إلى كل أبٍ راحلٍ عن هذه الدنيا هديتي الواصلة..
لبس الليل عباءته السوداء، وتوشح بلون الرثاء.. فقد صال بأنينه وحنينه بالمواساة فينا، وكأني به ينعى نفسه لكل موجوعٍ بالرحيل..
أبي:
ماذا عسانا أن نواسي شريكتك بالحياة، وفي كل ليلة لها في دموعها قصة وغصة؟
أبي:
كيف لنا أن نتذكر طفولتنا في صدرك وأحضانك؛ وهدايا شجر النبق في يمينك، وقد تفطرت من التعب، وكل محياك ابتسامة وراحة لضحكاتنا حولك؟
أبي:
كيف بنا ونحن نمسح الغبار عن صورك ساعة وحشتنا؛ وكل زوايا البيت قد اشتاقت إليك؟
أبي:
كل أحفادك يسألون عن طول وسبب غيابك، فما حالنا ونحن نجيبهم؛ أنقول خطفه القدر وسقاه النهر؟
أبي:
هل تستحضر بستانك الذي ربيت نخيله بأعمارنا؛ وقد تاقت جذوعه لتمتماتك ومواويلك ساعة السقاية والصرام؟
أبي:
هل للذكريات سرور بموتك؛ وكل إخوتي وأخواتي يتنفسون على صوت طرق الباب لحضورك؟
أبي:
ترجل من على صهوة غيابك، وامسح على صدري بيدك، واصلبني على وتر الجراح حكاية، وانثرها دموعاً للعابرين..
قم واعتصر لب الحنين قصيدا
واذكر حبيبك للسماء نشيدا