في حضور لافت من داخل المملكة وخارجها، استعرض الباحث والمؤرخ الأستاذ سلمان آل رامس جوانب مهمة من تاريخ جزيرة تاروت ضمن ندوة بثت عن بعد نظمها منتدى الثلاثاء الثقافي مساء أمس الثلاثاء تحت عنوان (جزيرة تاروت في عيون علماء التاريخ والاثار)، وأدارها الأستاذ أمين الصفار.
وقال الباحث آل رامس أن جزيرة تاروت قامت حولها عدة حضارات كبلاد الرافدين وعمان، وأصبحت مركزا مهما في خطوط طرق التجارة العالمية منذ الألف الثالثة قبل الميلاد، كما أن اسم “جزيرة تاروت” ورد في المصادر اليونانية كبطليموس وبيليني باسم “تارو” و”ثارو” و”تيروس” وهي أسماء مقتطعة من “عشتار”.
وذكر آل رامس أن المصادر العربية أثبتت اسم الجزيرة بذكر “قلعة تاروت” وتاريخ بنائها وكونها – أي تاروت – مركزا لصراعات عسكرية في المنطقة، فقد ورد اسمها في (خريدة الاصبهاني) حيث ذكر شاعرين وأديبين عبديين عام ٥٥٤هجرية، كذلك ذكرها صاحب (تقويم البلدان) في القرن الثامن الهجري. كما ورد ذكرها أيضا في (تاريخ ابن لعبون) ما نصه “وكان قاضي بلاد تاروت في جيش عظيم قد سبقه إليها ملك آخر”،
وأشار أنه المصادر العربية في القرن السابع الهجري تؤكد على مركزية هذه الجزيرة، وكذلك الخرائط الأوروبية في القرن السابع والثامن والتاسع عشر الميلادي، مؤكدا أن هناك اهتمام كبير من قبل الباحثين والمؤرخين لدراسة المتروكات الاثرية في جزيرة تاروت، وأن بعض هذه المتروكات وجدت من قبل الأثريين في مناطق جغرافية بعيدة ومتعددة. وذكر أن الدكتور عبد الله مصري الذي بحث في تاريخ “جزيرة تاروت” يؤكد أن اتصالها مع بلاد الرافدين كان أسبق من البحرين، وهو الرأي نفسه الذي يؤكده أيضا البروفيسور تيلوس.
وشارك في الحوار كل من الباحث عبد الرسول الغريافي والفنانين عبد العظيم الضامن ومحمد المصلي، مؤكدين على مكانة الجزيرة وتاريخها العريق. وأكدوا جميعا على أهمية تكاتف الجهود الرسمية والأهلية لتحويل “جزيرة تاروت” إلى معلم سياحي وطني لاحتوائها على كنوز من الآثار التاريخية. وقد صاحب الندوة معرضا فنيا للتشكيلية ياسمين الصبيحة.