؤكداً أن القصور في هذا الوقت من الشخص نفسه أذا لم يستطيع أن يتواجد في كل هذه الخيارات ، لكنه عاد وأكد أن فرص النجاح رغم ذلك باتت أصعب من الماضي لأن النجاح في الماضي كونك تعمل مع قله ، وينظر الآخرين إلى جوانب عملك أكثر بينما اليوم مع زحمة العاملين في هذا المجال ووجود التنافس الشديد وظهور الإبداعات العديدة يحتاج قطاع العمل في مجال الإذاعة أو التقديم إلى ان تعطي بأبداع وتميز وتعطي ما يظهر الإبداع حتى تستطيع تحقيق النجاح.
وأوصى “نجار ” كل راغب في العمل الإعلامي اليوم بان يهتم بالتخصص وقال ” اوصي كل راغب في العمل الإعلامي “الاذعي” في الوقت الحالي أن يهتم بالتخصص ، لأن في زماننا في الماضي لم يكن هناك تخصص ، بل هناك المذيع الشامل ، فتجده يقدم في الشأن الرياضي والاجتماعي والفني والثقافي والتعليمي وكل البرامج هو يقوم بتقديمها ، لكن اليوم نحن في أمس الحاجة إلى مذيع متخصص ، المذيع الفني الرياضي الثقافي الشبابي ، ومذيع الاستديو ، وكل فرع من فروع الحياة يحتاج تخصص يعطى له أهمية ،ولكي ينجح المذيع فيه ويصبح المذيع له رسالة متميزة ، أما اذا عمل الانسان في الوقت الحالي مذيعا شاملا فهو يضيع وقته ولا يجد لمجهوده مردود
نجاح المذيع اليوم مرهون بالتخصص
وأكد “نجار” في الماضي لم يكن لديهم كليه إعلام ، ولم يكن لديهم مركز تدريب متخصص ، ولكن كانوا يمارسون عملهم بالحماس والرغبة ، ويحاولون تقديم شيء في كل ميدان حتى اصبحوا بهذا التميز والشمولية ، وقال ” اليوم ليس مطلوب منك ان تكون شموليا بل يجب أن تتخصص في جانب معينه وتركز فيه ، حتى التخصص يجب أن تكون متخصص علي سبيل المثال انت مذيع رياضي لكن يجب أن تكون متخصص في رياضة بعينها لذلك ابحث عن اهتماماتك الشخصية وركز فيها لكي تنجح ، واذا أردنا أن ننجح لابد أن نتخصص ” ، مؤكداً أنه يتوقع أن تكون في المستقبل إذاعات موسّمة بتخصصات محددة , سيصبح لدينا قنوات في الاعلام الجديد تعمل بتخصصية وتفتح افاق لمواهب أبنائنا
وحول سؤال عن مكتشفه ومن كان له الفضل في بداياته قال “نجار” ، أتذكر في بدايتي كانت عندما قدمت بعض الفقرات في حفل رياضي في مكة احتفالاً بفوز النادي الأهلي السعودي وكان من الحاضرين المعلق الرياضي الشهير الراحل زاهد قدسي – عليه رحمة الله – الذي حرص أن يضمني إلى الإذاعة وكان ذلك في بداية العام 1965م.
وأوضح “نجار” أن الشاب المُقدم على العمل الإعلامي والإذاعي اليوم لا نستطيع أن نجبره ماذا يختار ، وعندما يلتحق بالجامعة في السنة التحضيرية تفتح أمامه الآفاق ويستطيع بعد ذلك تحديد مساره بدقة
المتعاونون في العمل الإذاعي يبحثون عن مليء اوقات فراغهم
وتحدث “نجار” عن العاملين في المجال الإذاعي من الأخوة المتعاونين وليسوا متفرغين وقال ” هؤلاء مجموعة تبحث عن ملء وقت فراغهم وذلك عن طريق علاقاتهم بالعاملين في الإذاعة من مذيعين ومخرجين ومسؤولين ، وتتاح لهم مساهمات صغيرة تتفق مع ميولهم في هذه الظروف ، أما اذا أراد ان يتفرغ لهذا العمل فلا بد أن يكون لديه السلاح الذي يساعده على ينخرط في هذا العمل ويعطي ما يستحقه ، وعلي المذيع أن يحرص على حضور الدورات التدريبة الإذاعية والتلفزيونية في أي مكان ليطور قدراته وينمى مهاراته ، أما المتعاون فيمكن أن يشبع رغبته حسب الوقت المتاح له
وحول سؤال عن كيفية اختياره لبرامجه التي يقدمها قال “نجار” التعايش مع المجتمع وتلمس احتياجاتهم ومعرفة متطلباتهم يفتح أمامك الأفاق ، وفي اختلاطي مع المجتمع أصبحت أعرف ماذا يحتاج المجتمع فمن هنا أستمدُ بعض الأفكار البرامجية التي أخذها منهم لا ردها لهم ، فالإذاعة في رأي جزء من المجتمع ، فالمذيع حلقة وصل بين المسؤول والمتلقي وهذا ما نتمناه في كل المذيع
