لجهاز الجوال فوائد شتى، من ضمنها التواصل بين الناس بالاتصال، أو ادعاء الانشغال بين البشر على وضعية “الصامت”!
على كلٍ، متى ما التحف القدر ببعضهم لعدم الرغبة بالحديث مع من جاوره، أو السلام عليه، أو حتى رؤيته.. إلا و أوغل أحد أصابعه بالضغط على زر (silent) للنقال، (و عاش الدور) بالتحدث مع المجهول.. أو أوعز بغيته/ نيته على أحد برامج التواصل بتلون الملامح، وطأطأ برأسه على الشاشة، و قفز كالضفدع بنقيقه، و زاد عليه بالطقطقة بين هذا و ذاك بصدى تلك الأصوات لأهميته و حضوره!
الغريب في الأمر، أن جُلَّ هؤلاء على علاقة وثيقة و متينة سابقاً، و مُجرد أن تُورد الأبل من مياه سُقياها و آبار مصالحها، إلا و عادوا في محشر أروقة المكابرة، و دهاليز (الزعاطة)، و تبني نظرات الحيرة، و نحوها من تلك الأمور المثيرة للتعجب!
حتى عاد هذا الجهاز المسكين و الصغير في حجمه يُداهن هذا برغبة مدد موصلات الشحن، ومُزاوجة ذاك لمراودة مقابس الوهن!