وأكد “نجار” أن الإعلام الجديد في مرحلة تشكل وتكون ولا بد أن يعطى فرصة لأخطائه ونجاحاته وايجابيات وسلبياته ونتحملها ، لأنها في مرحلة تكون كالمرحلة الابتدائية الذي لا يعرف طالبه المسئولية سوى تقديم طلباته والإصرار على تنفيذها حتى تبدا المدرسة بتعليمه ، لذلك لابد من منح الإعلام الجديد الفرصة ، ومن نجح فيه من الوهلة الأولى فهو محظوظ ، ومن فشل فعليه أن يحاول الكرة تلو الكرة حتى يتحين النجاح ، هناك سلبيات للإعلام الجديد نستطيع أن نرصدها الآن ونتلافها في المستقبل ، وهذا دور كليات الإعلام التي أدخلت الإعلام الجديد ضمن تخصصاتها الأكاديمية ويجب عليها أن تقدم الأسس مع التنفيذ العملي القائم باجتهادات مختلفة وقال ” انا اعدُ الإعلام الجديد رافد اضافي إلى اعلامنا التقليدي وهو ضيف مرحب به وسيأخذ مكانه في المستقبل بكل اريحية مع وسائل الاعلام التقليدي ”
دخلت مدرسة الإذاعي ووجدت زملاء أخذوا بيدي
وحول قداوته في مشواره الإعلامي قال “نجار ” أنا دخلت مدرسة الإعلام وزملائي لم يبخلوا علي لان العمل كان تعاونيا ، اذا اخطات تجد من يوجهك ، واذا اردت ان تنجح تجد من يأخذ بيدك إلى النجاح ، فأنا دخلت الإذاعة ووجدت امامي : راجح والأستاذ محمد حيدر مشخص ، والأستاذ محمد صبيحي ، والأستاذ عبدالرحمن يغمور ، والأستاذ مطلق الذيابي ، والأستاذ سليمان عبيد ، ومروا علينا كثيرا من المتعاقدين الذين افادونا ، فنيا وأنا أعتبر الإذاعة مدرسة اجتماعية مفتوحه نهل منها الكثير ، وعمل تجريبي لأنك لا يمكن ان تحقق نجاح إلا وقد أخفقت في جانب ، فالتوجيه كان بإخلاص ، الإذاعة لم تعطينا الشهادة لكنها اعطتنا القدوة الحسنه
الأبناء توجهوا إلى تخصصات أخرى واصغرهم أكثر هواية للمهنة
وحول من اقتفاء اثره في العمل الإعلامي والإذاعي قال “نجار” : الأبناء لديهم بعض الإهتمام ولم أضع أحدهم في اطار رغبتي أو مهنتي ولم يبلغوني برغبتهم في امتهان هذا العمل ، وعندي – ولله الحمد- الأول مهندس نووي ، والثاني جيولوجي ، لكن الابن “مهند” له بعض المشاركات مع زملائه وأصدقائه ويشعرني دائما بانه يسعي لاقتفاء الأثر ولكنه لم يبلغني بذلك وأصدقائه الإعلاميين كثر ، والنجاح دائما يتأخر لكنه حتما سيتحقق للمجتهد
وحول التحديات التي يمر بها المذيع في مشواره قال “نجار” أولا تحديات زمان غير تحديات اليوم ، والمذيع لا يستطيع أن يحقق ما يريد وحيدا ، ولابد ان تكون هناك جهة تأخذ بيده وتنفق عليه من المال ما يجعله يشعر بالأمان ليقدم ما يستطيع ، لذلك أرى أن نعيد النظر في سلم رواتب المذيعين وفي مكافاتهم وبدلاتهم لان عمله مهم جدا لأنه يقدم رسالة ، ولابد أن نوجد صندوق اعلامي يسهم في الوقوف مع من يعملون في هذا الميدان المهم ومعرفة احتياجات المذيع وتوفيرها تكون بيئته مساعدة على العطاء ، لان عمله لا وقت له ، فالمذيع في الوقت الذي يرتاح الناس فيه من عناء العمل تجده يعمل ، وذكر أنه كان يتواجد في الإذاعة ليلة العيد لتقديم برامج تتناسب مع العيد ، وفي أيام العيد الناس تصاحب أبنائها للنزهة ، وهم يتركون ابنائهم مع امهاتهم وينشغلون بالعمل
أطالب الجامعات بتقديم تدريب مجاني للشباب العاملين في المجال الاذاعي
وحول امكانية تقديم التدريب لمن يعملون في هذا المجال أكد “نجار” انه يطالب دائما الجامعات التي بها اقسام وكليات الإعلام بضرورة تقديم دروات مجانية لمن يعملون في هذا المجال ، وأعلن عن استعداده بالمشاركة أي مناسبة تدريبيه ، واعلن عن سعادته بقضاء 35 عاما في العمل التطوعي
وحول تواجه عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي قال “نجار” أنا لم أكن في الماضي من هواتة ، لكني أخيرا اقتنعت بفتح حساب في تويتر لتقديم ما نستطيع ، واعد ذلك وجب ورسالة اسعي لتقديمها
أفكر بالاستمرار في المجال وتقديم الاستشارات لمن يحتاجني
وأعلن حصريا عبر منتدى الاعلام التطوعي باستمراره في العطاء متطوعا وقال ” رأيت أن أستمر في العطاء رغم التقاعد والمسؤولين في الجامعة رحبوا بتواجدي ، وقد قاربت في استمراري التطوعي نحو خمسة وثلاثون عاما ، وما افكر به اليوم وغدا أن لا أبخل علي احد استشارني بل واسعد لذلك ، واتذكر انني ادخل الإذاعة في الصباح ولا اخرج منها الا منتصف الليل